رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما مدى تأثير تشكيل حكومة الطوارئ في إسرائيل على الحرب؟

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

يُمكن أن تواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات سياسية ودولية إذا ثبتت ارتكابها لانتهاكات لحقوق الإنسان خلال الحرب، وقد أظهرت منظمات حقوق الإنسان أن إسرائيل استخدمت ذخائر غير موجهة، مما أدى إلى مقتل مدنيين فلسطينيين، كما اتهمت إسرائيل بشن هجمات على أهداف مدنية، مثل المدارس والمستشفيات.

 

ومع ذلك يسعى جيش الاحتلال في فلسطين إلى اكتساب الشرعية من خلال إنشاء حكومة الطوارئ في حرب إسرائيل، لمزيد من الانتهاكات في حق الفلسطينيين العزل.

 

أبعاد تشكيل حكومة طوارئ الحرب في إسرائيل:

 

1- لم يرغب نتنياهو في تشكيل حكومة مع شخصيات سياسية أو أمنية، وهذا ما دفعه إلى إشراك أشخاص ذوي خبرة عسكرية فقط، وفي نفس الوقت لم يتخل عن رمز اليمين المتطرف من تلك الحكومة.

 

2- أراد نتنياهو إرسال رسالة للخارج والداخل الإسرائيلي مفادها أن إسرائيل موحدة على المستوى السياسي، وأن الأزمة الراهنة تستدعي توحيد جميع القوى السياسية في إسرائيل.

 

3- كان أحد أبرز الأهداف من تشكيل الحكومة هو التجهيز لهجوم الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، والإشراف على تداعيات هذا الهجوم وتقليل قدر الإمكان من الخسائر.

 

4- هناك حالة من عدم الثقة في جاهزية الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد اتهامه بعدد من الإخفاقات خلال الحرب.

 

5- يشير تشكيل الحكومة إلى أن المرحلة الهادئة في الحرب هي مرحلة إعادة بناء، وهناك نية إسرائيلية لتمديد أمد الحرب.

 

6- يعزز تشكيل الحكومة من استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي في "نتنياهو" من جانب، ويخفض من حدة الانتقادات الموجهة له من جانب آخر.

 

حدود التأثير

 

في الواقع فإن وجود بيني جانتس غير مؤثر بصورة كبيرة في حكومة الطوارئ: فالمجموعة التي من المقرر أن تدير الحرب والتي تضم نتنياهو وجانتس وجالانت ومعهم المراقبان "ايزنكوت" و"دريمر"، ستكون في قراراتها خاضعة لتصديق مجلس الوزراء الأمني المصغر في الحكومة.

 

ويضم المركز 17 وزيرا، بينهم الوزيران المتطرفان بتسلثيل سموترتش وغبتمار بن غفير، وسيكون لحزب "جانتس" فيه خمسة وزراء بلا وزارة، بينهم جدعون ساعر.

 

وبذلك، سينتهي الأمر بتلبية رغبات اليمين المتطرف ووقوعهم كعائق أمام أي قرار يعارض أجندتهم ومصالحهم التي عكفوا على تنفيذها خلال الأشهر الماضية وهو ما يذهب بالقول إن قرارات تلك الحكومة لن تنفك في تشابهها عما تم اتخاذه سابقا من قرارات.

 

ومن المفترض أن تعلن حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاء حالة الحرب، ولكن في حال انعقدت لجنة تقصي حقائق الحرب للتحقيق في الانتهاكات التي تم ارتكابها خلال العملية، ستتحمل تلك الحكومة المسؤولية الجنائية وستواجه الانتقادات السياسية والدولية. 

 

وعلى الصعيد الآخر، ستترك الحرب خلفها عددا من المتغيرات في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث يُرجّح أن تعزز من بروز بيني جانتس كبديل لنتنياهو، وقد بدأت إرهاصات ذلك بالظهور، حيث أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف حصل حزب "جانتس" على 41 مقعدًا، في مقابل تراجع حزب الليكود، وقد أفاد 48% من المستطلعين أن "جانتس" الآن البديل الأفضل لمنصب رئيس الحكومة، فيما أفاد 29% نتنياهو.

 

ختامًا، فإن تشكيل حكومة الطوارئ يستهدف إظهار القيادة السياسية في إسرائيل كجبهة موحدة إلآ أنها في الواقع لن تستطيع إنهاء الانقسامات العميقة بين القوى السياسية في اسرائيل.

 

فيما تبقى الحقيقة واضحة أن إسرائيل ترتكب المجازر في حق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة وتسعى إلى اكتساب الشرعية لارتكاب مزيد من جرائم الحرب من خلال حكومة طوارئ يتوقع أن تستمر في التصعيد دون خشية المحاسبة على ما تفعله من انتهاكات صريحة للقانون الإنساني الدولي.