رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في مئوية الأستاذ..

تفاصيل قصة أشهر خلاف بين قطبى الصحافة المصرية "هيكل وأمين"

هيكل
هيكل

تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد الراحل  محمد حسنين هيكل، المئوية، والذي يعد واحدًا من الجيل التالي للأباء المؤسسين  للصحافة المصرية، وواحد من أبرز  صحفيي العالم ونجومها البارزين، الجورنالجي، ورحل عن عالمنا في 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عامًا، في التقرير التالي نكشف تفاصيل قصة اشهر خلاف بين قطبي الصحافة المصرية مصطفى أمين وهيكل. 

هيكل ومصطفى أمين 

تعد قصة الخلاف بين هيكل ومصطفى أمين واحدة من أبرز القصص الصحفية، والتي مازال مجرد ذكر الاسمين يتبادر إلى ذهن القارئ تساؤل حول علاقة هيكل بسجن مصطفى أمين، ولماذا تحولت مسارات قصتهما من أحد أبرز قطبين للصحافة المصرية إلى أحد أبرز المتصارعين في المشهد الصحفي المصري والعالمي.

يقول مصطفى أمين في حوار صحفي نشر عبر صحيفة السياسة الكويتية مجيبًا عن تساؤل كان بينك وبين هيكل قصة صراع طويلة.. فماذا كانت دوافعه من وجهة نظرك وهل لا يزال الخلاف مستمرًا؟ في البداية أكد أمين على أن هيكل يعتقد أن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد.. وطالما نصحته وهو تلميذي بأن القمة تتسع لأشخاص كثيرين وأنه من مصلحته أن يبقى على القمة أكثر من شخص، والعواصف تقتلع الإنسان الواحد من فوق قمة الهرم، لكن لو كان هناك عشرة أشخاص فسيقاومون هذه العواصف.. لكنه لم يصدقني، أما بالنسبة لخلافنا فهو قائم ولكنني مستعد أن أنهيه إذا اعتذر هيكل واعترف بأنه لفق لي كل هذه التهم.

تعود القضية لعام 1966 والذي تم فيه القبض على مصطفى أمين متهما بقضية التخابر مع الأمريكان، وقد نقل لأحد الضباط المخابرات الأمريكية والمعين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة تحت ستار ملحق دبلوماسي كثيرًا ما يمس مصالح الدولة العليا من بينها أن القاهرة أرسلت مجموعة من علماء الذرة إلى الصين بناء على اتفاق تم بين عبد الناصر و"شواين لاي" لدراسة صناعة القنبلة الذرية وغيرها من المعلومات المتعلقة بتحركات الرئيس جمال عبد الناصر وقادة الجيش المصري.

وقد هاجم هيكل مصطفي أمين عقب القبض عليه، السبب الذي دفع مصطفى أمين يصر على أن هيكل من دبر له هذه المكيدة.

ولم ينته الخلاف بين الطرفين حتى رحيل الأول مصطفى لدرجة أن هيكل لم يحضر جنازة مصطفى أمين وقد كتب الكاتب الصحفي ياسر ثابت، تحت عنوان “لماذا لم يحضر هيكل جنازة مصطفى أمين؟” بصحيفة “الدستور”: "في الوقت الذي كان فيه الآلاف يطوفون بنعش الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين خلال زيارته الأخيرة لمؤسسة أخبار اليوم كانت الأنظار معلقة صوب مدخل شارع الصحافة بحثًا عن وجه لا تخطئه العين، لكن سرعان ما تبين للجميع أن الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل هو نجم الغائبين من تشييع جثمان مصطفى أمين ليتراجع رهان البعض على أن يذيب جلال الموت وهيبته جليد الخلاف الطويل بين اثنين من ألمع نجوم الصحافة في مصر على مدى قرن من الزمان.