رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليمن يتطلع لوقف الحرب بعد عودة العلاقات "السعودية ـ الإيرانية"

حرب اليمن
حرب اليمن

تسود حالة من التفاؤل الحذر في الأوساط اليمنية بعد عودة العلاقات بين السعودية وإيران، أملاً في التوصّل إلى تسوية سياسية تفضي لإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن وعودة مؤسسات الدولة، ووقف الأنشطة الإجرامية للميليشيات، وحصر استخدام السلاح في أجهزة إنفاذ القانون.

وأعادت السفارة الإيرانية في السعودية، الأربعاء، فتح أبوابها للمرة الأولى منذ سبع سنوات بموجب اتفاق ينص على استعادة العلاقات مع الرياض.

وأفادت مصادر لصحيفة عكاظ السعودية أن البوابات الثقيلة لمجمع السفارة الإيرانية في الرياض كانت مفتوحة بينما يقوم فريق بتفتيش مبانيها وشوهدت شاحنة بيضاء تصل إلى البوابة، جاء ذلك بعد ساعات إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أن وفدا فنيا وصل إلى المملكة.

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، إن التقارب السعودي الإيراني نقطة ضوء وسط الظلام الدامس الذي يكتنف الوضع اليمني، وما أوصلتنا إليه الميليشيات الحوثية من دمار وانتهاكات حقوقية، فالإنسان اليمني عانى ويعاني بشكل كبير جدا.

وأضاف عبدالحفيظ لـ"الدستور" أن الوسط الحقوقي يبحث عن أي إضاءة أو فرصة وأمل يمكن أن تهني هذا الكابوس الجاثم على صدور اليمنيين، متمنيًا أن يكون التقارب عامل ضغط على طهران، لتحريك حلفاءها في اليمن للقبول بالسلام، والحل المبني على المرجعيات الدولية والإقليمية المتفق عليها.

تسليم السلاح

وأوضح أن تسليم السلاح للدولة والقبول بأن تكون هذه الميليشيات جزءا من التكوين السياسي لليمن بعيدا عن استخدام السلاح، شرط أساسي لنجاح مسار السلام في البلاد، لافتا إلى أن نجاح الجهود السعودية الإيرانية في التسوية سوف يخفف حالة السوء التي يعيشها اليمن على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، نتيجة أعمال الميليشيات.

وتابع بقوله: رغم التفاؤل، إلا أن ما حدث في الأيام الماضية يعطي مؤشرات سلبية، فرغم وصول فريق سعودي عماني لصنعاء لتحريك الملفات السياسية التي توصل إلى الهدنة والمفاوضات من جديد، وجدنا الميليشيات تتحدث خارج السياق؛ وتريد أن تجعل من المملكة العربية السعودية طرفا في المفاوضات، وهذا استمرارا في التلاعب.

أشار إلى أهمية إتمام عملية تبادل الأسرى التي ستبدأ عبر 6 مطارات مختلفة داخل اليمن والسعودية كما هو منسق لها: "هذه محاولة لإثبات أننا دعاة للسلام من أجل الشعب اليمني، ونرجو أن تكون خطوة في إطار مبادلة الكل مقابل الكل، حتى لا يتحول هذا الملف من ملف إنساني إلى ملف سياسي، ولن نقبل تسييس أو استخدام هذا الملف كملف ضاغط.

وحول حلم إعادة إعمار اليمن، يقول عبدالحفيظ، إن الأنظار تتجه إلى المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، التي ستكون راعية لعملية إعادة الإعمار، لكن هذه خطوة يجب أن تكون لاحقة على الاتفاق السياسي الشامل وإنهاء الانقلاب.

حرب اليمن

وأنتجت الحرب أزمة إنسانية كبيرة، حيث تعرض 8.4 ملايين على الأقل من اليمنيين لخطر المجاعة و22.2 مليون شخص، أي 75 في المئة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. ويهدد سوء التغذية الشديد حياة ما يقارب 400 ألف طفل دون سن الخامسة وانهار النظام الصحي في اليمن الذي أدى إلى تفشي الكوليرا وتسبب في مقتل الآلاف. بحسب BBC.