رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تربوى: انضباط العملية التعليمية أساس نجاح تطوير المنظومة

الدكتور تامر شوقي
الدكتور تامر شوقي

علق الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، على لائحة الانضباط المدرسي، التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2023 /2024.

وقال الخبير التربوي، إن الانضباط في العملية التعليمية هو العنصر الرئيسي الذى يتوقف عليه نجاح  تطوير كافة عناصر العملية التعليمية الأخرى من  مناهج، وطرق تدريس، وأساليب تقويم وغيرها، والانضباط هو السر وراء نجاح أى مؤسسة تحقق أهدافها بكفاءة.

وأكد شوقي أن لائحة الانضباط هي عقد أو اتفاق مكتوب بين وزارة التربية والتعليم من ناحية الطالب و ولي أمره من ناحية أخرى، وبمقتضاه يتعرف الطالب على ماله من حقوق وما عليه من واجبات، والعقوبات المترتبة على عدم الالتزام بالواجبات، وفي السنوات الأخيرة غاب الانضباط عن المدارس لعدة أسباب منها: فقدان الأسرة دورها التربوى، وبالتالي جاء الكثير من الطلاب الى المدرسة يفتقدون القيم والأخلاقيات اللازمة، وغياب الدور التربوى للمدرسة.

وتابع: "أصبح لدى الطلاب بدائل كثيرة عن المدرسة مثل السناتر ما جعلهم لا يلتزمون بالقواعد المدرسية، وظهور وسائل التواصل الاجتماعى التي تولت اكساب التلاميذ  القيم والأخلاقيات غير السليمة، ظهور أنماط حديثة من المشكلات لدى الطلاب مثل تلك الناتجة عن استخدام التكنولوجيا والتنمر الإلكتروني والغش الإلكتروني وألعاب الموت، ما اقتضى تحديد إجراءات معينة للتعامل معها، فضلا عن تغيير ثقافة أولياء الأمور، ففي الماضي كان ولي الأمر بيطالب المعلم التعامل بحزم  مع الابن في حال تقصيره، أما الآن فلو المعلم وجه للطالب أى توبيخ  يتوجه ولي الأمر في اليوم التالي إلى المدرسة لتقديم شكوى ضد المعلم، بالإضافة إلى تعدد أنماط المخالفات التى يقع فيها كل عناصر العملية التعليمية من طلاب وأولياء أمور ومعلمين، بل ومن إدارة المدرسة".

تفاصيل اللائحة المدرسية

واختتم الخبير التربوي، أن الدلالات النفسية والتربوية في اللائحة، تمثلت في الآتي:
• تطبق على جميع الطلاب بجميع المدارس، سواء أكانت مدارس رسمية أم خاصة أم دولية.
• تنقسم المخالفات الى ثلاث مستويات بسيطة، متوسطة، شديدة وهذا يتفق مع طبيعة العقاب في علم النفس الذى يجب أن يكون حسب شدة المخالفة 
• التدرج في اتخاذ الاجراءات العلاجية حسب حجم المخالفة، وحسب إصرار الطالب على ارتكاب نفس المخالفة. 
• بدء التدخلات التربوية في معظم المخالفات بالنصح والإرشاد للطالب ثم التدرج لتصل إلى الفصل، الذى قد يصل إلى شهرين والنقل من المدرسة في حالة المخالفات الشديدة مثل التعدى بدنيا على المعلمين.
• حددت اللائحة إجراءات التعامل مع أولياء الأمور في حال ارتكابهم مخالفات وهى اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
• استخدام مصطلحات نفسية وتربوية لأساليب التعامل مع مثل التدخلات التربوية أو الإجراءات العلاجية بدلا من كلمة عقوبة، المهم في التربية العلاج وليس العقوبة، فنحن لا نضع عقوبات لمجرمين.
• استخدام مصطلح "الحماية" للجان المسئولة عن تطبيق اللائحة مما ينقل الانطباع بأن هدف تلك اللجان حماية الطلاب والعملية التعليمية وليس تصيد الأخطاء والعقاب. 

•  المرونة اتسمت اللائحة بالمرونة من خلال السماح بالأعذار المقبولة في حالات الغياب مثل المرض، أو حالات الوفاة ضمن أقارب الدرجة الأولى بشرط تقديم المستندات الدالة على ذلك، ومن خلال عدم الالتزام الصارم بتطبيق بنود اللائحة، حيث يمكن تخفيف إجراءات المعالجة لخطأ ما ارتكبه طالب ما إذا توافرت بعض الشروط مثل إذا كان سلوك الطالب إيجابي، ولم يرتكب مخالفات في السابق، أو كان متفوقًا دراسيًا، أو متفوقًا في مجالات النشاط المدرسي، أو تنازل المعلم عن شكواه بحق الطالب.

• أتاحت اللائحة للطالب ولي الأمر التظلم ضد العقوبة الواقعة على الطالب خلال أسبوع واحد من إعلامه بها.

وشدد شوقي على أنه مع ذلك يواجه تطبيق اللائحة بعض المعوقات مثل عدم قدرة الكثير من المدارس والفصول على استيعاب كثافة الطلاب حال عودتهم إلى المدارس مرة أخرى، وقلة عدد الأخصائيين النفسيين بالمدارس، وتحمل الأخصائي الاجتماعي الكثير من الأعباء الأخرى غير تطبيق اللائحة الانضباط، ويتبقى أن يكون الهدف التربوي الأسمى هو أن يكون الانضباط نابعًا من داخل الطالب وليس مفروضًا عليه.