رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوطنية المصرية فى المعركة

فى اللحظات الحاسمة من التاريخ تظهر قوة مصر الحقيقية، ليس فقط بسبب الثقة فى جيشها العظيم، ولكن لأنها فى هذه اللحظات تكون على قلب رجل واحد، دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان فى الغرب صوتوا بالإجماع على ابادة شعب أعزل محاصر وأرضه محتلة من أقذر احتلال عرفته البشرية، وتحركت سفنهم وطائراتهم لدعم قتلة الأطفال والنساء والمرضى فى المستشفيات، والمهرولون الأثرياء الذين نسوا فلسطين وتحالفوا مع القتلة لا حس لهم ولا خبر، وسمحوا للمتحدثين باسم العدو بتضليل الرأى العام العربى فى قنواتهم، مصر هذه المرة أكدت على مكانة فلسطين فى قلب شعبها، وأنها تعرف أن التاريخ لا يرحم، وأن حقوق الشعب الفلسطينى مسئولية وطنية وأخلاقية لا يمكن التنازل عنها، مصر شعبا وقيادة يقدمان درسا فى الوطنية والإنحياز للحق، وأنها رغم ما تمر بها من ظروف اقتصادية، مستعدة للدفاع عن ثوابت الوطنية المصرية، ما يحدث فى غزة من ابادة من المستحيل أن يمر دون عقاب، العالم المتحضر كشف وجهه القبيح، وبقيت مصر وحدها صوتا للعقل والحكمة، لم ولن تخضع للإبتزاز الصهيونى الغربى، ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ويعرف العدو هذا، ولكن للصبر حدود، والعدو لم يتعلم من الدرس الذى لقنه له المصريون، مصر لن تسمح بتهجير أهل غزة، ليس فقط بسبب أن سيناء مصرية وحررها شهداؤنا بدمائهم ولا يملك أحد سلطة التفريط فى شبر واحد منها،ولكن أن فلسطين المحتلة لها شعب يعيش على أرضه، تعرف اسرائيل هذا ويعرف الغرب الذى سقط فى امتحان الإنسانية هذا، ويعرف حلفاؤهما الإقليميون هذا، الجرائم غير المسبوقة التى يرتكبها الإحتلال أشعلت جذوة الوطنية فى كل شرائح المجتمع، الكل مستعد للتضحية، جيل جديد طمأننا على سلامة الوجدان المصرى، وكأن العداء للمغتصب موجود فى الجينات، مصر التى انحازت للسلام قادرة على الدفاع عن أمنها القومى، الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الملف يعبر عن مصر كلها، فى لقائه مع المستشار الألمانى أولاف شولتس، أكد على  إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، في حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفوري للتصعيد الحالي، شولتس الداعم للإحتلال ويعمل لصالحه، جاء الى القاهرة وهو يعرف مسبقا موقفها، وهو كما قال الرئيس "ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها "القدس الشرقية"، وتحدث عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وعلى  على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة،وقال السيد الرئيس فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب لقائه مع المستشار الألمانى "أكدت رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة وأكدت في هذا الصدد، أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني"، الرئيس فى هذا اللقاء ترحم على شهداء المستشفى الأهلى المعمدانى، بعد المجزرة الشنيعة التى ارتكبها الإسرائيليون. الحزن الذى يجتاح الشارع المصرى بسبب ما يرتكبه الإحتلال فى حق أهلنا فى فلسطين المحتلة تحول الى غضب جارف، على شولتز وأمثاله تفاديه، مصر لن تتخلى عن الفلسطينيين، ولن تفرط فى ذرة رمل من أرضها، ولن تقف مكتوفة الإيدى اذا تجاوز الإحتلال الخطوط الحمراء التى رسمتها مصر.