رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة رمز الكرامة والعزة

صرّحت رولا دشتى، الأمينة التنفيذية للإسكوا، فى صباح الجمعة 10 نوفمبر 2023: "عدد الأطفال الذين تم اغتيالهم على يد العدو الصهيونى فى غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن 4300 طفل فاق العدد الإجمالى للأطفال الذين لقوا مصرعهم فى الصراعات المسلحة فى 22 بلدا فى أى عام منذ 2020".. جاء ذلك فى دراسة صدرت عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا (الإسكوا)، تحت عنوان "حرب غزة والآثار الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على دولة فلسطين".
وإذا نظرنا للإحصاءات الخاصة بعدد الشهداء والمصابين حتى الآن سنجد عدد الشهداء الفلسطينيين 10328 منهم 2550 نساء، و4237 طفلا وطفلة، أى أن نسبة النساء والأطفال تساوى 73% من الشهداء، بجانب 1250 طفلا تحت الأنقاض، و3541 من الرجال الشباب والشيوخ.
أما عدد المصابين فوصل لأكثر من 25 ألف مصاب، و117 ألف نازح من مناطق النيران فى شمال غزة إلى جنوبها. هذا بجانب تدمير 221 مؤسسة تعليمية، و44 منشأة للأونروا متضررة بما فى ذلك ملاجئ الطوارئ. ولم تسلم من هذا العدوان الوحشى المستشفيات وعربات الإسعاف، ما أدى إلى قتل المرضى والأطقم الطبية، كل هذا بجانب استهداف الصحفيين، حيث وصل عدد الصحفيين إلى 49 شهيدا منذ بداية الحرب العدوانية فى الثامن من أكتوبر، وذلك بغرض إخفاء حقيقة هذا الكيان المتوحش العنصرى التى وضحت لكل العالم. 

وجاءت كل هذه الإحصاءات فى جريدة الأهرام اليومية فى الثامن من نوفمبر 2023 وتحت عنوان "غزة تستغيث"، إحصائيات بعدد الشهداء والجرحى والمصابين خلال شهر منذ بدء العدوان الصهيونى الغاشم على غزة وارتكاب الكيان العنصرى الاستيطانى جرائم حرب ضد الإنسانية بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى والتهجير القسرى من شمال غزة إلى جنوبها، بجانب فرض الحصار ومنع وصول الماء والغذاء والدواء والوقود لأهالى غزة المحاصرين بغرض إبادتهم وتهجيرهم وتوطينهم فى سيناء المصرية.
هذا بجانب العدوان على الضفة الغربية ومطالبة أهلها بالذهاب إلى الأردن، مما ينتج عنه تفعيل مخطط التطهير العرقى وإقامة "الدولة اليهودية"، وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما رفضه النظام المصرى والشعب المصرى والشعوب العربية كلها وشعوب العالم الحرة الأبية التى خرجت بالملايين فى كل أنحاء العالم رافعة شعار "حرروا فلسطين" و"أوقفوا العدوان والتطهير العرقى والتهجير القسرى" و"أوقفوا قتل الأطفال".

وحتى كتابة هذا المقال لم يحدث أى اتفاق على وقف العدوان فورا نتيجة لمساندة أمريكا للكيان الصهيونى برفض الوقف الفورى لحرب الإبادة واستهداف الأطفال وهدم البنية التحتية لقطاع غزة، وأيضا مساندة الدول الاستعمارية الكبرى، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. بل ولم تحدث الموافقة على هدنة إنسانية لبضع ساعات لإدخال المساعدات الإنسانية.

طالبت شعوب العالم، والشعب المصرى، بوقف العدوان فورا وفتح معبر رفح بشكل دائم لإدخال المساعدات الإنسانية والأطقم الطبية التى جاءت من معظم دول العالم، ولكن ما تم إدخاله حتى الآن وخلال شهر 569 شاحنة فقط، فى الوقت الذى قالت فيه المنظمات الدولية إن قطاع غزة يحتاج إلى 100 شاحنة يوميا.

إننا نقدر الموقف المصرى لرفض التوطين وتصفية القضية الفلسطينية، وفى نفس الوقت نطالب بفتح المعبر بشكل دائم، ولا يجب أن نخضع للاتفاقية التى تنظم إدارة المعبر بإدارة ثنائية بيننا وبين الاتحاد الأوروبى (الذى يلتزم بأوامر الحكومة الصهيونية)، هذا بجانب عدم التزام الكيان الصهيونى بالاتفاقية، بل تم خرقها بقصف المعبر أكثر من مرة، وذلك بالمخالفة لكل الاتفاقيات والقوانين والقرارات الدولية.

ومن المعروف أنه وفقا لاتفاقيات جنيف فلا بد من مراجعة وإلغاء أى اتفاقية حين تضر بمصلحة الشعب والدولة التى وقّعتها.

المجد والخلود للشهداء والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال، وكل التحية للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطينى الصامد المدافع عن عزة وكرامة الشعوب العربية وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، والذى يسطر ملحمة الدفاع عن أرضه وعن الأمن القومى المصرى والعربى.