رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان فى اليمن.. بنادق الحوثي تخطف فرحة الشهر الفضيل

ميليشيات الحوثي
ميليشيات الحوثي

تسيطر أجواء الكآبة على اليمنيين مع دخول شهر رمضان المبارك، وسط أصوات القذائف الحوثية التي لا تتوقف رغم حرمة الشهر الكريم، فيما تفتقد آلاف الأسر أجواء الطمأنينة الرمضانية، ولا يحظى الأطفال برفاهية اقتناء الفانوس في ظل أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، ضربت المجتمع اليمني منذ سيطرة ميليشات الحوثي الانقلابية على العاصمة صنعاء في 2014.

ويصف الصحفي اليمني أحمد حودان، الوضع في البلاد بأن اليمنيين يعيشون في خضم حرب ضارية بالسلاح مع الميليشيات الحوثية التي تحصد آلاف الأرواح سنويا منذ اندلاع النزاع، بالإضافة لحرب موازية مع الحياة لتوفير لقمة العيش والكساء وأساسيات الحياة لأطفالهم.

المعاناة توحد اليمنيين

وسواء كان المواطن اليمني في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثي أو في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، فإن المعاناة واحدة، فقد أدت سنوات الحرب الطويلة إلى تدهور شديد في اقتصاد البلاد الذي كان يعاني بالأساس حتى قبل انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية وبدء حربه الشرسة التي طالت الأخضر واليابس، حسب وصفه.

وقال حودان الذي قضى قرابة عامين في زنازين الحوثي، لـ"الدستور"، إن الأطفال ربما لا يدركون فداحة واقع وطنهم، وينتظرون الهدايا والملابس في مناسبات مثل شهر رمضان والأعياد، فيما يتقيد لسان الآباء، ويعجزون عن تفسير عدم قدرتهم على تلبية هذه التطلعات المشروعة للأطفال.

وأضاف أنه إذا كان هذا حال الأطفال الذين يعيشون مع أسرهم، فإن هناك آلافا آخرين من الأيتام الذين حصدت الحرب عوائلهم، يعيشون معاناة مركبة، بين مرارة اليتم، وقسوة الحرب، والوضع الاقتصادي المتردي، والمجاعة الوشيكة التي تهدد بسحق آلاف العائلات اليمنية، ومحوها من الوجود.

المساعدات الإنسانية

حتى التبرعات والمساعدات الدولية لا تصل إلى مستحقيها بحسب حودان الذي يواصل: العالم يرسل ما يستطيع من مساعدات إلى أسر وأطفال اليمن، لكن مع الأسف، تتم مصادرة هذه الكميات الكبيرة من المساعدات عن طريق القوات التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي، وتغذية المقاتلين، لمواصلة قتل الأبرياء.

وأنتجت الحرب أزمة إنسانية كبيرة، حيث تعرض 8.4 ملايين على الأقل من اليمنيين لخطر المجاعة و22.2 مليون شخص، أي 75 في المئة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. ويهدد سوء التغذية الشديد حياة ما يقارب 400 ألف طفل دون سن الخامسة. وانهار النظام الصحي في اليمن الذي أدى إلى تفشي الكوليرا وتسبب في مقتل الآلاف. بحسب BBC.