رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مش طالعين".. الفلسطينيون يفشلون مخطط الاحتلال ويرفضون تكرار "نكبة 48"

أهل غزة
أهل غزة

"عام 48 نكبونا وطلعونا من أراضينا لأنه ما كان أجدادنا عارفين المخطط الصهيوني، ما كان في وعي كاف، عام 2023 بدهم يهجرونا من غزة وإحنا واعيين للمخططات الصهيونية والخيانات، مش مسموح ولا مقبول يا أمة".. كلمات من نار رددها الفلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي ردًا على دعوات الاحتلال الإسرائيلي لهم بالنزوح جنوبًا، رافضين تنفيذ المخطط الصهيوني.

شباب ورجال ونساء فلسطنيون أعلنوا بصمود وشجاعة وقوفهم ضد العدو، وعدم تخليهم عن أرضهم، وتركها للمحتل الإسرائيلي الذي لم يكن له يومًا كلمة شرف، والذي أدركوا أن استجابتهم لدعواته إلى نزوحهم إلى مصر هو تخليهم عن قضيتهم وقضية العرب جميعًا "القضية الفلسطينية" إلى الأبد. 

بل أن استجابتهم إلى دعوة المحتل لهم أيضًا بالنزوح إلى جنوب القطاع هو خطر على قضيتهم لينطلق كالنار في الهشيم أيضًا هشتاج "مش_طالعين".

وقال متحدث عسكري إسرائيلي للفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة أن عليهم التوجه إلى مصر ليهربوا من القضف" من لم يحتمل عليه النزوح إلى مصر".

بدورها، حذَّرت مصر من مخطط إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال إجبار أهالي قطاع غزة على ترك أراضيهم بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارجها، في الوقت الذي لم تتخل فيه مصر عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

صمود فلسطيني

"اللي بيفكر أن إحنا نطلع وننسي أرضنا ونكرر نكبة 48 غلطان، على جثثنا ما راح نترك بلادنا واللي بده يرحل يرحل إحنا أصحاب الأرض وأصحاب الحق اللي اتخلى عنا يتخلي عنا.. اليوم نطلق هاشتاج مش طالعين كلكم أكتبوا مش طالعين إذا انتوا ولاد هذه الأرض إذا بدكوا تدعمونا..إذا بتحبوا فلسطين..إذا بتحبوا هذه الأرض.. أقفوا في كل ميادين وفعّلوا هاشتاج # مش _طالعين".

تلك كلمات الفلسطنيون الصامدون في غزة الرافضون لمغادرة أرضهم وتركها للعدو، غير العابئين بأعمال الإبادة الوحشية التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هم وأبنائهم وذويهم. 

تعلم الفلسطينون الدرس الذي كلفهم الكثير عام 1984: "عام 48 نكبونا وطلعونا من أراضينا لأنه ما كان أجدادنا عارفين المخطط الصهيوني" مُرّ الغربة داخل الوطن والاحتلال كان كفيلًا لذلك.

حدث من قبل

في عام 1948 حدث تهجيرًا وطردًا للفلسطينيين أكثر من 700،000 فلسطيني وهم قُرابَة نصف سكان فلسطين العرب من بيوتهم، وذلك خلال الحرب التي وقعت عام 1948 وهي الحرب التي نشبت في فلسطين بين كل من الأردن، مصر، والعراق، وكذا سوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.

هذا التهجير أصبح هو العامل الرئيسي وراء تشتيت المجتمع الفلسطيني، والاستيلاء على مُمْتَلَكَاته بالكامل، وكذا إبعاده عن أرضه وكان قد دمر حينها ما يتراوح من 400 إلى 600 قرية فلسطينية، بالإضافة إلى تَهْويد التاريخ الفلسطيني وعرفت باسم نكبة 1948.

واستمرت الصراعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى الوقت الحاضر في محاولات فاشلة من الفلسطنيين للحصول على حقوقهم لتتجدد الحرب بشكل صريح عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري.

"الجنة أقرب من سينا" قالها رامز سالم، أحد الفلسطنيين رافضي ترك أرض الوطن للمحتل في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي x في الثوان التي عاد فيها الاتصال الذي قطعته سلطات الاحتلال عن القطاع.

وكان قد اتخذ وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كاراي قرارًا بوقف تقديم الخدمات لشركات الإنترنت في قطاع غزة  وحظر كافة أنواع الخدمات التي يقدمها مزودو خدمة الإنترنت الإسرائيليون لغزة.

يكررون السيناريو والخداع فضحهم

أثناء القصف الإبادي الذي مارسته إسرائيل على الشعب الفلسطيني فاجأت إسرائيل الفلسطنيين بإطلاق منشورات في الهواء عليهم تطالبهم بالنزوح إلى جنوب القطاع، ليعلن أغلب الشعب الفلسطيني أنه  حتى النزوح إلى جنوب القطاع هو أمر غير مقبول ولن ينفذوه.

   

 "الناس اللي طلعت ولا أشي بالنسبة لعدد سكان المخيم" يقولها محمد رياض أحد سكان غزة الذي رفض النزوح لا إلى جنوب القطاع أو إلى مصر" ليوضح أن أغلب الشعب الفلسطيني بالفعل قد تعلم الدرس، ولا هدف له حاليًا إلا الصمود بأرضه والحصول على حقه حتى ولو كلفه ذلك الشهادة على ترابها.

بينما دفع الخوف بعض المواطنين الفلسطنيين إلى النزوح جنوبًا ليفضح العدو نفسه مجددًا بعدم التزامه بكلمته، وعدم تبنيه الشرف في الحرب حتى نحو المواطنين العزل والذين منهم النساء والأطفال.

إذ وأثناء نزوح المواطنين الذين ظنوا أنهم سينجوا بنزوحهم مثلما قال لهم الجيش الإسرائيلي، فوجئوا بوابل من النيران والقصف عليهم ليذهبوا إلى الجنوب ولكن جثث.