رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استهداف المستشفيات والمدارس.. ما وراء القصف الإسرائيلى للمنشآت المدنية فى غزة؟

استهداف مستشفى المعمداني
استهداف مستشفى المعمداني

على مدار 28 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، استهدف الاحتلال المستشفيات والمنشآت الطبية والمساجد والمدارس لتضيف جريمة أخرى ضد الإنسانية وتثبت أنها تستهدف المدنيين وليس مقاتلي الفصائل الفلسطينية كما تدعي.

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن أن القصف الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، استهدف البنية التحتية والمنشآت الطبية في القطاع، حيث إن العدوان وصل بطريقة أو بأخرى إلى أدنى مستوياته بعد مرور ما يقرب من شهر، حيث هاجم الجيش قافلة إسعاف خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة يوم الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصًا وإصابة 60 آخرين، حيث تم التعرف على أحد القتلى، وهو الصحفي هيثم حرارة.

استهداف المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف

وأفاد موقع "موندوايس" الأمريكي، بأنه من المقرر أن تقوم سيارات الإسعاف بنقل عدد من المصابين إلى معبر رفح لتلقي العلاج في مصر، وبينما كان من المقرر دخول 28 شخصًا إلى مصر يوم الجمعة، مُنع 11 منهم من مغادرة غزة بسبب قصف محيط مستشفى الشفاء.

وتابع أنه خلافًا لبعض الهجمات الأخرى على المرافق الطبية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفور مسئوليته عن الغارة الجوية، مدعيًا أن حماس استخدمت سيارات الإسعاف، وهو ادعاء رفضته وزارة الصحة في غزة بقوة، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 27 سيارة إسعاف و105 مؤسسات صحية قد تم إغلاقها، استهدفتها إسرائيل خلال الأسابيع الأربعة الماضية. 

وأضاف أن نحو 150 من العاملين في المجال الصحي لقوا حتفهم، بينما خرج 16 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة بسبب الغارات الجوية والنقص الحاد في الوقود.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة: "نؤكد أن الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مع سبق الإصرار والترصد، ورافقها اعتراف الاحتلال الإسرائيلي الصريح بارتكابها، تشكل جريمة حرب".

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إنه صدم بشدة من الهجوم، مضيفًا: "نكرر: يجب حماية المرضى والعاملين الصحيين والمرافق وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات".

وفي الوقت نفسه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يشعر "بالرعب"، مضيفًا: "الآن، منذ ما يقرب من شهر، يتعرض المدنيون في غزة، بما في ذلك الأطفال والنساء، للحصار، ويُحرمون من المساعدات، و يقتلون، ويقصفون منازلهم، هذا يجب أن يتوقف."

وأوضح الموقع أن الغارة الجوية على الشفاء لم تكن هي الهجوم الإسرائيلي الوحيد على المساحات التي تم تعريفها على أنها "أعيان مدنية محمية" بموجب القانون الدولي في غضون 24 ساعة.

وأشار إلى أنه يوم السبت، أفادت وزارة الصحة في غزة أن غارة أخرى أصابت مستشفى ناصر للأطفال في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل، كما قصفت غارة جوية إسرائيلية أيضًا مدرسة الفاخورة التي تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين يوم السبت، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل لجأوا إليها.

الأونروا

وقال مدير الأونروا في غزة، توماس وايت، في اليوم السابق: "هؤلاء أشخاص يبحثون عن مأوى تحت علم الأمم المتحدة ويطلبون الحماية بموجب القانون الإنساني الدولي.. لا يمكننا حتى أن نوفر لهم الأمان تحت علم الأمم المتحدة".

وذكرت الأمم المتحدة أنه من بين ما يقرب من 1.5 مليون شخص نازح داخليًا، حاليًا، في غزة، يعيش حوالي 690 ألف شخص في 149 منشأة تابعة للأونروا.

كما قدمت التقارير تفاصيل عن الاستهداف المتعمد على ما يبدو للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المولدات والألواح الشمسية وخزانات المياه، حيث تعاني غزة بالفعل من نقص يهدد الحياة في المياه والكهرباء والأدوية.

وفي الوقت نفسه، قالت الولايات المتحدة إنها لم تتلق أي سجلات للادعاءات الإسرائيلية بأن حماس منعت أو استولت على إمدادات المساعدات الإنسانية، وهي ادعاءات تم فرضها لتبرير منع دخول الوقود وغيره من الضروريات إلى غزة.

وذكرت تقارير إعلامية أيضًا أن مسجدين تم قصفهما في حي الصبرة بمدينة غزة.

أهداف سكنية ومدارس ومساجد

وأضاف الموقع الأمريكي أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق سكنية ومدارس ومساجد، في تجاهل للقانون الدولي الإنساني، حيث استهدف العدوان ألواح الطاقة الشمسية في مركز تأهيل المسنين، ليتركه دون كهرباء بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق جراء الانفجار.

وتابع أنه وفي اليوم نفسه، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مولد الكهرباء في مستشفى الوفاء بمدينة غزة، وأدى الهجوم إلى مقتل 14 شخصًا على الأقل وإصابة 60 آخرين.

وأضاف أن الغارات استهدفت أيضًا مجموعة من سيارات الإسعاف بالقرب من مستشفى الشفاء، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة حوالي 60 آخرين.

وأشار إلى أن المناطق السكنية والمدارس والمساجد كانت من بين أهداف القصف، وتعتبر هذه الأعمال، التي تنتهك القانون الإنساني الدولي، الذي يحظر صراحة الهجمات المتعمدة على المرافق الصحية، جرائم حرب.