رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا عز وأيام العز.. الثقافة المصرية ترثي عز الدين نجيب

عز الدين نجيب
عز الدين نجيب

فجع الوسط الثقافي المصري، وفي القلب منه الحركة التشكيلية المصرية، صباح اليوم بخبر رحيل الفنان الأديب المبدع صاحب المواهب المتعددة بين الأدب والفن التشكيلي، عز الدين نجيب.

فعبر حساباتهم الشخصية، نعى المثقفين والفنانين التشكيليين، الفنان عز الدين نجيب، والذي غادر عالمنا في الساعات الأولي من صباح اليوم الجمعة.

عز الدين نجيب.. فارس متألق في الفن والكتابة

كتب الفنان التشكيلي رضا خليل ناعيًا عز الدين نجيب: "عرفت عز منذ الثمانينيات وكان فارسًا متألقًا في الفن والكتابة، وكنت في بداياتي وتوطدت العلاقة بيننا في التسعينات فكان كثيرًا ما يزورني بمنزلي ويلاعب بناتي وهم صغار.

وكان من المعجبين بأعمالي وبكل تواضع الأساتذة كتب مقدمة كتالوج معرضي في عام 2000 بقاعة بيكاسو بالزمالك مع زميلي فتحي علي وتشاء الصدف أن نتشارك المرسم أيضا في وكالة الغوري فعند استلامي مرسمي في فيلا 8 علوي فوجئت بالصديق عز ياقاسم المرسم بالدور الأول ومرسمي بالدور الثاني وكثيرا ما تلاقينا نجتر الحوار حول الفن والذوق العام وغيره من مواضيع تهم الفنان.

وتابع “خليل”: كان عز الدين نجيب زميلًا لأستاذي زهران سلامة وكثيرًا ما كنا نتلاقى ويتذكرون أيام الدراسة في كلية الفنون. عز ابن مشتول السوق لم تغيره السنون ظل بسيطا وضحكته الطفولية كما هي لم تلوثها المدينة، كان يساريًا جميلًا يؤمن بمبادئ التجربة ودفع ثمنها مرارًا وختام المشهد كانت زيارته لمعرضي الجماعي "الحطابة" وكان مبهور بالتجربة وكتب كلمة عظيمة في دفتر الزيارات بفقداني عز فقدت جزء من ذكرياتي قيمة ومرجع وصديق ومحب. 

سنفقد المرجعية والنصيحة

ومن جانبها قالت الفنانة نشوى عمران: خبر وجع قلبي.. خسرت الحركة التشكيلية وقطاع الثقافة اليوم الأب الغالي والأستاذ والقلم الحق الفنان القدير عز الدين نجيب، الله يرحمك يا حبيبي، هو اللي علمني يعني إيه تكتبي مقال ناجح وأشاد بي في معرضي الجاي.

مش مصدقة أنك مش هتكون في معرضي الجاي اللي عجبتك تيمته، هفتقد المرجعية والنصيحة ومحاربة الفساد، أنا مقهورة بجد بنخسر قامات ما تتعوضش سبحان الله اتنين أصدقائي وأساتذتي شوقي حجاب وبعده عز الدين نجيب في أقل من ثلاث  شهور أنا مش بس عيني اللي بتبكي قلبي والله".

عز الدين نجيب مثال للفن والفنان

ومن جانبه قال الناقد الفني أحمد عبد الفتاح: “فقدت اليوم الحركة الفنية والنقدية فنانًا وناقدًا وكاتبًا وأستاذ كبير القيمة والقامة، كان مثالًا على أن الفن والفنان في علاقة جدلية دائمة مع المجتمع لا ينفصلان، دافع عن الكثير من القضايا الاجتماعية والثقافية والفنية العادلة، وخاض الكثير من المعارك في قضايا عدة من أجل إعلاء قيمة الوطن بثقافته وفنونه وتراثه وقواه المعنوية والمادية”. 

وتابع عن الفنان عز الدين نجيب: “مناضل قح لم يمل ولا يكل ولم تجدي نفعا محاولات إسكاته فظل مثقفًا عضويًا فاعلًا في مجتمعه حتى لحظاته الأخيرة قبل أن يرتقي السماء. فلم يستطع جسده العليل أن يتحمل المزيد من من الهموم التي كانت تثقل عقله وفؤاده، وداعًا أستاذي ومعلمي الكبير، من دعمني في تأليف ونشر أول كتاب نقدي لي، ولم يكتف بذلك بل كتب لي مقدمته التي تعتبر شهادة كبيرة لم أكن أتوقع أن أحصل عليها من شيخ النقاد التشكيليين، وظل يدعمني حتى اللحظات الأخيرة لمواصلة المسير”. 

عز الدين نجيب علمني الحياة بالاختلاف

وبدورها قالت الفنانة سوزان شكري: “نحن نحيا بالاختلاف وليس بالاتفاق، هكذا علمنى عز الدين نجيب، أن تكون إنسان بسيط متواضع رغم مكانتك وتاريخيك غير متعالي على الآخرين، تتواصل حتى مع المختلفين معك فى الرأي، تبادر أنت بالاتصال والمقابلة، تبرر رأيك وتسمع للطرف الآخر وهو يهاجمك ويستخدم عبارات الغضب والتمسك بالرأي، وقد ينتهي اللقاء باستمرار نفس الرأي من كل الأطراف، بل ويسعدك اختلاف في الرأي والموقف لأنه سمة الحياة والطبيعة خصوصًا في الفن والإبداع.. فهذا لم يحدث إلا نادرًا جدًا في الوسط الفني التشكيلي، بل وربما في أغلب الأوساط الإبداعية.. هكذا كان الإنسان والفنان التشكيلي والناقد الفني والروائي الأستاذ عز الدين نحيب”.

عز الدين نجيب لم يفعل إلا ما يؤمن به

وبدوره نعى الكاتب والناقد الفني محمود عبد الشكور، الفنان عز الدين نجيب، قائلًا: “ألف رحمة ونور على روح الفنان عز الدين نجيب، من أجمل وألطف من عرفت ومن أكثرهم ثقافة وتواضعًا وأحد الشهود المعتبرين على مسيرة وكواليس وكوابيس العمل الثقافي والفني والسياسي أيضًا”.

لم يفعل إلا ما يؤمن به وهذا سر سلامه النفسي رغم المتاعب التي عانى منها، وهذا هو أيضًا درسه الأهم: "لا تفعل إلا ما تؤمن به مهما كان الثمن".. ربنا يرحمك يا أستاذ.