رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القارة القطبية الجنوبية تدق جرس الإنذار للعالم.. هل يختفى الجليد ويهدد البشرية؟

القارة القطبية
القارة القطبية

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن القارة القطبية الجنوبية حطمت الرقم القياسي لأدنى كمية سنوية من الجليد البحري حول القارة، لتصل لأقل المستويات على الإطلاق متجاوزة الرقم المنخفض السابق بمقدار مليون كيلومتر مربع، ما يُعد بمثابة جرس إنذار للعالم وخطر يهدد البشرية، حيث إن هذا يعني أن كارثة بيئية كبرى على وشك الحدوث تتمثل في اختفاء الجليد.

اختفاء الجليد ومخاطر جديدة للتسخين العالمى

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن العلامة الجديدة هى الأحدث في سلسلة من الأرقام القياسية للجليد البحري في القارة، حيث يخشى العلماء أن يكون التسخين العالمي قد حول المنطقة إلى حقبة جديدة من اختفاء الجليد مع عواقب بعيدة المدى على المناخ العالمي ومستويات البحار.

وتابعت أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية يصل في شهر سبتمبر من كل عام إلى أقصى مدى له، وكان المتوسط بين عامي 1981 و2010 هو 18.71 مليون كيلومتر مربع، لكن المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد (NSIDC) قال إن التحليل الأولي يشير إلى أن الجليد البحري وصل إلى حد أقصى قدره 16.96 مليون كيلومتر مربع في 10 سبتمبر، ثم تراجع منذ ذلك الحين، وكان الحد الأقصى لعام 2023 أقل بمقدار 1.75 مليون كيلومتر مربع من المتوسط طويل المدى، ونحو مليون كيلومتر مربع أقل من الحد الأقصى القياسي السابق المسجل في عام 1986.

وقال الدكتور ويل هوبز، عالم الجليد البحري في جامعة تسمانيا، إن معدل نمو الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية منذ أبريل كان بطيئا للغاية.

وتابع: "هذا ليس تغييرًا كبيرًا عن المتوسط فحسب، بل أيضًا عن الرقم القياسي السابق، وفي مايو، كان من الواضح أننا كنا مقبلين على شيء مذهل".

وأضاف أن فقدان الجليد البحري في منطقة بحر روس من المرجح أن يكون بسبب الرياح التي دفعت الجليد نحو القارة، وجلبت الهواء الدافئ، لكن الطقس لا يمكن أن يفسر سبب فقدان الجليد في بقية أنحاء القارة.

ويمر الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية بدورة سنوية تصل إلى أدنى مستوياتها في شهر فبراير من كل عام وأعلى مستوياتها في سبتمبر، وكان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية مستقرًا نسبيًا حتى تم كسر مستوى قياسي جديد من الانخفاض في الصيف في عام 2016، ومنذ ذلك الحين تم تسجيل المزيد من الانخفاضات القياسية، بما في ذلك شهر فبراير الذي حطم الرقم القياسي لأدنى حد صيفي.

ولا يزال العلماء يحاولون كشف الأسباب وراء هذه السلسلة الدراماتيكية من السجلات، مع احتمال الجمع بين التقلبات الطبيعية والاحترار العالمي.

وقال هوبز، من وجهة نظره، إن "الحاجز العلمي" لم يتم تجاوزه بعد للسماح للعلماء بالقول بثقة إن الأرقام القياسية تعود إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، لكنه قال إن فقدان الجليد البحري يتوافق مع توقعات تغير المناخ.

وقال المركز في تحديث: "هناك بعض القلق من أن هذا قد يكون بداية اتجاه طويل الأمد لتراجع الجليد البحري في القطب الجنوبي، حيث ترتفع درجة حرارة المحيطات عالميًا، ويمكن أن يستمر اختلاط المياه الدافئة في الطبقة القطبية للمحيط الجنوبي، وهو أمر شديد الخطورة يهدد البشرية بالكامل".