رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف غربية من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي بسبب التصعيد في غزة

غزة
غزة

تزايدت المخاوف الغربية بشأن حدوث تضخم قوي جراء آثار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، خصوصًا مع ارتفاع أسعار النفط الخام إلى 89 دولارًا للبرميل اليوم الاثنين وسط توقعات تُفيد بأن أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة من شأنه زيادة حدة التوتر في الشرق الأوسط ويؤثر على إنتاج كبار منتجي النفط، وهو الأمر الذي يُزيد من أزمات الطاقة في أوروبا قبل فصل الشتاء.

تخوفات غربية من الارتفاع القياسي لأسعار النفط

وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأن خام برنت، وهو مؤشر النفط العالمي، قفز بما يصل إلى 5.2 في المائة في التعاملات المبكرة في آسيا قبل أن يتراجع ليرتفع بنسبة 3.7 في المائة إلى 87.69 دولار.

وتابعت أن إسرائيل ليست منتجا للنفط، لكن هناك مخاوف من أن الصراع قد يثير حالة من عدم اليقين على نطاق أوسع في المنطقة ويؤدي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على النفط الإيراني، الذي دعمت وزارة خارجيتها تصرفات حماس باعتبارها عملا من أعمال الدفاع عن النفس.

وأضافت أنه يمكن أن يؤدي الصراع أيضًا إلى تعقيد الجهود التي تبذلها إدارة بايدن للتوسط في صفقة مع المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما قد يؤثر أيضًا على رغبة المملكة في زيادة إنتاجها النفطي.

وقالت حليمة كروفت، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في RBC Capital Markets: "تتعهد الحكومة الإسرائيلية برد غير مسبوق، ومن الصعب تصور كيف يمكن لمحادثات التطبيع السعودية أن تسير على مسار موازٍ لهجوم عسكري مضاد شرس".

وأضافت أن البيت الأبيض تبنى "نهجًا ناعمًا" في فرض العقوبات على إنتاج النفط الإيراني، لكن سيكون من "الصعب" الحفاظ على هذا النهج إذا اتهمت إسرائيل طهران بتقديم الدعم لحماس.

وقال بيير أندوراند، مدير صندوق التحوط المتخصص في تداول الطاقة، إنه على الرغم من وجود تهديد مباشر ضئيل للإمدادات، إلا أن السوق قد تتشدد.

وكتب على موقع التواصل الاجتماعي X: "على مدى الأشهر الستة الماضية شهدنا زيادة كبيرة جدا في الإمدادات الإيرانية بسبب ضعف تطبيق العقوبات، وهناك احتمال كبير أن تبدأ الإدارة الأمريكية في تطبيق تلك العقوبات على صادرات النفط الإيرانية بشكل أكثر إحكامًا".

وقال فيفيك دار، محلل سلع التعدين والطاقة في بنك كومنولث الأسترالي: "إن ما يقلقنا هو إلى حد كبير مسألة إمدادات النفط وصادراته من إيران".

وقال دار إن التأكيد الأمريكي لتورط الحرس الثوري في الهجوم سيحفز على تطبيق أكثر صرامة للعقوبات الحالية على إيران، والتي تم تطبيقها بشكل ضعيف هذا العام بسبب المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الوقود، وأضاف أن ذلك قد يدفع برنت فوق 100 دولار للبرميل.

وقال دار: "إذا رأينا أن الولايات المتحدة تلقي اللوم على إيران في هذا الأمر، فقد نشهد تراجعًا كبيرًا في صادرات النفط الإيرانية هذا العام، وسيكون التأثير على السوق حوالي 0.5 إلى 1 في المائة من العرض العالمي - وهذا كبير".

مخاوف تضخمية غربية

بينما أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تصاعد المعارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين تأتي في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق بالفعل بشأن احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، كما تقول سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون.

وتقول سوزانا: "لقد أدت الهجمات إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث يقيم المستثمرون احتمال أن يؤدي الصراع إلى تعطيل الإمدادات في الشرق الأوسط، إذا تم جر دول أخرى إليه، ومع تحذير الحكومة الإسرائيلية من حرب طويلة وصعبة، هناك مخاوف من أن الضربات الانتقامية العميقة والمتواصلة على غزة قد تؤدي إلى إدخال إيران في الصراع ويكون لها تأثير على تدفق الطاقة في المنطقة".

وأوضحت الصحيفة أن علامات التوتر تظهر مرة أخرى مع بدء المستثمرين في تنفس الصعداء من أن الولايات المتحدة ربما تتجه نحو هبوط أكثر ليونة، على الرغم من ارتفاع مستوى أسعار الفائدة.