رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الرحمن شكرى.. رائد مدرسة الديوان شاعر وجدانى ذاتى

عبد الرحمن شكري
عبد الرحمن شكري

رائد مدرسة الديوان الأدبية، عبد الرحمن شكري، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1886، هو واحد من رواد الأدب العربي الحديث، كوّن مع ــ ضلعي المثلث ــ الآخرين العقاد والمازني، مدرسة الديوان الشعرية.

محطات في مسيرة عبد الرحمن شكري

ولد الشاعر عبد الرحمن شكري، لأسرة مغربية الأصل، وكان والده يعمل معاونا في "الضابطية" بالإسكندرية أيام الثورة العرابية، فاتصل برجال الثورة وعلى رأسهم عبد الله النديم. 

كان لـ عبد الرحمن شكري الكثير من الإخوة الذين سبقوه إلى الحياة، لكن لم يبق أحد منهم على قيد الحياة سواه، فتعلق به والده وأولاه عناية شديدة، فألحقه بالكتاب، ومن بعده واصل تعليمه حتى أتم مرحلة الدراسة الثانوية عام 1904. 

التحق عبد الرحمن شكري بمدرسة الحقوق، لكنه فصل منها بسبب تحريضه الطلاب على الإضراب استجابة لزعماء الحزب الوطني، ومن ثم تحول إلى مدرسة المعلمين العليا، التى تخرج فيها عام 1909، وكتب في صحيفة "الجريدة" التي يحررها أحمد لطفي السيد. 

وفي العام 1909، نشر أول دواوينه تحت عنوان "ضوء الفجر"، ويسافر في بعثة إلى إنجلترا ويعود منها عام 1912، ليعيّن في مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية. وينشر الجزء الثاني من ديوانه، والذي قدم له عباس العقاد، لتتعاقب بعدها أجزاء الديوان إلى سبعة أجزاء، ظهر الأخير منها عام 1919.

ملامح شعر عبد الرحمن شكري 

في كتابه "الأدب العربي المعاصر في مصر"، يصف الناقد دكتور شوقي ضيف، شعر عبد الرحمن شكري بأنه: تعبير واضح عن التقاء العقلين: المصري العربي، والغربي الإنجليزي وغير الإنجليزي، وقد كان الشعراء قبله ــ شعراء النهضة ــ يتصلون أكثر ما يتصلون بالأدب الفرنسي، أما هو فأكثر صلته بالأدب الإنجليزي. 

ويلفت “ضيف” إلي أن عبد الرحمن شكري تصادف وقرأ مختارات الذخيرة الذهبية، فرأي فيها نموذجا جديدا لشعر غنائي يخالف الصورة التقليدية للشعر العربي، فليس فيه مديح ولا هجاء، وإنما فيه التعبير الواسع عن العاطفة والتأمل الواسع في آمال البشرية وآلامها وكل ما يتصل بالحياة والطبيعة من أفكار وأنغام.

ويشدد "ضيف" علي أن عبد الرحمن شكري، شاعر وجداني ذاتي بالمعني الكامل الذي يفهمه الغربيون عن الشاعر الغنائي، فالشعر نسيج نفسه وليس نسيج الأحداث السياسية والعواطف القومية، ومن أجل ذلك كان أكثر النغم في الديوان نغم الحب، وهو حب محروم، فيه يأس وشجي. 

وطابع شعر عبد الرحمن شكري في جميع دواوينه، هو طابع حزين لا يستمد فيه من شعر المنزع الرومانسي فحسب، بل يستمد فيه حقائق بيئته وحقائق حياته وحياة الشباب المصري من حوله.

ووقفة شكري أمام الكون وأسراره لا تنتهي به إلى شك ولا إلى قطع حبل الرجاء في معرفة حقائق الوجود وروحه الخالدة. وقلبه من هذه الناحية كان عامرا بالإيمان، وتصور ذلك أوضح تصوير في قصائد مختلفة مثل: "في عرفات"، و"عظمة الهجرة"، و"يا رحمة الله التي عمت الوري"، و"صوت الله".