رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكبر مدينة طبية متكاملة.. "بحوث الإسكان" يشرف على تطوير معهد ناصر

التصميم النهائي لعملية
التصميم النهائي لعملية التطوير

أعلن المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، إشرافه على تطوير مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، والذي يعتبر من أكبر الصروح الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان.

وقال المركز في بيان له اليوم، إنه في إطار سعي الدولة لتطوير مستشفى معهد ناصر، فقد صرح الأستاذ الدكتور محمد مسعود رئيس مجلس إدارة المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء بأن المركز يقوم بالإشراف على أكبر مدينة طبية في معهد ناصر، حيث تتكون المدينة من مبنى رئيسي يشمل حجرات للعمليات والعناية المركزة على أعلى مستوى، وحوالي 1000 حجرة لأقامه المرضى وأجهزة طبية على أعلى مستوى ومبنى للعيادات الخارجية يضم جميع التخصصات ومبنى أورام يضم خمسة أجهزة علاجا إشعاعيا وعلاجا كيميائيا طبقا لأحدث المعايير الطبية العالمية.

كما تضم المدينة مبنى أبحاث لمواكبة التطورات العلمية الطبية العالمية ومبان خدمية من جرچآت ومبنى لإقامة الأطباء وآخر لإقامة الطبيبات.

وتابع بأنه في إطار توجيهات الدولة لمواكبه التنمية المستدامة في قطاع التشييد والبناء، فقد تم تصميم المباني طبقا لكود المستشفيات الخضراء بأعلى معايير الدقة والاستدامة، كما يشرف المركز بالكامل على جميع النواحي الهندسية بالاشتراك مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الصحة والسكان.

يأتى دور المركز القومى لبحوث اللإسكان والبناء في تحقيق الاستدامة البيئية للمباني والبنية التحتية للمدن المصرية بهدف بناء مدن خضراء ومرنة من خلال مساهمته بتنظيم المؤتمر الدولي الرابع للتشييد المستدام المنعقد في الفترة من 13-15ديسمبر 2023، والذي سوف يتناول عدة طرق للتخطيط والتقييم والعمل من أجل الاستعداد للكوارث والاستجابة لها، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، مفاجئة أو بطيئة الظهور، متوقعة أو غير متوقعة حيث يسعى المؤتمر إلى الوصول للمدن المرنة فهي الخيار الأفضل لحماية حياة الناس وتعزيزها، وتأمين مكاسب التنمية، وتعزيز البيئة القابلة للاستثمار، وإحداث التغيير الإيجابي تحقيقا لإجراءات تعزيز المرونة من أجل البيئة المستدامة. كذلك سوف يتناول المؤتمر محور التوأمة الرقمية، فهو مصطلح جديد ظهر في بداية الألفية الثانية، وأخذ يزداد انتشارا وتوسعا متزامنا مع الثورة في مجال التحول الرقمي (Digital Transformation)، والتطور الكبير فيما يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة.

تحسين إجراءات الصيانة خصوصًا تلك المتعلقة بالجانب التبنؤي

يرتبط مفهوم التوأمة الرقمية ببناء نسخة افتراضية رقمية مطابقة للواقع لآلة أو مبنى أو جهاز، وتتضمن هذه النسخة الأجزاء الميكانيكية والإلكترونية والدوائر الكهربائية، بشكل قابل للعرض والاستكشاف باستخدام أنظمة المحاكاة (Simulations Systems) وتقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality).

جدير بالذكر أن تبني التوأمة الرقمية من شأنه تحقيق عدد من الفوائد للمصنعين والتي من ضمنها:

-تسريع أغراض البحث والتطوير (R & D) للمنتجات والخدمات، عن طريق خفض التكلفة والمخاطر المرتبطة بأماكن العمل، فمن خلال هذه التقنية يمكن الرقابة على المنتجات من النواحي التصميمية والأحمال والسعات، بغرض اكتشاف العيوب التصنيعية أو التصميمية والتحسين المستمر.

-الاستجابة السريعة للحوادث والعوارض سواء كانت حرائق أو تسربات أو أعطال.. إلخ، خصوصًا إذا علمنا بإمكانية دمج هذه التقنية مع تقنية إنترنت الأشياء (Internet of Things) بشكل يعزز الاستجابة المثلى للحوادث حسب الظروف المحيطة بها.

