رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكرة في ملعبنا !

ليس ذمًا فيما مضى، ولا مدحًا في ما وصلنا إليه، ولكنها الحقيقة التي تقول أن إنتخابات الرئاسة المصرية (2024 – 2030 ) هي الأولى التي تُجرى فيها الانتخابات الرئاسية بشكل ديمقراطي كامل نضجت فيه التجربة الديمقراطية  
هي إنتخابات تتوفر فيها كل سبل النجاح، بداية من الترشح لمن يطمحون في الصول للحكم، أو للناخب الذي يرغب في إنتخاب رئيسه بإرادة حرة كاملة.
ليس أدل على ذلك ما جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه والذي وجه كلامه للشعب المصري قائلًا: "كلمة واحدة عاوز أقولها للناس.. ده اللي إحنا عملناه وعندكم فرصة في الانتخابات الرئاسية اللي جاية.. عندكم فرصة للتغيير.. حد يقول كده.. أه بقول كده.. الأمر كله لله.. اللي ليه حاجة ياخدها".
وبعيدًا عن كلمة الرئيس فالتطور الديموقراطي الحادث في مصر منذ ثورة 23 يوليو وحتى الأن يؤكد أن الإنتخابات الرئاسية المقبلة هي الأفضل في ظروفها بعدما إكتمل البناء المؤسسي الضامن لإجراء إنتخابات حرة نزيهة وبإشراف قضائي كامل ومتابعة اعلامية وحضور للمجتمع المدني. 
هذه الانتخابات تأتي بعد احداث25 يناير التي فرضت أحداثها مناخًا ملوثًا مليء بالأكاذيب والأستقطابات، ولعبت فيها الأموال الخارجية دورًا كبيرًا  أنتهت بفوز جماعة إرهابية واستخدمت فيها كل عوامل الترهيب والخداع، وبل وحتى التزوير  وكل والحيل الإنتخابية التي ضمنت لتلك الجماعة الفوز بحكم مصر.
وهذه الأنتخابات تُجرى وقد إكتمل البناء القانوني الضامن لنزاهتها بعيدًا عن المادة 67 التي سبق ووضعت لضمان ترشيح أكثر من مرشح خلال إنتخابات عام 2005، لكن ظلت التدخلات الحكومية كما هى وكلنا شهود عليها.
ولكن هذه الإنتخابات تُجرى في ظل ضمانات كاملة للمرشحين والناخبين من خلال جدول زمني محدد وشروط تنطبق على جميع المرشحين ولا تحرم أحدًا من الحق الدستورى في الترشح  ووتوافر فيها فرص المنافسة الحقيقية، ويبتعد فيها الجهاز الإدارى للدولة بشكل كامل عن العملية الإنتخابية.
ويتذكر جيلي والأجيال التي سبقتنا كيف كانت تجرى الإنتخابات في مصر سواء في المجالس المحلية أو النيابية  بعيدًا عن الإشراف القضائي الكامل، عشنا وشهدنا على إنتخابات كانت تُسود فيها الصناديق على المقاهي، وإنتخابات تُبدل فيها صناديق الإقتراع لصالح مرشحي الحزب الحاكم  ويحاصر فيها القضاه.
عشنا أجواء انتخابية تلعب فيها الأسلحة - بكل أنواعها – الدور الأهم في الحسم والفوز بالمقاعد خاصة في بلادنا بصعيد مصر. 
هذه الإنتخابات أتت بعد مراحل غابت فيها الديمقراطية الحقيقة وكانت الديمقراطية مجرد يافطات نعلقها كى نقنع من حولنا أننا أجرينا إنتخابات والحقيقة أنها كانت تمثيليات لا تمت للديمقراطية بأي صلة تحت مسمى الإستفتاء على إنتخاب الرئيس ومع مرور الوقت تحول الإستفتاء إلى مبايعة، وكأن انتخاب رئيس لمصر عيبًا لا يليق بالزعيم الجالس على سُدة الحكم أن يترشح وينتخب  من شعبه بشكل طبيعي.
وهنا تبرز أهمية وقيمة ما قاله الرئيس السيسي ويؤكد أن الكرة الأن في ملعب الشعب المصري، فقد جاء دورنا  أن نثبت إننا شعب جدير بالديمقراطية ولسنا كما قال رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور أحمد نظيف أننا شعب غير مؤهل للديمقراطية.
علينا أن ننتهز الفرصة لنثبت للعالم أن الشعب المصري الناضج صاحب حضارة الـ 7 آلاف عام يستطيع أن يحقق ما حققته أعتى الديمقراطيات.
فرصتنا أن ننزل إلى الشارع ونقول كلمتنا بإرادتنا، وبتشجيع من الرئيس نفسه.
إنتخابات 2024 – 2030 هى فرصتنا لكي نحافظ على المكتسبات  التي تحققت منذ قيام ثورة يوليو 1952 حتى وصلنا إلى وجود عدد كبير من المرشحين المحتملين ينزلون في الوقت الحالي إلى الشارع يبحثون عن توكيلات تؤيدهم للترشح، ومرشحين أخرين حصلوا بالفعل على تزكيات نواب البرلمان، وأحزاب تؤيد وأخرى تعارض ومناخ تفاعلي رائع نتمنى أن يُسفر عن تجربة ثرية نطالب بها ونتمناها كما تمناها الرئيس عبد الفتاح السيسي.