"العسكري الأبيض" نوافذ جديدة على حياة بطل الحرب الفريق سعد الدين الشاذلي

يأتي كتاب “العسكري الأبيض” للكاتب الصحفي مصطفى عبيد، كواحد من أبرز الكتب التي تناولت سيرة وحياة البطل  الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في أكتوبر 1973، يفتح نوافذ جديدة بتتبع سيرة وحياة الشاذلي منذ مولده في قرية شبراتنا بمحافظة الغربية، مرورًا بدراسته فى الكلية الحربية، واختياره في الحرس الملكي، ثم مشاركته فى حرب فلسطين، وعلاقته بعبد الناصر، وحتى دوره العظيم في حرب أكتوبر، كما يعرض الكتاب- مستعينًا بوثائق وشهادات ومذكرات- قصة الخلاف بين الشاذلي والسادات، ومرحلة عمله سفيرًا.

يؤكد الكاتب الصحفي مصطفى عبيد  كان الفريق سعد الدين الشاذلي بطلًا عظيمًا من أبطال نصر أكتوبر العظيم، الذي يمثل حدثًا يستحق الافتخار جيلًا بعد جيل، فهو لحظة كرامة استثنائية أثبتت فيها العسكرية المصرية عظمتها وعزتها وقدرتها على رد الاعتبار، واستعادة الحقوق، غير أن تقلبات الزمن دفعت السياسة أن تنكر دوره، وتتجاهله، وتهشمه، وتنسب الفضل لكل صاحب فضل.

عائلة لها تاريخ 

في العام 1922 شهدت  قرية شبراتنا بمركز "بسيون" بمحافظة الغربية مولد سعد الدين الشاذلي ، جاء مولده ومازالت رائحة واجواء ثورة المصريين "1919" تملىء وجدانهم وعقولهم، وكان اسم سعد تيمنا بقائدها والمحرك الأول لها سعد زغلول، جاء ليكون الطفل الثاني لوالدتها  تفيده الجوهري، والأصغر للحاج الحسيني الشاذلي، والذي تزوج من قبل وأنجب تسعة أبناء هم: محمد، حامد، عبد الحكيم، الحسيني، عبد السلام، نظيمة، فريدة، بسيمة، ومرسية، وقد اشتهر منهم الشيخ محمد الحسيني أحد علماء الأزهر الشريف ـ أما الأخ الشقيق لسعد، فكان مظهر "مظهر الشاذلي" وقد كان يعمل طيارًا مدنيًا، وتوفي قبل عودة "الشاذلي" من الجزائر بشهور. 

محبة العكسرية 

اشتهرت أسرة الشاذلي بمحبة الحياة العسكرية ومشاركة كثيرة من أبنائها في حروب داخل مصر وخارجها، وهو ما أكسب الأجيال التالية سمات الشجاعة، والإقدام وحب المغامرة، وهي عاشت وتجذرت في قلب وعقل وروح سعد الدين الشاذلي. 

وكان لدخول عبد المنعم الشاذلي للجيش المصري ليصبح فيما بعد اللواء عبد المنعم الشاذلي، ورئيس نادي هليوبوليس، بمثابة إعادة لأسرة الشاذلي إلى العسكرية مرة أخرى من خلال الكلية الحربية التي دخلها كثيرًا من أبناء الأسر المتوسطة خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

سعد الدين الشاذلي.. في الحرس الملكي 

اختير سعد الدين الشاذلي في العام 1943؛ للخدمة في الحرس الملكي، وأشار في شهادته على العصر إلى أن ذلك لم يكن شيئًا سيئًا، وإنما كان من يخدم في ذلك المكان يشعر براحة؛ لأن خدمته مميزة في القصر الملكي، وبهذا فإنه لا يحتك بشكل مباشر بالعسكرية.