رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لاتينو مصر يحتفلون اليوم بذكرى القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ، الذي ولد في انطاكية في نحو عام 349. تلقى تربية رفيعة، ثم بدأ حياة النسك وسيم كاهنا. كان لمواعظه أثر كبير في المؤمنين. انتخِبَ اسقفاً على القسطنطينية عام 397. فكان مثال الراعي الصالح لرعيته، وسعى في تقويم نهج حياة الإكليروس والمؤمنين. تعرض لغضب البلاط الملكي ولحسد الحساد، فذهب الى المنفى مرتين، وتحمل الشدائد، وتوفي في إقليم البنط، في آسيا الصغرى في 14 أيلول عام 407. وعظ وكتب الشيء الكثير لتعليم الإيمان الكاثوليكي والحياة المسيحية، حتى إنه لُقب "بفم الذهب" وفي اليونانية: خريزوستموس.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:  فلنَرجُ، فلنَرجُ، نحن جميعًا الذين نبكي، والذين نذرف الدموع البريئة؛ فلنَرجُ، إن كنّا نبكي آلام جسدنا أو نفسنا: فهي بمثابة مطهر لنا، ويستخدمها الله لجعلنا نرفع عيوننا نحوه، ولتطهيرنا ولتبريرنا.

لنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي آلام الآخرين، لأنّ هذه الرأفة هي بإلهام من الله وتروقه كثيرًا؛ ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي خطايانا، لأنّ هذا الندم موجود في نفوسنا نتيجة عمل الله فينا. ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي بقلب طاهر خطايا الآخرين، لأنّ هذا الحبّ لمجد الله ولتبرير النفوس هو بإلهام من الله ويعتبر من النِّعَم الكبرى.

فلنَرجُ، إن كنّا نبكي شوقًا لرؤية الله وألمًا نتيجة الافتراق عنه؛ لأنّ هذه الرغبة المُحِبّة هي نتيجة عمل الله فينا. ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي فقط لأنّنا نحبّ، بدون أن نرغب في شيء وأن نخشى شيئًا، متمنّين كلّ ما يريده الله ولا شيء آخر، وسعداء بمجده ومتألّمين من عذاباته الماضية، وباكين تارةً نتيجة الحسرة على ذكرى آلامه، وطورًا نتيجة الفرح لفكرة صعوده ومجده، وأحيانًا نتيجة التأثّر من شدّة حبّنا له!.

واختتمت الكنيسة بصلاة قالت خلالها: يا الله الحنون، اجعلني أبكي لهذه الأسباب كلّها؛ اجعلني أزرف كلّ الدموع الناتجة عن الحبّ فيك، ومن خلالك ومن أجلك. آمين.