رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كشفت حرب غزة ازدواجية معايير الغرب وهيمنة واشنطن على مؤسسات العالم

غزة
غزة

قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: كان من الواضح أن هناك تطبيقا ثنائية المعايير في العالم منذ اليوم الأول للحرب على غزة، كان من الواضح أن الأسلحة والتحكم فيها لدى إسرائيل تعمل بكفاءة.

وأشار الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلي أن ثنائية المعايير تمت ملاحظتها في العالم فيما يتعلق بمواجهة روسيا في أوكرانيا، حيث جاءت مع كل قوتها وعزمها للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الرقب أن إسرائيل هي دولة قمعية وعدو للشعب الفلسطيني، وهذا نوع من ثنائية المعايير واضح جدًا، يمكن أن تكون الأمور أكثر بشاعة عندما طلب المارينز في العراق بعد الاحتلال عام 2003 ألا يُحاكموا، بينما يتمتعون بحماية من المحكمة الجنائية الدولية، ثنائية المعايير واضحة أيضًا حينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارات بوقف الرئيس الروسي خلال حرب أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه يتم وضع المعايير لصالح الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها السلطة العالمية الحاكمة.

وتابع الرقب "اليوم في غزة، تتواصل هذه الجرائم المروعة، تقارب الخسائر البشرية عشرة آلاف شهيد، بالإضافة إلى عدد من المفقودين تحت الأنقاض، وأغلب الضحايا من الأطفال والنساء، متابعًا: "يشعر الكثير منا بالألم لعدم وجود موقف قوي وواضح من قبل بعض الدول، بالمقابل، هناك دعم كبير جدًا لإسرائيل واستعداد تام للدفاع عنها بكل السلاح والعتاد.

وأشار الرقب إلى أنه عندما نقارن بين ما يحدث في غزة والموقف الكامل من قبل الدول الأوروبية والغربية وما يحدث في أوكرانيا، نلاحظ التناقضات الكبيرة فهم يدعمون إسرائيل في حماية نفسها، في حين يدعمون أوكرانيا حين يواجهون الاحتلال، الفرق هو أن إسرائيل تواصل انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بينما تعامل معها المجتمع الدولي بتسامح وتزويدها بالأسلحة والصواريخ لاستخدامها ضد شعبنا الفلسطيني.

وطالب الرقب باتخاذ موقف قوي ضد إسرائيل من خلال قرارات مجلس الأمن التي تدين الاحتلال، ولكن يتعذر تنفيذ تلك القرارات بسبب صراع القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن هناك قرار من الجمعية العامة يدين الاحتلال بدعم من 120 دولة تحت بند واحد من أجل السلام، ومع ذلك، يتعذر على مجلس الأمن تنفيذ هذا القرار بسبب تأثيره على إسرائيل بشكل عام، مؤكدًا أنه يتم تشجيع إسرائيل على ارتكاب جرائمها بفضل التوافق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.

حان الوقت لإعادة ترتيب المجتمع الدولي بطريقة تخدم الجميع

وتابع الرقب، نحن نطالب بإجراء تحقيقات في كل هذه الجرائم، ولكن لا يهتمون بهذه التحقيقات، حتى لجان التحقيق لم تتحدث عن تشكيل لجان تحقيق بعد حدوث مجزرة في مستشفى المدينة، حيث طالبنا بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الانفجار وعدد الضحايا، لكن تم رفض طلبنا واكتفينا برواية إسرائيل التي اعتمدتها الولايات المتحدة، ندرك أن هذا العالم ظالم وأن تركيبته تركز على المصالح القوية بعد الحرب العالمية.

واختتم الرقب تصريحاته قائلًا: "الآن حان الوقت لإعادة ترتيب المجتمع الدولي بطريقة تخدم الجميع، بعد فشل تلك المؤسسات في تحقيق أي تقدم يجب أن يكون المجتمع الدولي قادرًا على خدمة مصالح الجميع وليس فقط الأقوياء، حرب غزة والمعايير المزدوجة الواضحة فيها كشفت بلا شك فشل تلك المؤسسات، هذه المجتمعات والمؤسسات التي بُنيت بعد الحرب العالمية الثانية لم تكن مهتمة بمعاناة الشعوب، بل لحفظ مصالح صناع القرار في العالم.