رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة اللبنانية تغريد فياض: صناعة النشر في تطور دائم رغم كل المعوقات

تغريد فياض
تغريد فياض

ما بين أول الكتب المنشورة وصولا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتي حقوق الملكية الفكرية وغيرها. في سلسلة حوارات تقدمها الــ “الدستور” يحكي الكتاب تجاربهم مع عالم النشر.

تحدثنا الكاتبة تغريد فياض، عن تجربتها في عالم النشر، وهي من سبق وصدر لها العديد من الأعمال الإبداعية، ما بين الشعر والرواية والقصة والترجمة، ومن أعمالها الشعرية: “قلب علي سفر”، “هل من مرافئ”، “لأحلامها قوس قزح”. وفي القصة صدر لها مجموعة “قصص بابل المعلقة”، ورواية “كلونومانيا”، كما ترجمت عن الأوزبكية كتاب “رحلة إلي القلب”. بالإضافة إلى تأسيسها لمنتدي تغريد فياض الثقافي اللبناني. 

ــ ما الصعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟

كتابي الأول كان ديوان شعر بعنوان “قلب على سفر” -تنقلت فيه بين عدة دور نشر، بناء على نصيحة بعض الأصدقاء الكتاب، قبل أن أستقر في النهاية على الدار التي نشرته.

المشكلة الأولى كانت أني غير مصرية وأريد أن أنشر في مصر، أغلب دور النشر كانت تتكلم بوضوح وصراحة: أن المصريين يدفعون مبلغاً صغيراً لينشروا، أو حتى مجاناً، وأما غير المصريين فيجب عليهم دفع مبلغ أكبر بكثير، وكان هذا الكلام يحدث حتى قبل  قراءة مسودة كتابي ومعرفة هل هو مناسب للنشر أم لا، وهو شئ لم أتقبله ولم أستسيغه، ولكنني اضطررت للقيام به.

ــ ما المشاكل التي واجهتيها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟

لم أواجه أي مشكلة بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية، لأن مدة العقد دوما لم تكن كبيرة مع الدار التي كنت أنشر فيها، ولقد عملت طبعة ثانية في دور نشر مختلفة بعد انتهاء العقد مع الدار التي نشرت الطبعة الأولى، وكانت الحقوق لي أنا وليست للدار.

والحمد الله لم يسبق أبدا أن وصلت مع أي دار نشر للمحاكم، مع أنني نشرت خمس كتب في القاهرة حتى الآن، مع طبعة ثانية من ثلاثة كتب منها، روايتي وهي كتابي الأحدث صدرت في عام 2020، وعملت منها طبعة ثانية في عام 2021، في نفس دار النشر التي طبعتها ولأول مرة، فلقد تعاملت مع خمس دور نشر قبل أن أصل إلى الدار الأخيرة التي ارتحت بالتعامل معها، وأنا كنت أحرص منذ البداية على اتباع قوانين النشر ومدة العقد.

ــ هل قمت يوما بسداد تكلفة نشر كتاب لك؟

في كل الكتب التي نشرتها كنت أسدد مبالغ مالية متفق عليها لأنشرها. لأني كنت أنشر في دور نشر خاصة. ما عدا الكتب التي نرجمتها بالطبع، ونشر منها مع هيئة قصور الثقافة، والباقي مع دور نشر مصرية ولبنانية، وطبعا أغلب دور النشر الخاصة التي لا تأخذ مبالغ للنشر، كانت ترفض كتب الشعر، وتعلل ذلك بأنها لا تبيع. وإحدى دور النشر الشهيرة، كانت تقول لي بأنها تخصص سنة لنشر الشعر، وتوقفه السنة التي بعدها، وهكذا.

حاولت ذات مرة أن أنشر في إحدى الهيئات الثقافية الحكومية المصرية، كما نصحني بعض الأصدقاء، فوجدت أنه علي أن أنتظر وقتاً طويلاً جداً حتى ينشر كتابي، وكانت مجموعتي القصصية الأولى، فلم أحتمل الانتظار، وقررت نشره في دار نشر خاصة.

ــ ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأملين أن تتداركيه؟ 

بالنسبة لكتبي كنت أتمنى أن تذهب إلى معارض الكتب العربية والدولية، ولم يحدث ذلك إلا قليلا جداً، أما عن حلمي الخاص لكتبي فهو ربما بعيد الآن، لكنني أثابر لكي أصل له، وهو حلم بدأ معي منذ الطفولة، فأنا بدأت الكتابة وحتى نشر المقالات والقصص القصيرة في صحف عربية من عمر 13 سنة، ومن وقتها حلمت بأن أحصل على جائزة نوبل للأدب في الرواية، ورغم ذلك تأخر كتابة ونشر روايتي الأولى (كلونومانيا) إلى عام 2020.

لكنني ما زلت أحلم بأن أحصل على جائزة نوبل، خصوصا أن بدأت في كتابة روايتين جديدتين، معاً في نفس الوقت تقريبا، بمواضيع مختلفة ومتميزة، كما كانت فكرة روايتي الأولى، وأتمنى أن أنشر إحداهما في بدايات العام المقبل 2024

وهناك حلم آخر لرواياتي ولمجموعتي القصصية “قصص بابل المعلقة” التي صدرت في 2018 بأن تتحول لسيناريوهات سينمائية أو تلفزيونية، وأن أرى شخصياتي الحبيبة تتحرك أمامي في الواقع، كما رأيتها وأنا أكتبها على الورق، تكلمني وتحاورني وتتقافز مرحاً من حولي، خصوصاً شخصيات روايتي (كلونومانيا). الأحلام جميلة، ولكنني أؤمن بامكانية تحقيقها على أرض الواقع، بعد بذل الجهد المطلوب.

ــ في رأيك صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟

على عكس المتوقع، صناعة النشر في تقدم وتطور أكثر من الأول بكثير،، بالرغم من كل المعوقات، خصوصاً مع التطور التكنولوجي وتطور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي زينت للكثيرين حتى في أعمار صغيرة، بنشر كتاباتهم، وأحدثت طفرة أيضاً في تزايد عدد دور النشر، سواء كان ذلك في مصر أم في لبنان، وحتى في مختلف الدول العربية التي أتابع شخصياً، الحركة الثقافية فيها، عبر استضافة كتابها ومبدعيها في مختلف فعاليات منتداي الثقافي الذي أسسته في القاهرة منذ عام 2015، والتي أقيمها على أرض الكنانة، مصر الغالية الحبيبة التي تحتضن كل المبدعين من العالم العربي، كما يشهد بذلك جميع الأصدقاء المبدعين العرب.