رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحش ينهش اقتصاد الاحتلال.. خسائر إسرائيلية غير مسبوقة منذ انطلاق "طوفان الأقصى"

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

مر ما يقرب من أسبوعين على انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لتظهر الأرقام والإحصائيات حجم الانهيار الذي نال من الاقتصاد الإسرائيلي خلال تلك الفترة، فرغم ضخامة الخسائر البشرية والعسكرية، إلا أنه بلغة الأرقام والاقتصاد، أكدت النتائج أن الكيان الصهيوني هو الخاسر  اقتصاديًا في هذه الحرب التي أثرت سلبًا على الإنتاج والنشاط والميزانية محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وشملت التكلفة نفقات الصواريخ التي تطلقها إسرائيل على غزة، والتي تحاول بها إيقاف "الطوفان" باستخدام القبة الحديدية التي تكلف الكيان 150 ألف دولار للصاروخ الواحد، ويعكس عدد الصواريخ الهائل الذي أطلقته القبة منذ السابع من أكتوبر حجم التكلفة الهائلة التي تكبدها الكيان الصهيوني.

انخفاض في الإنتاج والنشاط

وأثر "طوفان الأقصى" على مستوى الإنتاج والنشاط في دولة الاحتلال، حيث تعطل عمل المصانع والورش والمؤسسات التجارية في غلاف غزة وجنوب إسرائيل.

وبحسب اتحاد المصانع في إسرائيل، توقف 30% من المصانع في غلاف غزة عن العمل بشكل كامل، بينما توقف 17% من المصانع في باقي المناطق جنوب إسرائيل عن العمل بشكل جزئي.

انهيار قطاع التعليم

كذلك، تأثر قطاع التعليم في إسرائيل بشدة جراء الحرب، حيث تم إغلاق 70% من المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية في غلاف غزة وجنوب إسرائيل، وأدى هذا إلى خسارة في ساعات التعلُّم والتدريب لآلاف الطلاب والطالبات.

زيادة في الدين والعجز
أشار خبراء اقتصاديون إلى أن الحرب ستكون لها تداعيات سلبية على الميزانية العامة لإسرائيل، وستزيد من حجم دينها وعجزها. 

وقدر خبير الأسواق في بنك هبوعليم، مودي شافيرر، في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، أن الخسائر في الميزانية الحالية تقدر بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، لتصبح الخسارة الأعلى منذ حرب أكتوبر عام 1973.

وأضاف "شافيرر" أن الحرب ستؤثر على معدلات النمو والتضخم والبطالة في إسرائيل، وستقلص فرص الاستثمار والتجارة، وتوقع أن ينخفض معدل النمو في إسرائيل من 3.5%  إلى 2.5%  في عام 2024، وهي التوقعات التي وصفها كثيرًا من المراقبون بالمتفائلة في ظل استمرار الانهيار.

تدهور قطاع السياحة والطيران

وتأثر قطاع السياحة في دولة الاحتلال بشدَّة جراء الحرب، حيث ألغت عدة شركات طيران رحلاتها من وإلى تل أبيب، بسبب استمرار العنف.

وأعلنت شركات طيران عالمية مثل "أمريكان إيرلاينز" و"بريتش إير وايز" و"لوفتهانزا" و"إير فرانس" و"كانادا إير" وغيرها عن تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.

كما توقفت الفنادق والمطاعم عن العمل في غلاف غزة وجنوب إسرائيل، بسبب حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة. وأفادت جمعية المطاعم في إسرائيل، أن قطاع المطاعم خسر نحو 500 مليون شيكل "128 مليون دولار" خلال الأيام الأولى فقط من الحرب، لتصل إلى عدة مليارات خلال 10 أيام منذ بداية الطوفان.

انهيار سوق المال وقطاع التكنولوجيا

انخفض مؤشر "تل أبيب 35" لأسهم الشركات المدرجة في بورصة تل أبيب، بنحو 3.5% خلال يومين فقط من بدء الحرب، مما أدى إلى خسارة قيمة سوق المال بنحو 16 مليار دولار، كما انخفض سعر صرف الشيكل الإسرائيلي إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 2015، وأعلن بنك إسرائيل عن خطة لبيع 30 مليار دولار من العملات الأجنبية لحماية الشيكل من الانهيار.

وقالت فيتش، في أحدث تقرير لها، إن خطر انضمام جهات فاعلة أخرى معادية لإسرائيل، مثل إيران وحزب الله، إلى الصراع على نطاق واسع قد ارتفع بشكل كبير، كما يتضح من تبادل إطلاق النار المنتظم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتصريحات مسئولين رفيعي المستوى في إيران وحزب الله، بحسب تقرير لقناة "CNBC" الاقتصادية.