رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصمود يا غزة.. وإلا ضاعت فلسطين

هل سيناء لغير المصريين؟ هل مصر ستسمح بتنفيذ مخطط الاجتياح؟ هل سنترك غزة يموت سكانها بوابل النيران الإسرائيلية؟.. هل سنتركهم بدون مساعدات غذائية ودوائية؟ هل ماتت الإنسانية؟.. وماذا عن المستقبل القريب لنيران مشتعلة لم تتوقف على مدار أسبوع كامل؟... كل هذه الأسئلة تنتظر الجميع الإجابة عنها بكل شفافية ليخرج علينا الرئيس عبدالفتاح السيسي بكلمات قاطعة حاسمة لا تقبل التأويل أو اللغط، يجيب عن سؤال تاريخي يؤرق الجميع ويدحض الأكاذيب، قالها صراحة سيناء مصرية للمصريين على مر التاريخ وقواعد الجغرافيا، جيش مصر يعرف كيف يدافع عن حدوده وأمنه القومي وليس بيينا مصري يتحمل جريمة كبرى أو خطأ  تاريخي، يقبل بالتنازل عن شبر من أرض مصر.


رسالة القيادة المصرية واضحة لسكان غزة، مفادها أن النزوح من القطاع سيأتي على حساب القضية الفلسطينية، قول الرئيسي السيسي مباشر لكم يا سكان غزة، النزوح يعني تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها، وعلى الشعب الفلسطيني أن يظل صامدًا متواجدًا على أرضه وإلا ضاعت فلسطين.. قدرك يا غزة وعليك مسئولية بقاء وطن.


العالم العربي والإسلامي والإنسانية تصرخ بتعاطف الجميع مع شعب محاصر يقتل ليل نهار برصاص الصهاينة، ويتساءل الجميع: أين المساعدات الغذائية أين الدواء؟ لقد نفد كل شيء يمكن أن يبقي هذا الشعب على قيد الحياة.. الشعوب لا تموت جوعًا بل تموت قهرًا وظلمًا ومحاولات  العدو الصهيوني إبادة شعب فلسطين لا تتوقف، وإن كان هذا واقعًا، فالجهود العربية والإنسانية لن تقف عاجزة أمام هذا العدو الغاشم، الرئيس السيسي تعهد أمام المصريين والعالم  في خطاب تاريخي أثناء حفل تخرج طلاب الأكاديمية العسكرية واحتفالات باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر، مؤكدًا تعاطف مصر مع شعب فلسطين ولن يسمح بتجويعه.. ومن هذا المنطلق أصدر السيسي دعوته لكل الدول في العالم أجمع بفتح مطار العريش لاستقبال المساعدات ونقلها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري الذي يخضع للسيادة الكاملة لجمهورية مصر العربية.  فمصر لم ولن تتخلى عن دورها الدبلوماسي والإنساني تجاه الأشقاء في قطاع غزة والقضية الفلسطينية برمتها.


تابع المصريون مع القيادات ورجالات مصر احتفالات تخرج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية بحضور أهالي الطلاب، وتابعنا جميعًا العرض العسكري المبهر الذي قدمه هؤلاء الطلاب حماة مصر وجندها، كان عرضًا يليق بالعسكرية المصرية الجسورة، تابعنا مشهد طائرة الشحن الكبيرة القادرة علي حمل القنبلة نصر 9 آلاف ومحاطة بسرب من الطائرات الرافال الفرنسية، تابعنا الغواصة وقدراتها الفائقة، أما المشهد المروع الذي يفوق الخيال وأبدع من أخرج هذا المشهد حين رسم جنودنا وقوتنا العسكرية بأجسادهم صورة معبرة عن خريطة سيناء، إنه الجيش المصري يعلنها للجميع سيناء فوق أجسادنا، إنه الردع لمن تسول له نفسه الاقتراب من سيناء.. لقد نجح جيشنا العظيم على مر التاريخ الحفاظ على سيناء ومستمرون بعقيدة دفاعية عن أرضنا، جيش مصر لم ولن يعتدي على حق الآخرين، جيش مصر الباسل يعرف قوانين عقيدته الدفاعية، ومن يقترب يعرف نهايته... علينا أن نقدم التحية والشكر والامتنان لكل من ساهم في إخراج وتقديم هذا العرض البطولي، الذي يستحق أن نشاهده مرات ومرات عديدة ونفخر برجال قواتنا المسلحة، كما نفخر بالعناصر النسائية التي انضمت إلى الكليات العسكرية، المصري رجلًا أو امرأة، طفلًا وشيخًا، يعرف معنى الوطنية والإخلاص لمصر.


تحدث الرئيس السيسي بكلمات مباشرة إلى شعب مصر العظيم، أثنى على تحمل الشعب المصري صعوبات الحياة من أزمة لأزمة منذ 2011، قال جملة يجب أن نتوقف عندها كثيرًا لما تحمله من تفاصيل القول مفاده "إن كان الأمر مرتبطًا بالحياة وتكلفتها، لكن هناك فرقًا بين تكاليف الحياة وإهدار الحياة".. نعم الفارق كبير بين خراب ودول وبقاء دول، وهذا ما جعل الرئيس السيسي يشدد على الحفاظ على الجبهة الداخلية المصرية، محذرًا من الفتن أو المزايدة أو الجري وراء الشائعات.. علينا أن ندرك هذه الكلمات ونعي جيدًا أن علينا دورًا كبيرًا في الحفاظ وتماسك إرادة الشعب المصري في مواجهة استهداف مجتمعنا، أما الجبهة الخارجية وحدود أمننا القومي لقد تعهد الرئيس وجيشنا العظيم بأداء هذه المهمة على أكمل وجه، فلا خوف على أمن مصر وعيون جنوده ساهرة وقادرة على حمايتنا.


وتستمر الأحداث الدامية على غزة وتهديد إسرائيل مستمر، والسؤال مطروح بلا إجابة، ماذا لو بدأ الاجتياح البري للآلة العسكرية الإسرائيلية على أرض غزة؟ فالجرائم الإسرائيلية والعزم على إبادة شعب فلسطين مستمرة، وتهديد "نتنياهو" بدعم من حلفائه لا يتوقف، رغم النصائح الدولية لهذا الأرعن الذي لا يستجيب لصوت العقل، هذا المتغطرس الذي يحاول استرداد ماء وجهه أمام العالم وشعبه هل سيتوقف أو يتراجع عن قراراته؟، هل ستفلح الوساطة الدولية والجهود المصرية في وقف الحرب أو هدنة لمدة 24 ساعة من أجل إنقاذ شعب غزة ووصول المساعدات لشعب يموت مرتين، مرة بإطلاق الرصاص ومرة من الجوع والخوف والألم؟... هذا ما ستجيب عنه الساعات القادمة.