"مسافة السكة".. مصر تشارك خبرتها فى إعادة إعمار ليبيا بعد فاجعة "دانيال"
تحركت مصر لدعم الأشقاء في ليبيا منذ الساعات الأولى لعاصفة دانيال يوم 11 سبتمبر بعد أن خلفت وراءها آلاف القتلى والمفقودين، ومع انتهاء الفاجعة انكشف حجم الدمار الذي خلفته، الأمر الذي يتطلب تنفيذ عمليات إعادة إعمار عاجلة لإعادة الحياة للمدن المنكوبة.
وعلى عهدها كانت مصر حاضرة لدعم جهود ليبيا بهذا الملف، ففي يوم 20 سبتمبر التقى رئيس مجلس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان أسامة حماد، ورئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار في ليبيا حاتم العريبي، ممثلي الشركات المصرية بليبيا لبحث إعادة إعمار درنة أكثر المدن تضررًا جراء عاصفة دانيال.
ولأن ليبيا تدرك قوة جهود مصر في هذا المجال خاصة بمجالات البنية التحتية، أكد رئيس الوزراء الليبي خلال الاجتماع بدء إعمار درنة وضواحيها فور انتهاء عمليات البحث والإنقاذ وتقديم الخدمات للمواطنين في المناطق المنكوبة.
ولم يقف الأمر عند حد تقديم المساعدات والخبرات اللازمة لدعم جهود إعادة الإعمار، بل دعا وزير الخارجية بالحكومة المكلفة من قبل البرلمان عبدالهادي الحويج مصر لتبني تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار المدن المتضررة في ليبيا خاصة درنة لما لها من مكانة إقليمية ودولية متميزة.
"الحويج" أكد في تصريحات سابقة له عقب كارثة عاصفة دانيال تخصيص الحكومة ومجلس النواب الليبي 10 مليارات دينار ليبي لدعم عمليات إعادة الإعمار، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة الإعمار بشكل سريع، منوهًا إلى دور مصر الذي لا يقتصر على المساعدات الحالية بل يمتد إلى دعمها الدائم وتضحياتها في سبيل استقرار ليبيا.
خبرات مصر في دعم إعمار ليبيا
وتحظى مصر بخبرات قوية للعمل في ليبيا خاصة بمجال البنية التحتية ما يؤهلها لدعم جهود إعادة الإعمار، ففي مارس 2023 وقع تحالف شركات مصرية عقد استئناف العمل بمشروع الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس المتوقف منذ عام 2008، بتكلفة بلغت حوالي 4.263 مليار دينار ليبي.
ونظرًا لنجاح جهود مصر في عمليات إعادة الإعمار بلغ حجم مشروعات شركات المقاولات المصرية في ليبيا حوالي 15 مليار دولار، الأمر الذي يجعلها مصدر ثقة للقيام بمشروعات إعادة الإعمار وعلى وجه السرعة.
وبالفعل أعلنت الحكومة الليبية أمس عن تنظيم مؤتمر دولي في درنة يوم 10 أكتوبر، لإعادة إعمار المدينة والمناطق المجاورة لها، وتعول ليبيا على مشاركة فاعلة لمصر في هذا المؤتمر.
