رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب خدعة.. خطة الخداع الاستراتيجى سهلت طريق النصر

حرب اكتوبر
حرب اكتوبر

استعرضت اليوم الأربعاء، الندوة التثقيفية للقوات المسلحة فيلمًا تسجيليًا بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر ونصر أكتوبر المجيد، وكان من إنتاج الشئون المعنوية للقوات المسلحة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

تناول الفيلم التسجيلي انتصارات أكتوبر وخطة الخداع الاستراتيجي 1973، وتضمن أيضًا شهادات قيادات مصرية وإسرائيلية عن بطولات الحرب المجيدة، إذ ظهر الفنان آسر ياسين، والذى كان يروى بطولات القوات المصرية منذ هزيمة 1967 وحتى انتصارات أكتوبر واسترداد الأرض في معركة استرداد الأرض والعرض.

الفيلم التسجيلي

وخلال الندوة التثقيفية وعرض الفيلم التسجيلي طالبت الدكتورة مها شهبة صانعة أفلام وثائقية وأستاذ إعلام، بإنشاء منصة رقمية تجمع بداخلها جميع وثائق حرب أكتوبر 1973 من صور وفيديوهات بالصوت والصورة وشهادات وجوابات المحاربين ومن ثم تتطور ويكون بها ألعاب فيديو للحرب حتى تجذب فئة أخرى من الشباب.

خطة الخداع الاستراتيجي

الحرب خدعة هذه الحكمة نفذتها مصر بحذافيرها في حرب أكتوبر 1973، فقد قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأكبر عملية خداع استراتيجي، حيث نجحت القيادة السياسية والعسكرية حينها بكل أجهزتها الممثلة فى السادات والقوات المسلحة والمخابرات العامة وأجهزة الدولة فى عملية خداع استراتيجي للداخل قبل الخارج. 

بدأت مصر تدريجيًا قبل سنة الحرب إظهار ضعفها اقتصاديًا وعدم قدرتها على الهجوم، وإظهار حرصها على أن حل الأزمة يجب أن يكون سلميا، واشتمل الحل السياسي بإظهار قبول حالة اللاسلم واللا حرب والإعلان عن عدم الحسم أكثر من مرة ثم الخداع الاستراتيجي والتعبوي الإعلامي، مثل قرار وزير الحربية بزيارة ليبيا في توقيت معين.

اللاحرب واللاسلم

"اللاحرب واللاسلم"، هكذا تضمنت خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذها الرئيس أنور السادات مجموعة من الخطوات التى كانت تهدف إلى تضليل العدو الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر 1973، وكان أهمها؛ أن الرئيس السادات والجيش المصري لا يفكرون في الحرب على الإطلاق، واستمرار الوضع على ما هو عليه.

واستكمالًا لخطة الخداع واللاحرب التي عزمت مصر على تنفيذها صدر فى يوليو 1972 قرار بتسريح 30 ألفًا من المجندين منذ عام 1967، وكان كثير منهم خارج التشكيلات المقاتلة الفعلية وفي مواقع خلفية.

وفي الفترة من 22 وحتى 25 سبتمبر تم الإعلان عن حالة التأهب في المطارات والقواعد الجوية بشكل دفع إسرائيل لرفع درجة استعدادها تحسبًا لأي هجوم، ولكن أعلنت القوات المصرية بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتيني.

وهكذا في السنوات القليلة ما قبل الحرب استمرت القوات المصرية تطلق تلك التدريبات والمناورات من وقت لآخر بشكل دفع العدو الاستهانة بفكرة الحرب وأن مصر لن تحارب، وهذا الهدف المراد تحقيقه في تلك الفترة.

ساعة الصفر

كان اختيار توقيت الحرب وساعة الصفر اختيارًا دقيقًا للغاية، فقد تم اختيار ساعة الصفر نفسها تحديدًا الثانية ظهرًا في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، وهذا لعدة أسباب أولها أن العدو لن يخطر بباله أن الجيش سيخوض الحرب في شهر الصيام وفي أكتوبر تحديدًا، وبالفعل ظنت إسرائيل في بدايتها أنه مجرد تدريب أيضًا ولم تكن مستعدة لها.

أيضًا كان هناك دراسة وحكمة كبيرة في اختيار ساعة الصفر ظهرًا حيث تنشغل إسرائيل بعيد الغفران اليهودي وتستعد لخوض انتخابات تشريعية، وثانيها اختيار الساعة وقت الظهيرة وتعامد الشمس فوق رؤوس العدو بشكل يصعب عليهم الرؤية، وهذا شيء لم يتوقعه العدو، حيث إن العمليات العسكرية تكون مع أول ضوء أو آخر ضوء.