رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس حرب أكتوبر كما رواها الفريق سعد الدين الشاذلى

سعد الدين الشاذلي
سعد الدين الشاذلي

يأتي كتاب “مذكرات حرب أكتوبر” للفريق سعد الدين الشاذلي، كواحد من أبرز الكتب التي تناولت تفاصيل وكواليس حرب أكتوبر، وخططها العسكرية، والأيام العصيبة التي عاشتها القوات المسلحة وقادتها للوصول لتحقيق العبور، في التقرير التالي تعرف على التفاصيل :

 

يقول سعد الدين الشاذلي عبر كتابه "مذكرات حرب أكتوبر": عندما عينت رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية "ر.ا.ح.ق .م" في 16 مايو 71 لم تكن هناك خطة هجومية، وإنما كانت لدينة خطة دفاعية "الخطة 200"، وكانت هناك خطة تعرضية أخرى تشمل القيام ببعض الغارات على مواقع العدو في سيناء ولكنها لم تكن في المستوى الذي يسمح لنا بأن نطلق عليها خطة هجومية، وكنت تسمى "جرانيت".

 

  ويضيف بعد عامين من توليتي مسئولية القوات المسلحة المصرية خاض الجيش المصري واحدة من أعظم حروبه في التاريخ الحديث، حرب الكرامة، والثأر. وقد كسب الجيش المعركة بإرادة وشجاعة ضباطنا وجنودنا المصريين، الذين خاضوا حرب أكتوبر، وهم على قناعة النصر أو الشهادة .

 

شهادة رئيس أركان حرب القوات الإسرائلية 

وهذا يظهر جليا في  شهادة إليعاز رئيس أركان حرب القوات المسلحة الإسرائيلية ، خلال حرب أكتوبر 73، أنه أثناء مناقشة أحتمال قيام المصريين بالهجوم عبر القناة علق دايان ساخرً  "لكي تستطيع مصر عبور قناة السويس واقتجام خط بارليف فانه يلزم تدعيمها بسلاحي المهندسين الروسي والأمريكي". وكان الجنرال بارليف يؤيد دايان في هذا القول.   

 

 هذه الشهادة من قادة العدو هي شهادة نعتز بها لأنها تظهر عظمة التخطيط وروعة الأداء اللذين تم بهما إنجاز هذا العبور العظيم .

 

 عبور القناة وتدمير خط بارليف 

 يسرد سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية تفاصيل تطور الخطة الهجومية على العدو الإسرائيلي قال: قبل مرور شهرين على تعييني رئيسا للأركان العامة، كنت قد أصبحت مقتنعا بأن معركتنا القادمة يجب أن تكون محدودة، ويجب أن يكون هدفها هو"عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله ثم اتخاذ أوضاع دفاعية بمسافة تتراوح ما بين 10، 12 كم شرق القناة، وأن نبقى في هذه الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيز القوات وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض، وعندما عرضت هذه الأفكار على الفريق أول محمد أحمد صادق بصفته وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة عارض هذه الفكرة بشدة وقال إنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري، فهي من الناحية السياسية لن تحقق شيئا، وسوف يبقى 600000 كيلو متر مربع من سيناء، بالإضافة إلى قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي ، ومن الناحية العسكرية سوف تخلق لنا موقفا صعبا فبدلا من خطنا الدفاعي الحالي الذي يستند إلى مانع مائي، فأن خطنا الدفاعي الجديد سيكون في العراء وأجنابه معرضة للتطويق. بالإضافة إلى ذلك فسوف تكون خطوط مواصلاتنا عبر كباري القناة تحت رحمة العدو.

 

خطط حرب أكتوبر من 41 إلى المأذن العالية 

ويلفت الشاذلي إلى أن القوات المسلحة اتجهت للعمل على خطتين أولهما الخطة 41 وكان بمشاركة خبراء سوفيت والثانية جاءت باسم "المأذن العالية" وهذه الخطة كانت سرية، ولم يعلم بها أحد من المستشاريين السوفيت، كما أن  عدد القادة المصريين الذين سمح لهم بالاشتراك في مناقشتها كان محدودا للغاية. 

 

 تم استكمال الخطتين"الخطة 41، وخطة المآذن العالية" في العام 71، الأولى لم تكن قابلة للتنفيذ إلا إذا توافرت أسلحة ووحدات افترضنا وجودها ، أما خطة المأذن العالية فقد كانت أول خطة هجومية مصرية واقعية، وبناء على الخطة 41، قامت القوات المسلحة بتحرير كشوفات بالأسلحة والعتاد المطلوب الحصول عليهما من الاتحاد السوفيتي.

 

 أشار سعد الدين الشاذلي إلى أنه عندما تولى الفريق أحمد إسماعيل وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للفريق صادق في نهاية أكتوبر ، كان يعرف وجهة نظره عن الحرب من تقرير كان تقدم بصفته مديرا للمخابرات العامة في النصف الأول من 1972، وفي هذا التقرير ذكر أن مصر ليست على استعداد عندما بدأت في وضع اللمسات النهائية على خطة المآذن العالية " كان يتحتم علينا أن نوسع عدد القادة الذين يلمون بالخطة ومناقشة كل المشكلات والاحتمالات للقيام بحرب هجومية، وحذر من أنه لو قامت مصر بشن الحرب تحت هذه الظروف فإن ذلك قد يقود إلى كارثة وكان هذا التقرير قد رفع إلى رئيس الجمهورية وأرسلت صورة منه إلى القيادة العامة للقوات المسلحة وأيد رئيس الجمهورية هذا التقرير العسكري مع الفريق أحمد إسماعيل بصفته الجديدة كوزير للحربية.

 

 الحرب والساعة صفر 

قال  الفريق سعد الدين الشاذلي "في خلال شهر سبتمبر 37 قال لي أحمد إسماعيل إننا سوف نقوم بالحرب.. وفي نهاية سبتمبر قبل بدء  العمليات بحوالي أسبوع استدعاني الوزير إلى مكتبه وسلمني كتابا لقراءته، فأخذت في قراءته فإذا هو توجيه بتوقيع السادات يحدد واجب القوات المسلحة في العمليات بشكل عام".. وطلب منه أن يوقع الكتاب بالعلم، فأخرج قلمه ووقعه وقال سننتصر بإذن الله.