رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القلم أسمه «سوت».. كيف أهتم المصري القديم بتدوين حياته بالكتابة؟

أدوات الكتابة في
أدوات الكتابة في مصر القديمة

حرص المصري القديم على تدوين حياته في شتى مجالات الحياة، من خلال الكتابة، وتعلم قواعدها، كما حرص على تعليم أبناءه لمواصلة تنمية مجتمعه وبناء حضارته، وهو ما كشفته جدران المعابد، وفي السطور التالية نستعرض كيف اهتم المصري القديم بالكتابة؟

أدوات الكتابة قديمًا

ابتكر المصري القديم أدوات مختلفة للكتابة، منها مقلمة مصنوعة من الخشب، تحتوي غالبًا على ثلاث فجوات؛ اثنتان في شكل دائري لوضع أقراص الحبر، إحداهما للحبر الأحمر، والأخرى للحبر الأسود. أما الفجوة الثالثة فكانت طويلة، وتحتوي على الأقلام.

 ويخرج المصري القديم من المقلمة خيط يربط فيه إناء صغير يتضمن ماءً يستخدم لإذابة أقراص الحبر، ويتصل بالآنية جراب يضم أكثر من ريشة للكتابة.

صناعة الأحبار للكتابة

ووفقًا لمتحف إخناتون بالمنيا، كانت الأحبار، تصنع من مواد طبيعية ويضاف إليها الصمغ العربي، أو الغراء الحيواني المذاب في الماء لتثبيتها، وكانت تطحن معًا حتى يصبح المزيج ناعمًا، ويجفف ليتخذ شكل القرص، ويثبت في فجوة.

وكان الحبر الأسود المصنوع من مادة الكربون المستخرجة من السناج الناتج عن احتراق بعض المواد، أكثر استخدامًا على أوراق البردي.

 أما الحبر الأحمر المستخرج من المغرة الحمراء (أكسيد الحديد) فكان يستخدم لتحديد بداية الفقرات، ولتصحيح الأخطاء.

كيف كانت تٌصنع الأقلام قديمًا؟

أما القلم فقد كان يصنع من نبات الحلفا المعروف في اللغة المصرية القديمة باسم "سوت"، وكان الجزء الأفضل في الساق هو الذي يستخدم، حيث يقطع طرفه بشكل مائل ليبدو مدببًا، بينما كانت أسطح الكتابة الأكثر شيوعا البردي، والاوستراكا (الشقافات)، والعظم، والعاج، والخشب.

وعرف المصري القديم عددًا من مواد الكتابة، فكتب على الحجر والفخار والعظم والنسيج، كما أنه ابتكار صناعة ورق البردي، والذي كان بمثابة تحولًا كبيرًا في نشر العلوم والثقافة في مصر القديمة، بل وأيضًا تيسير المعاملات اليومية.

وكان "الكاتب" في مصر القديمة، له مقامًا رفيعًا، ومهنة هامة ذات شأنًا كبيرًا في ذلك الوقت، وهو ما أظهرته مقابر الملوك، وكبار الموظفين من وزراء وكهنة، الذين كانوا يعتزون بلقب الكاتب ضمن ألقابهم الأخرى المرموقة أيضًا,