رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التوعية سلاحكم.. كيف نحصن أطفالنا من مشاهد العنف في أحداث غزة؟

غزة
غزة

تنتشر مقاطع الفيديو الخاصة بالقصف والقتل الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة، ويشاهدها الأطفال في كل مكان بالعالم نتيجة الوعي بالقضية.

وتحوي الكثير من تلك المقاطع لاسيما على موقع "يوتيوب" دماء وأطفال تصرخ وأمهات ثكلى وهو ما يتعرض له الأطفال باستمرار خلال الوقت الحالي، فكيف تتعامل الأمهات والآباء مع ذلك الأمر؟ وتوعية الأطفال بالقضية وفي نفس الوقت الحفاظ عليهم من الألم.

في 7 أكتوبر الماضي بدأت معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية "حماس" على الاحتلال الإسرائيلي، فيما شنَّت إسرائيل 521 مجرزة، استشهد فيها حتى الآن 7650 فلسطينيًا و1032 امرأة و1661 طفلًا و19450 جريحًا و1400 مفقودًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

جمال فرويز: «لا بد من حكي تاريخ الانتصارات المصري»

جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يؤكد أنه خلال تلك الفترة لا يمكن منع الأطفال بشكل كامل من رؤية الأحداث الجارية؛ لأن كل الأطفال مهما كانوا صغارًا لديهم هواتف ويشاهدون كل شيء يدور من فيديوهات قاسية ومناظر للدم.

وبيَّن لـ«الدستور» أن التوعية هي السلاح الوحيد الذي يمكن من خلاله تفريغ ما يشاهده الأطفال، من خلال سرد تاريخ الحرب المصرية ضد قوات الاحتلال وأن الأرض عربية وأن النصر سيكون حليف غزة والاحتلال إلى زوال.

يقول: «حين يشعر الأطفال بأن هذا الظلم والعدوان سينتهي سيكون ذلك شيء مرضي بالنسبة لهم، لأنهم يشعرون بأخواتهم في غزة والأطفال يتم قتلهم، لكن التوعية بالتاريخ وما حدث فيه والاستدلال به على ما سيحدث في الواقع هو أهم شيء في الوقت الحالي».

يضيف: «نشرح لهم مين العدو والحبيب كل ما زاد الوعي قل الضغط لدى الأطفال فيما يشاهدونه من أحداث محيطة، وعلى الآباء والأمهات استغلال الحالة الموجودة في الدولة وشرح وتوضيح كل ما يخص القضية للأطفال لأن ذلك له تأثير جيد في الوقت الحالي».

ويختتم: «تاريخ مصر مليء بالانتصارات والمعارك القوية التي يمكن سردها للأطفال وتفريغ طاقتهم فيها للشعور بأن الانتصار سيكون الحليف النهائي لهم، فلن يستطيع الأباء والأمهات منعهم من المشاهدة لأن السيطرة عليهم صعب».

أجريت دراسة في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس الأمريكية، عن الأطفال الذين يتعرضون لأخبار الحرب وخلصت إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وهناك دراسة أخرى أجرتها منظمة الصحة العالمية، وجدت أن الأطفال الذين يتعرضون لأخبار الحرب قد يكونون أكثر عرضة للانحراف السلوكي.

أمهات: "نحاول توعيتهم ومنعهم من المشاهدة"

منذ بدء معركة طوفان الأقصى وتحاول "فاتن محمود"، منع ابنها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات من مشاهدة ما يجري في غزة إلا إنها لا تستطيع: "طول الوقت معاه التليفون ومقاطع الفيديو منتشرة في كل مكان مش هقدر أمنعه".

توضح أنها تقوم بتوعيته بما يحدث وأن هناك خير سينتصر وشر سيزول وابتاعت له قصص أطفال عن تاريخ مصر الحربي، وكيف أن الانتصار دومًا يكون في صف المظلوم وليس الظالم: "أحاول طمأنتهم بأن إسرائيل محتلة وعدوة ولها نهاية".

وتبيّن أن مشاهدة تلك المقاطع لها تأثيرات سلبية على الأطفال لاسيما الذين لا يفهمون ماذا يجري ولماذا يحدث ذلك في العالم: "كما أقوم بتفريغ طاقتهم في الرياضة والتي تساعد على الحب والتسامح ونشر السلام حتى لا يُصابوا بتأثيرات سلبية".

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض حوالى 250 مليون طفل للحرب كل عام، 63% منهم أبلغوا عن شعورهم بالقلق أو التوتر، ويتسق ذلك مع دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد خلصت إلى أن 45% من الأطفال الذين تعرضوا لأخبار الحرب أبلغوا عن صعوبات في النوم.