رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في احتفالات اليوم.. الكنيسة اللاتينية: غدا ستظهر كل فضائل الاتقياء

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم الجمعة الثامن والعشرون من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها بكلامه هذا، بدا الربّ وكأنّه كان يقول لتلاميذه: إنّهم ينعتونكم الآن بالمرائين والمنجّمين، لكنّ الزمن سيكشف كلّ شيء فتظهر للملء عيوبهم وتشعّ فضيلتكم. ثابروا على التبشير بجرأة وبجبين عالٍ وبدون أيّ خشية كانت، بما علّمتكم إيّاه في هذه البقعة من فلسطين: "فَكُلُّ ما قُلتُمُوهُ في الظُّلمَةِ سَيُسمَعُ في النُّور"... 

سيُنادى به على السطوح

أو إنّه تكلّم بهذا الشكل لأنّ كلّ ما قاله الرسل وعانوا منه في الظلمات، من اضطهاد واحتجاز في السجون المطبقة، قد تمّ الإعلان عنه بواسطة قراءة أعمال الرسل في الكنيسة المنتشرة في الكون أجمع. وقوله: "سيُنادى به على السطوح" يأتي من البيئة في فلسطين حيث السكان يقفون على السطوح. فليست السطوح هناك مغمورة بالعقبات كسطوحنا، بل هي مستوية في مسطّح واحد أي بالمستوى ذاته. فقوله "سيُنادى به على السطوح" يعني أنّه سيتمّ الإعلان عنه لكي يبلغ إلى مسامع الجميع.

تطيع أن يتخيّل قبل شهرين أو ثلاثة من حلول الربيع أنّ الطبيعة التي تبدو مَيْتَة، سوف تستعيد روعتها وتنوّعها؟ إنّ الأمر مماثل بالنسبة إلى الربيع الأبدي الذي ينتظره جميع المسيحيّون؛ فهو آتٍ مهما تأخّر. فلننتظره لأنّه "قَليلاً قَليلاً مِنَ الوَقْت فيَأتي الآتي ولا يُبطِئ" لذا، نقول كلّ يوم: "ليأتِ ملكوتك"؛ وهذا يعني: "يا راعيَ إِسْرائيلَ، أَصغِ يا هادِيَ يوسُفَ كالقطيع يا جالِسًا على الكَروبينَ، أَشرِقْ. أَمامَ أَفْرائيمَ وبَنْيامينَ ومَنَسَّى أَيقِظْ جَبَروتَكَ وهَلُمَّ لِخَلاصِنا" إنّ الأرض التي نرى لا ترضينا؛ فهي ليست سوى بداية ووعد بالملكوت. حتّى حين تبدو بأبهى حلّتها، مكسوّة بأنواع الزهور كلّها، وحين تظهر بالطريقة الأروع كلّ ما تخفيه، فهذا لا يكفينا. نحن نعرف أنّها تحتوي على أمور أكثر بكثير ممّا نراه.... ما نراه ما هو إلاّ القشرة الخارجيّة للملكوت الأبديّ. وعلى هذا الملكوت نركّز عيون إيماننا.