رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد طرح اسم "جوزيف عون".. خبراء لبنانيون يكشفون أسباب تجميد ملف اختيار الرئيس

جوزيف عون
جوزيف عون

ما زالت لا تراوح الأزمة اللبنانية مطارحها، فيما يخص ملف اختيار رئيس الجمهورية، في ظل تناحر القوى السياسية حول اختيار المرشح التوافقي، القادر على إرضاء طموح جميع الأطراف، وبالرغم من أن طرح اسم قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، كحل سحري لإنهاء الخلاف، باعتباره شخصًا يتفق عليه الكثير في لبنان، كما أنه مرضٍ لبعض القوى الدولية المعنية بملف لبنان، ولكن ظهرت أصوات سياسية تنادي باستبعاد هذا الطرح، وأطراف أخرى تماطل في إجراء التصويت عليه.

وتسبب عون نفسه في إرباك المشهد السياسي بلبنان، عندما أعلن الأسبوع الماضي أن رئاسة الجمهورية لا تهمّه ولا تعنيه، وأنه لم يتحدث عنها مع أحد ولم يحدثه عنها أحد.

موقف العماد عون كان مفاجئًا خاصة للجهات التي كانت رشحته للرئاسة الأولى، وفسرته أكثر من جهة لبنانية على أنه إعلان سحب ترشحه، فهل يستمر الجمود يسيطر على ملف الرئاسة بلبنان؟

قائد الجيش اللبناني يستعرض تحديات المؤسسة العسكرية مع مسئولين بالخارجية  الأمريكية - بوابة الأهرام
العماد عون

طرح اسم العماد عون 

برر الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم هذا الطرح من البداية بأنه عادة لبنانية، وحل معلب للخلافات بين القوى السياسية في لبنان، للوقوف على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أنه جرت العادة بلبنان أنه كلما كانت هناك أزمة متعلقة بالفراغ الرئاسي يكون الحل الأنسب هو قائد الجيش، مستشهدًا بكل من الرئيس إيميل لحود رئيس لبنان في الفترة من 1998 حتى 2007، والرئيس السابق المنتهية ولايته العماد ميشال عون، والرئيس ميشال سليمان، رئيس لبنان في الفترة من 2008 حتى 2014.

وأضاف عاكوم، في تصريحات لـ"الدستور": "فكلما كان هناك خلاف بين الأطراف السياسية على اختيار الرئيس، يكون الحل الوسط الذي يرضي جميع الأطراف هو اللجوء لقائد الجيش رئيسًا للبلاد"، موضحًا أنه في حالة "جوزيف عون" فإن على الصعيد المحلي اللبناني والصعيد الدولي فالأمور تتجه إلى تجميد هذا الحل في الوقت الحالي.

ونوه عاكوم بأن طرح "عون" تعتبره بعض القوى السياسية غير منصف، ولاسيما حزب الله وحلفائه، حيث يطمحان لإيصال مرشح مؤيد لهم، كالمرشح الرئاسي سليمان فرنجيه زعيم تيار المردة.

قائد الجيش... رئيسٌ لا يصنع المعجزات | النهار
جوزيف عون

تباين دولي حول طرح "جوزيف عون"

وتابع الصحفي اللبناني: "وحتى هناك بعض التباين في الرؤى بين الولايات المتحدة وباقي الدول المعنية بلبنان كالمملكة العربية السعودية وفرنسا وروسيا قد لا توصل القائد جوزف عون لسدة الرئاسة".

واعتبر عاكوم أن أهم ما يميز عون على الترشح في هذه الفترة هو قدرته على تماسك وحدة الجيش اللبناني، والبقاء على استقراره وتأمين الدعم له رغم الصعوبات المالية والاقتصادية والضائقة التي يعاني منها عناصر الجيش.

كما أكد أن أزمة الرئاسة اللبنانية رغم أنها داخلية لبنانية ولكن مفتاح حلها يأتي من الخارج، قائلًا: "الجميع في انتظار الكلمة السحرية الذي سيتم من خلالها فتح باب الرئاسة من الخارج إذا كان عون أو غيره".

من جانبه، قال المحلل السياسي والكاتب اللبناني، محمد الرز، إنه من المعروف أن الوسطاء القطريين بشأن أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان حملوا معهم اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح يلقى قبولًا عند الأغلبية، موضحًا: "واستندت قطر بهذه التسمية إلى رغبة لدى اللجنة الخماسية التي تشترك في عضويتها إلى جانب كل من مصر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة، رغم أن الموقف الفرنسي كان ميالًا إلى تسمية الوزير السابق سليمان فرنجية، لكنه عاد ليطرح عدة أسماء بينها فرنجية وعون وإلياس البيسري مدير عام الأمن العام بالوكالة، والوزير السابق زياد بارود، على أن يتم اختيار واحد منها". 

وأضاف الرز، في تصريحات لـ"الدستور": لكن وفق تطورات أزمة الرئاسة اللبنانية حتى الآن فإن اسم جوزف عون هو الأكثر تقدمًا، حيث إن الثنائي الشيعي سبق وأعلن أنه غير معترض عليه، وكذلك قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية (18 نائبًا)، وأيد هذا الترشيح معظم النواب السنة (حوالي 20 نائبًا)، فيما أكد الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط ولديه 10 نواب) أنه سيوافق على اختيار جوزف عون إذا تم الاتفاق عليه. 

إرث ثورة تشرين الأول/أكتوبر في لبنان | The Washington Institute
لبنان

معضلة اختيار رئيس لبنان

واعتبر الكاتب اللبناني أن المشكلة ليست في انتخاب عون، وإنما في طريقة هذا الانتخاب، فرئيس المجلس النيابي نبيه بري يريده من خلال الحوار الذي دعا إليه، وهو ما لاقى رفضًا من القيادات المسيحية، حيث إن الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، دعا للحوار بعد انتخاب الرئيس، فيما رفض حزب الكتائب اللبنانية، على لسان رئيسه سامي الجميل، أي حوار مع الثنائي الشيعي.

كما أشار الرز إلى موقف وزير الخارجية اللبناني الأسبق ورئيس حزب التيار الوطني الحر من الحوار، قائلًا: "على صعيد جبران باسيل فإنه وضع شروطًا للمشاركة في الحوار، أهمها رفضه المطلق انتخاب جوزيف عون لقناعته بأنه يشكل خطرًا وجوديًا على تياره".

ماذا قال الأميركيون لقائد الجيش اللبناني؟ | اندبندنت عربية
جوزيف عون

كيف سيتعامل "جوزيف عون" مع الملفات اللبنانية الطارئة؟

في هذا الصدد، أكد الرز أنه في حالة وصول العماد جوزيف عون إلى رئاسة لبنان فسوف يعمل على تطبيق الدستور نصًا وروحًا، قائلًا: "وهو ما سبق وأكد عليه عون معيبًا على بعض المسئولين أنهم انقلبوا على هذا الدستور، كما أنه بمرجعيته وتربيته العسكرية يضع مصلحة لبنان فوق المصالح الخاصة".