رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنظار تتجه إلى السعودية بعد زيارة وفد حوثي..

هل تنجح مشاورات الرياض في وقف حرب اليمن؟

اليمن
اليمن

يأمل الشعب اليمني أن يستقيظ ذات صباح ليجد أصوات الرصاص قد اختفت، ليستطيع القول من جديد، إنه مواطن في "اليمن السعيد"، في وقت قاربت الحرب الأهلية الدائرة في البلاد من إتمام عامها التاسع.

وقال رئيس مركز حقي لدعم الحقوق والحريات، اليمني هاني الأسودي، إن اليمنيين لديهم آمال كبيرة أن تحدث انفراجة في مشاورات الرياض، خاصة وأنها تأتي بعد تهدئة بين الرياض وطهران، نحن نعلم تبعية قرار الحوثيين لإيران ولذلك فهناك أمل كبير في حصول هذه الانفراجة لأن القرار السياسي للحوثيين تسيطر عليه إيران بشكل كبير.

ووصل وفد من حركة الحوثي إلى الرياض يوم الخميس 14 من سبتمبر الجاري، بناء على دعوة سعودية وبتنسيق عماني، في أول زيارة معلنة يقوم بها الحوثيون إلى المملكة منذ انطلاق "عاصفة الحزم" عام 2015، في محاولة لتجاوز الخلافات وإيجاد حل لإنهاء أزمة اليمن المستمرة منذ سنوات.

وقالت الخارجية السعودية إن الدعوة جاءت بناء على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس 2021، واستكمالا للقاءات التي أجراها السفير السعودي إلى اليمن، محمد آل جابر، في صنعاء منتصف أبريل 2023.

وأضاف الأسودي في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أنه بعد 9 سنوات من الحرب وصلت فيها الحالة الإنسانية وحالة حقوق الإنسان في اليمن إلى ذروتها، ولذلك تظل هناك آمال للوصول إلى حل، وما يعكر هذه الآمال هو النظر في تاريخ الحركة الحوثية، والتي لا يمكنها الاستمرار في حكم المناطق التي تسيطر عليها إلا من خلال الاستمرار في خلق الأزمات.

وتابع بقوله: المتتبع للمفاوضات والمشاورات التي خاضها الحوثيون في السابق يساوره الكثير من الشك في مدى التزام هذه الجماعة في تنفيذ أي اتفاق، خاصة مع انقلاباتهم المستمرة على اتفاقاتهم والتزاماتهم.

رمادية الأوضاع

وواصل الحقوقي اليمني: ما زال اللون الرمادي هو المسيطر على هذه المشاورات حتى الآن، وبالرغم من الجهود التي تبذلها سلطنة عمان وباقي دول الخليج لإنجاح هذه المشاورات التي ترعاها السعودية إلا أن الحوثيين تعودوا على المراوغة، والتي كانت نتيجة حتمية لتساهل المجتمع الدولي مع جرائمهم وانتهاكاتهم الواسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني، واستمرار إفلاتهم من العقاب.

وكان  وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، قد أعلن، في مارس 2021، مبادرة سعودية لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن تحت مراقبة الأمم المتحدة.

اقرأ أيضا: اليمن يتطلع لوقف الحرب بعد عودة العلاقات "السعودية ـ الإيرانية"

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أن الزيارة تأتي استمرارا لجهود السعودية وسلطنة عمان للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.

وأشار الأسودي، إلى أن الحل السياسي في اليمن يحتاج لإرادة حقيقية في الوصول لسلام مستدام وعادل، وهذه الإرادة هي ما تفتقدها المليشيات الحوثية حتى اللحظة، ومن الممكن أن تكون هناك حلول مؤقتة ومرحلية في هذه الفترة، ويمكن أن تحسن هذه الحلول الوضع المعيشي نسبيا للمواطنين، ولكن استمرار هذا التحسن واستقرار اليمن بشكل دائم مرهون برغبة حقيقة في السلام، ومرهون أيضا بوجود مشروع قابل للتنفيذ للعدالة الانتقالية وجبر الضرر واستمرار الدعم الدولي لجهود السلام في اليمن وضمان محاسبة الجناة والمجرمين وهذا يحتاج لوقت طويل للوصول إليه.

دلالات التوقيت

ونوه الأسودي، بأن زيارة الحوثيين للرياض تأتي تنفيذا لتوجيهات إيرانية للحوثيين لرغبة إيران في تهدئة صراعاتها بالمنطقة، ولذلك ترسل أذرعها في المنطقة بتعليمات التهدئة، مع ضرورة الإحاطة أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها الحوثيون السعودية، فقد سبقتها زيارات متعددة لم تكن معلنة، ولكنها كانت لأغراض اتفاقات جزئية مرحلية مثل الاتفاقات المتعلقة بالإفراج عن بعض الأسرى والمعتقلين.

واختتم الأسودي بقوله: لا ننسى أن وضع الحوثيين الاقتصادي أصبح منهارا أكثر مما سبق، مع وجود مؤشرات لانتفاضات شعبية ضدهم، في المناطق التي يسيطرون عليها، وكل ذلك كان له تأثير في تواجد الحوثيين حاليا في الرياض لذر الرماد في العيون.

ترحيب أمريكي

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، باستضافة السعودية محادثات مع وفد الحوثيين في الرياض، واصفة الدعوة والمحادثات بـ"الخطوة المهمة باتجاه السلام".

ودعت الخارجية الأمريكية في بيان، إلى إعادة تنشيط العملية السياسية اليمنية-اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة بغرض إنهاء الصراع، مضيفة أنها تقدر بشكل خاص الدور المهم الذي لعبته سلطنة عمان في تسهيل الزيارة.