رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام ودوره فى تغيير العالم

من أين جاءت فكرة ما يسمى بوسائل الإعلام؟ متى كانت بدايتها ونشأتها؟ هل تؤمن بأن الإعلام قادر على تغيير عالمنا دون انحياز؟ 

إن الإعلام يعد من أهم ركائز أي مجتمع؛ حيث يتم الاعتماد عليه في تشكيل رأي عام تجاه قضايا مجتمعية كثيرة؛ منها على سبيل المثال: المشروعات القومية الكبرى، وفي التنمية والتعليم والسياسة الخارجية والصحة والزراعة، والعلاقات الاجتماعية والثقافة، والدين وغيرها، وهو الذي يسهم في رسم أو تحسين، أو تشويه الصورة الذهنية للمجتمع في الداخل والخارج.

وإذا صح الإعلام وكان أداؤه جيدًا، ويتسم بالشفافية والمهنية؛ فإنه يصبح عاملًا مساعدًا ومؤثرًا في إقرار الأمن والاستقرار، ودفع عجلة التقدم والازدهار، أما إذا كان الإعلام منحازًا لمصالح فئة على حساب أخرى، وغابت عنه الشفافية والمهنية، فإنه يصبح عبئًا ثقيلًا على المجتمع، بل وقد يؤثر بالسلب على مسيرة تقدمه، وقد يُودي به، ويُفسد حياة الشعب، بالإضافة لإفساد علاقات الوطن بدول الجوار وبدول العالم الأخرى التي ترتبط مصالحه بها.

وحيث إن الساسة وذوي النفوذ في المجتمعات الحديثة على علم ودراية كاملة بمدى قوة الإعلام الناعمة، فإنهم كانوا ولا يزالون يحاولون جعله تحت سيطرتهم بطرق شتى؛ منها التملك المباشر أو غير المباشر، أو التحكم فيه عن طريق القوانين والنظم التي تكبل حرية الإعلام، أو إعاقة عملية إمداد الإعلامي بالمعلومات الضرورية، معلومة المصدر، وتتسم بالشفافية والنزاهة، أو عن طريق فرض السيطرة المباشرة بالقوة، أو بتمويل عمليات التملك لأفراد بأعينهم لوسائل إعلام؛ لاستخدامها لغرض ما، أو بالتمويل عن طريق شركات الإعلان، أو بشراء ذمم بعض الفاسدين من الإعلاميين.

ومن هذا المنطلق أصدر البروفيسور "جورج رودمان"، رئيس قسم الدراسات الإعلامية بجامعة بروكلين، كتابه الأخير "تأثير الإعلام فى تغيير العالم"، الذى يتضمن دراسة محكمة عن تأثير وسائل الإعلام وتطورها فى صنع تغيرات جذرية من شأنها تغيير مجرى التاريخ، يلقى الضوء أيضًا على طرق للمساعدة فى فتح مجالات جديدة لمناهج محو الأمية، دراسة "رودمان" تساعد الطلاب على فهم وسائل الإعلام فى عصرنا الحديث مقارنة بالتطور العام الذى شهده هذا المجال، حيث يقدم موضوعات البحث من خلال هيكل فريد من نوعه يجعل المواد واضحة وسهلة وذات مغزى لحياتهم.

ينقسم الكتاب لأربعة أقسام؛ السرد والتاريخ والصناعة والجدل. يشرح الكتاب بداية وسائل الإعلام وما هي طبيعة عمل الباحثين وكيفية قيامهم بأبحاثهم حول موضوع معين، ولماذا تسبب هذه الإجراءات هذا الكم من الخلافات؟. إجابات تلك الأسئلة سوف تساعد الطلاب وراغبي المعرفة على تطوير قدرتهم على تحليل الطرق التى تستخدمها وسائل الإعلام لتغيير العالم، بما يتضمنه ذلك من أمثلة ملموسة وخطوات التخلص من بعض المفاهيم الثابتة التي تحتاج للتغير، فضلًا عن إلقاء الضوء على بعض الأحداث المعاصرة ومراحل تطورها خلال العام، وتوضيح الصورة فيما يخص أهمية تغطية وسائل الإعلام المتنقلة فى الاتصال الجماهيري والمجتمعي بما فى ذلك موضوعات جديدة عن تقارب اقتصاديات الإنترنت "أونلاين" وتاريخ نشأتها.