رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباحث العراقي حسام كصاي: دور النشر سوق تجاري للأرباح المادية (حوار)

حسام كصاي
حسام كصاي

ما بين أول الكتب المنشورة وصولا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتى حقوق الملكية الفكرية وغيرها. في سلسلة حوارات تقدمها الـ “الدستور” يحكي الكتاب تجاربهم مع عالم النشر.

وفي هذا اللقاء، يكشف الباحث العراقي الكاتب حسام كصاي، عن تجربته مع عالم النشر ودوره. 

حسام كصاي، سبق وصدرت له العديد من المؤلفات البحثية نذكر من بينها: “النبي نيتشه”، “حانوت العبادات .. تجار الدين”، "حقل التابوهات هل الله سُني أم شيعي؟!»، والكتب الثلاثة صدرت عن دار مدبولي للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 2020.

وفي القاهرة أيضا صدر له عن دار أكتب للنشر "الإسلاموفوبيا: أكذوبة الخطر الأخضر"، عام 2020. كتاب “العروبة والطائفية” .. إشكالية التطرف الديني في الفكر العربي المعاصر. والذي فاز عنه بجائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لعام 2015.

ومن مؤلفات الباحث العراقي حسام كصاي أيضا: “الذئاب المنفردة .. جهاديو الغرب وداعشيو أوروبا”، ”الإسلام الراديكالي بين الأصولية والحداثة"، “ما بعد الثورات .. ربيع عربي أم خريف إسلاموي”، “الإسلاميون العرب .. متاهات البحث عن هوية قومية” وغير ذلك العشرات من الكتابات البحثية النقدية.

ــ ما الصعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟

لم أكن قد وضعت قدماً في العتبة الأولى من التأليف، كانت دور النشر ولا زالت تبحث عن أمرين: إما المال أو اسم مشهور كشرط للنشر، وحينذاك لا أملك الاثنين، أو بالأحرى لا أرغب بدفع أموال بسبب جهد الكتابة، لكن نشرت أول عملين دفعة واحدة في دار عربية لم يصلني الكتابين حتى اللحظة منذ 2013، ولا أعرف مصيرهما أين الآن.

 

ــ ما المشاكل التي واجهتها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟

أنا لا أبحث عن مال كما لا أبحث عن مشاكل تتعلق بالحقوق الفكرية، أنا أقدم كتابي هذا إن لم تنشره هذه الدار فهناك بلد عربي آخر قد ينشره، مثلما حصل لي، الكثير من كتبي لم تحصل على موافقات أمنية وإذن بالنشر في كذا دولة عربية لحساسيته ما أكتبه، لكنها وجدت طريقها في بلد عربي أكثر حرية للأبداع والكتابة مثل مصر العربية. من لا يبحث عن المال لن يواجه مصاعب في الحياة، لأن الحياة رأسمالية، المتقشف فيها هو سيد هذه الحياة.

 

ــ كيف تواجه هذه المشكلات مع الناشر؟ وما أصعب موقف تعرضت له؟

ليس لدي مشكلة مع دور النشر، أنا بالأصل لم أطلب كشوفات أو وصولات مالية، أو ما هو حجم المبيعات، إنها أمور تأتي بدون أن أسأل عنها، أريدها أن تأتي عفوية، كل ما في الأمر أسأل عن صدى الكتاب، وأين وُزع وبيع وأين مُنع من الدخول.

ــ هل سبق ووصلت خلافاتك مع ناشر ما إلى ساحات المحاكم؟

الحمد لله، لا يوجد. لأني أعفوا وأتراجع وليس لدي الوقت الكافي للمحاكم، وقتي في الكتابة أقدس وأثمن من مشكلات لا معنى لها.

ــ هل قمت يوما بسداد كلفة نشر كتاب لك ؟

أنا لم أنشر بمقابل، أرفض نشر كتب من جهدي وتعبي وشقائي مقابل أن أدفع أموال لطباعتها.

ــ ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأمل أن تتداركه مع مؤلف جديد؟

في مجال الشعر، عندي هفوّات أتأمل أن أعيد حبكهّا، وصياغتها، أما بقية الأعمال فالإنسان في رحلة تطورية، أنا بالنسبة لي كلما قرأت كتاباً كلما كبرت عاماً تغيرت معه عقليتي، أفكاري، نظرتي للحياة، أنا الآن أجهد في بلوغ مشروع إصلاحي ونهضوي أتممت منه ( أجزاء بفضل الله، وأأمل في إتمامه قبل نهاية العام الحالي.

-في رأيك صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟

أظن هناك تراجع طبيعي، ديناميكي، أنا لا أنظر لجودة الورق ونوع وشكل الغلاف، قدر ما تجذبني المتون، دور النشر ــ في أغلبها ــ تنشر ما يناسب عصر الانحطاط الثقافي وسيولة القيم، بسبب طغيان ثقافة التفاهة لمرحلة ما بعد الحداثة، كاتب روائي صغير تصدر له الطبعة (50) في دار نشر صغيرة، بينما عبد الرحمن منيف أو نجيب محفوظ لا تحظى كتبهما بتلك الطبعات. هذا لا يدل على إبداع الكاتب وإنما على انحطاط الثقافة العربية، للأسف دور النشر، سوق تجاري للأرباح المادية، أما الربح الثقافي فهو أخر حساباتها.