رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سيول مطروح.. هل تتكرر في مصر كارثة "دانيال"؟

سيول مطروح
سيول مطروح

أثارت السيول التي شهدتها محافظة مرسى مطروح ذعر الكثيرين وذلك بعد انجرفت المياه فيها إلى أماكن جنوب المدينة متجهة ناحية البحر في سرعة كبيرة متسببة في تجمعات كبيرة للأمطار على الطرق الدولية شرق المدينة وغربها.

إذ فاجأت هذه الأمطار الغزيرة المحافظة يوم الخميس الماضي ونتج عنها قطع بعض الطرق الداخلية مثل طريق الخروبة وكذلك طريق القصر.

وهو الأمر الذي دعا إلى تحرك عاجل من محافظ مطروح اللواء خالد شعيب والذي وجه بسرعة تحرك سيارات شفط المياه وسيارات مجلس مدينة مرسى مطروح، وكذلك إلى تحريك سيارات أعطال الكهرباء إلى أماكن تجمع أمطار السيول بالمدينة.

سيول مطروح كانت سببًا رئيسيًا في تداول سؤالًا حول ما إذا كانت ستتكرر تلك السيول بالشكل الذي شهدته دولة ليبيا الشقيقة بعد تعرضها لإعصار "دانيال" وما خلفه من كارثة  إنسانية لن ينساها التاريخ أم لا؟ 

“النينو” السبب ومصر في مأمن من إعصار درنة

الدكتور جمال السيد خبير الأرصاد الجوية أوضح في حديثه "للدستور" أنه من المتوقع تكرار حدوث السيول على محافظة مطروح خلال الفترات المقبلة، وأيضًا على العديد من محافظات مصر مثل بعض محافظات الدلتا ووسط وشمال سيناء، وكذلك أجزاء من من محافظات البحر الأحمر، كما من المتوقع حدوث بعض السيول على محافظة أسوان.

ولفت السيد إلى أن الملاحظ أن السيول هذا العام قد وقعت في توقيت مبكر عن الأعوام السابقة موضحًا أنه في شهر أغسطس الماضي حدثت أمطار في مدينة سانت كاترين، وتسببت في سيول "في عز الصيف"، كما حدث إعصار دانيال في شهر سبتمبر الذي أثر على مصر بشكل طفيف عندما تعرضت له محافظة مرسى مطروح، بينما دمر الدولة الشقيقة ليبيا، ويستكمل بقوله أن الأمر نفسه ما يحدث حاليًا في أكتوبر من سيول مبكرة في محافظة مرسى مطروح.

وأرجع جمال حدوث هذه الظواهر بشكل مبكر عن توقيت حدوثها المعتاد إلى ظاهرة "النينو" ووجود احترار عالي في مياه البحر المتوسط، مضيفًا أن ارتفاع درجات حرارة البحار أدى إلى زيادة نسبة الرطوبة  مما عمل على تشكيل المنخفضات الجوية التي بدورها تحفز تكاثر السحب وسقوط  الأمطار الرعدية الغزيرة، مشيرًا إلى أنه كلما كان المنخفض أعمق كان تأثيره أقوى.

إلا أن خبير الأرصاد نفى حدوث أعاصير على مصر خلال هذه الفترة مثلما حدث في ليبيا مشيرًا إلى أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون سقوط أمطارًا غزيرة على بعض المحافظات، وأمطار بشكل معتاد على الأخرى، ومؤكدًا أن الظروف المناخية تختلف اختلافًا كبيرًا بين كل من مصر وليبيا.

ومن جانبها؛ كانت قد رصدت شركة مياه مطروح أماكن تجمع مياه السيول خاصة في مناطق مساكن الزيتون، وكذلك قرية القصر غرب المدينة، ومنطقة الخروبة، ووادي الرمل جنوب المدينة، وغربها، وعدد من المناطق بالكيلو 3 و4 شرق المدينة.

كما تلقت غرف عمليات المحافظة، عدة بلاغات عن وجود تجمعات لمياه الأمطار تعيق حركة المواطنين في عدد من المناطق وكذلك بلاغات عن وجود مناطق تحتاج لتصريف المياه لمنع تضرر المساكن أو الطرق، بسبب تساقط الأمطار الغزيرة، بناء عليه تم الدفع بمعدات مجلس المدينة وشركة مياه الشرب والدفاع المدني للتعامل مع البلاغات.