رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر فى القمة!

النصر آت لا محالة، النصر لفلسطين مهما طال الزمن، رغمًا عن أنف المحتل الغاشم، رغمًا عن الصهيونية المتوحشة، ورغمًا عن القنابل والمدافع والطائرات وأمريكا وبريطانيا، النصر لفلسطين بقانون العدل الإلهي، النصر لفلسطين بالإيمان بالإرادة والصبر. 
بالأمس اجتمعت 57 دولة عربية وإسلامية.. أدانت وشجبت المحتل الغاشم وساندوا فلسطين وشعبها، وخاطبوا العالم بحوالى 30 قرارًا كلها بألفاظ صريحة في مقدمتها التشديد على ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزة، وفرض إدخال قوافل المساعدات لتشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري.
وأكد البيان الختامي للقمة ضرورة دعم جهود مصر لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف، ودعم كل ما تتخذه مصر من خطوات لمواجهة تبعات العدوان- الإسرائيلي- الغاشم على غزة. وهنا نقول بحق إن مصر في القمة، قمة الحضور العربي والإسلامي والعالمي، وقمة التأثير والعطاء والتحدي والإصرار على نصرة شعبنا العربي الفلسطيني، فمصر التى تصدت للعدوان من أول لحظة، وكانت أول من أدانت العدوان، ومصر التى خاطبت العالم، وعقدت أول مؤتمر للسلام ودعم فلسطين، ووقف العدوان، مصر التى جهزت مئات الشاحنات للأشقاء واستقبلت الجرحى، وخصصت مطار العريش للمساعدات الخاجية.
وهنا تبرز كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التى جاءت معبرة عن رؤية شعب مصر  فى 6 قرارات تضمنتها لا تختلف كثيرًا عن النص النهائي للبيان الختامي وأولها المطالبة بالوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع  بلا قيد أو شرط، ووقف كل الممارسات التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم، واضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته لضمان أمن المدنيين الأبرياء وضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحيمل إسرائيل مسئوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وضرورة التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأخيرًا إجراء تحقيق دولى فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولى.
أما لقاءات الرئيس التى أجراها خلال مشاركتة في قمة الرياض فى تعزيز علاقات مصر العربية والإسلامية، لعل أهمها لقاء الرئيس السيسي الرئيس السورى بشار الأسد الذي يشكل حضوره انتصارًا للإرادة العربية والسورية والمصرية، فمصر التى رفضت حضور ممثلين عمن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية في قمة القاهرة 2015، وسوريا التى تحدت المؤامرة ونجحت في وأدها، كما نحجت مصر من قبل ، وتنوعت لقاءات الرئيس خلال القمة بقادة الدول العربية والإسلامية، في مقدمتها لقاءة بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو من اللقاءات المهمة جدًا إلى جانب لقائه ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، والفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، واللقاء الأبرز مع الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وجميع اللقاءات ناقشت سبل دعم العلاقات الثنائية مع مصر وسبل نصرة الشعب الفلسطينى. 
الملفت ما ختم به الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بالتحذير، من مغبة السياسات الأحادية، ومن التخاذل الدولي عن وقف الحرب فى غزة، وهو ما ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وتأكيد الرئيس أنه مهما كانت محاولات ضبط النفس.. فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة.. كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها.
كلمات الرئيس واضحة وصريحة فلعلهم يعقلون.