-تحسين إجراءات الصيانة خصوصًا تلك المتعلقة بالجانب التبنؤي (Predictive Maintenance)؛ إذ تسهم بشكل فاعل في الاستجابة السريعة للحوادث والذي من شأنه حفظ الأصول (Assets) وضمان استمرارية الأعمال.

-دعم البحث والجانب الأكاديمي في مجال الهندسة، إذ سيتمكن طلاب الهندسة من ممارسة المحاكاة المهنية،  كتصميم المباني دون المخاطرة بالأرواح.

-تحسين أنماط تعليم الآلة (Machine Learning)، إذ في ظل وجود بيانات متعلقة بعمل الأجهزة، فيمكن رفع معدل الاستفادة من تلك الأجهزة بالنظر إلى مكوناتها التصميمة ورفع هوامش استغلالها، كما يمكن تعزيز الاستجابة التلقائية لتلك الأجهزة بالنظر إلى الحوادث المرتبطة بها. 

كما تم توظيف التوأمة الرقمية في التخطيط العمراني حيث برز دور كبير لتقنية التوأمة الرقمية في مجال التخطيط العمراني، خاصةً في المدن الذكية، وتشمل عملية التخطيط العمراني باستخدام تكنولوجيا التوأمة الرقمية عددًا من الخطوات، تتمثل في: 

أولًا– جمع بيانات في الوقت الفعلي حول حركة المرور والمحيط البيئي والأنشطة العملية من خلال تقنيات إنترنت الأشياء ونموذج المعلومات؛ ما يجعل من الممكن الاتصال والتخطيط للواقع الفعلي بالاعتماد على المتغيرات والتفاعلات القائمة في الواقع الافتراضي.

ثانيًا– تحليل المشكلات في الفضاء الرقمي ووضع إرشادات علمية لصانعي السياسات؛ وذلك استنادًا إلى خريطة المعرفة لأنماط تشغيل المدن وتحليل البيانات الضخمة.

ثالثًا– يمكن التحكم في التفاعلات داخل المدن على أرض الواقع، من خلال أجهزة التحكم عن بعد، والواجهة التفاعلية لتقنية إنترنت الأشياء؛ ما يسهل إدارة دورة الحياة الكاملة للمدينة الافتراضية، ويحسن عمليات المدينة، ويعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والتطور المستمر والمستدام.

وفي هذا الإطار، توجد أربعة خصائص رئيسية للمدن الرقمية، باعتبارها من أهم تطبيقات التوأمة الرقمية، وهي: 

(1) رسم خرائط دقيقة لهذه المدن. 

(2) تحليل البيانات التي تم تجميعها عن تلك المدن. 

(3) التفاعل بين الواقع الفعلي والافتراضي من خلال تحقيق التطابق الكلي بين المدينة الرقمية والمدينة على أرض الواقع. وأخيرًا 

(4) التطبيق الذكي للنتائج التي تم التوصل إليها من خلال إجراء التجارب في المدينة الرقمية على المدينة الواقعية.

وتساعد المعلومات التي يتم جمعها من المدن الحقيقية على تحليل عوامل عدة، مثل حركة المرور، واستهلاك الطاقة في المباني والتخطيط الحضري؛ لذلك يستطيع العاملون على تخطيط هذه المدن فهم المخاطر المحتملة، وتقديم مشاهد حقيقية للتفاعلات القائمة على أرض الواقع، من خلال المحاكاة الرقمية، بما يساهم في تحسين الخدمات اللوجستية للمدينة، مثل تعديل توقيت إشارات المرور، والتحكم في مرافق استهلاك الطاقة العالية، وتغيير مواقع المرافق العامة، وتشكيل الاستراتيجيات ذات الصلة؛ فمن خلال دمج السيناريوهات المتعددة الممكنة والرقمية، يمكن أن تحمي التوأمة الرقمية السلامة الشخصية للمواطنين، وتجنب المخاطر، وأيضًا توفير منصات افتراضية وثلاثية الأبعاد للاستمتاع والترفيه؛ ما سيعمل على تحسين جودة حياة المواطنين ورضائهم عن أداء الحكومات وتعزيز شرعيتها المحلية والدولية.