تعود لأسطورة غريبة.. أصل صناعة "التوابيت" فى مصر القديمة
عرف المصريون صناعة التوابيت، لتكريم موتاهم، ولكن اختلفت من حيث الشكل والزخرفة والمواد التي تصنع بها، وفي السطور التالية نستعرض ما هي أصول "التوابيت" في مصر القديمة؟ وما أشكالها؟.
يُعد التابوت أحد الأشياء الضرورية، بل أهم قطعة في الأثاث الجنائزي، لارتباطه باحتواء الجسد، الذي نال تقدير واحترام المصري القديم بالتحنيط وطرق العناية المختلفة من أجل الحفاظ عليه.
ووفقا لمتحف تل بسطا، فقد آمن المصري القديم بفكرة البعث والخلود بعد الموت لذلك اهتم بالحفاظ على جثمانه بالتحنيط ولف الجثمان بلفائف الكتان ووضعه داخل التوابيت للحفاظ عليه في رحلته إلى العالم الآخر.
ما هي أصل فكرة التوابيت في مصر؟
ترجع أصول التوابيت في مصر القديمة، إلى أسطورة أوزير والتي بها صنع أول صندوق أو تابوت مصنوع، حيث تذكر القصة أن "ست" نحت صندوقًا متقنًا ومزخرفًا كان مناسبًا فقط لأخيه أوزير، ونظم وليمة دعا فيها أخاه "أوزير" وآخرين وفى نهاية الحفل، أحضر "ست" الصندوق، ووعد بتقديمه هدية لمن يأت مناسبًا له.
وعندما دخل أوزير هذا الصندوق آمنًا، أسرع ست واتباعه بإغلاق الصندوق ورميه في النيل، وكان ذلك الصندوق أول تابوت مصنوع، وترجع فكرة تصميم التوابيت اللاحقة لفكرة هذا التابوت.
أشكال التوابيت في مصر القديمة
اختلفت أشكال التوابيت فيما بينها من حيث الشكل والزخرفة والمواد التي تصنع منها وذلك لاختلاف الظروف الاقتصادية والحالة الاجتماعية للمتوفى واختلاف العصور.
فكان يمثل التابوت قصرًا أو بيتًا يُقيم فيه المتوفى، وزُود بالدخلات والخرجات والأبواب والعينين، والتي توجد في واجهات القصور والمنازل، ويرى البعض أن التابوت يمثل مقبرة ثانية بديلة يرقد فيها المتوفى، ويرى البعض الآخر أن التابوت مقبى السقف مرتفع الجوانب يمثل قدس الأقداس أو المقصورة أو الهيكل الرمزي لمصر السفلى في بوتو.
وصنع المصريون القدماء، أنواعا مختلفة من التوابيت، فهم كانوا يبرعون في النجارة، فمنها ما جاء مستطيلا ومنها مربعا، وتنوعت الأخشاب المستخدمة في صناعة التوابيت، باختلاف الطبقة الاجتماعية للمتوفي فكانت التوابيت الملكية وتوابيت النبلاء مصنوعة من الخشب المستورد، أما توابيت الفقراء فكانت تصنع من الخشب المحلي.
واهتم المصريون القدماء بصناعة التابوت، واعتبروه من أصول الديانة المصرية القديمة، لدوره في حماية جسد المتوفي بعد الموت.
