رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة جديدة.. علماء المناخ يكتشفون سببًا آخر وراء الفيضانات الكارثية فى ليبيا

درنة
درنة

اكتشف علماء المناخ أسبابا جديدة مفاجئة كانت وراء فيضانات ليبيا الكارثية، وهو التلوث الكربوني الذي ساهم في زيادة كمية الأمطار في اليونان وليبيا خلال مرور العاصفة دانيال على كليهما في وقت سابق من الشهر الحالي، ولكن هذا لا يمنع أن عوامل بشرية أخرى في ليبيا كانت مسئولة عن "تحويل الطقس المتطرف إلى كارثة إنسانية".

الاحتباس الحراري وعلاقته بالكارثة الإنسانية في ليبيا

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أدت ظاهرة الاحتباس الحراري إلى زيادة احتمال هطول الأمطار التي دمرت منطقة البحر الأبيض المتوسط في أوائل سبتمبر بما يصل إلى 50 مرة في ليبيا وما يصل إلى 10 مرات في اليونان، وفقًا لدراسة أجرتها World Weather Attribution التي استخدمت أساليب راسخة جديدة.

وتابعت أن شبكة العلماء وجدت أن المواطنين أصبحوا أكثر عرضة للأمطار بسبب عوامل مثل بناء المنازل على السهول الفيضية وقطع الأشجار وعدم صيانة السدود، وقالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن والمؤلفة المشاركة للتقرير، إن البحر الأبيض المتوسط هو نقطة ساخنة للمخاطر التي يغذيها تغير المناخ.

وأضافت أنه في حين وجد الباحثون صعوبة في تحديد دور تغير المناخ في هذه الدراسة مقارنة بما فعلوه في حرائق الغابات وموجات الحر الأخيرة، "ليس هناك شك على الإطلاق في أن الحد من الضعف وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة جميع أنواع الطقس المتطرف أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح فى المستقبل".

وأكدت الصحيفة البريطانية أن العاصفة دانيال ضربت العديد من دول البحر الأبيض المتوسط خلال النصف الأول من شهر سبتمبر وتسببت في سقوط أمطار غزيرة وكانت البداية في تركيا وبلغاريا ثم اليونان وليبيا وأخيرًا في مصر، حيث أدت الفيضانات في أوروبا وتركيا إلى سقوط عشرات القتلى، ولكن كانت الكارثة في ليبيا حيث تسببت المياه في انهيار السدود المتهالكة في درنة لتجرف جدران المياه الشاهقة الأحياء والمنازل وتتسبب في أكبر كارثة إنسانية في تاريخ ليبيا الحديث.

ووجد تقرير WWA أن كمية الأمطار التي هطلت على ليبيا كانت تفوق المعدلات المسجلة سابقًا بكثير، ووجد التقرير أن الأمطار تساقطت بنسبة تصل إلى 50% أكثر مما كان يمكن أن يحدث في عالم لم يتغير فيه المناخ، على الرغم من أن الباحثين حذروا من أن مستوى عدم اليقين مرتفع.

وخلص التقرير إلى أن الصراع المستمر وعدم الاستقرار السياسي في ليبيا أدى إلى تفاقم آثار الفيضانات، وكانت السدود التي بنيت في السبعينيات تتم صيانتها بشكل سيئ، وربما تم تصميمها أيضًا بناءً على سجلات هطول الأمطار القصيرة التي قللت من مدى قوة العاصفة الشديدة.

ووجد التقرير أن المواطنين كانوا أكثر عرضة للخطر لأن السدود تخزن الكثير من المياه وتفشل في تصريفها أو الاستفادة منها، ما لا يترك سوى القليل من الوقت للضحايا للهروب.

وقالت مايا فالبيرج، من مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي إحدى مؤلفي التقرير: "نحن بحاجة ماسة إلى الحد من التعرض لمخاطر الفيضانات".

ووجد العلماء أن الأمطار غزيرة بنسبة تصل إلى 40% في اليونان وبلغاريا وتركيا بسبب الاحتباس الحراري، وفي جميع أنحاء المنطقة، أصبح من الممكن الآن توقع مثل هذه الأمطار الغزيرة مرة واحدة كل عقد، وفي وسط اليونان، حيث وقع معظم الضرر، وأصبح من الممكن الآن توقع مثل هذا الحدث كل 80 إلى 100 عام، وبالمثل في ليبيا.