رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بليغ حمدي والعندليب.. صداقة قوية ورحلة فنية ناجحة أنهتها الخلافات

بليغ حمدي وعبد الحليم
بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ

تحل اليوم ذكرى رحيل الموسيقار بليغ حمدي والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1993، بعد أن خاض مسيرة فنية ملئية بالنجاحات مع العندليب عبد الحليم حافظ خاصة مع علاقة الصداقة القوية التي ربطتهما إلا أن الخلافات كتبت نهاية تلك المسيرة.

وبدأ التعاون بين الموسيقار بليغ حمدي وبين العندليب عبد الحليم حافظ بالصدفة مثلما كان مع كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت البداية عندما استمع العندليب للحن وكلمات أغنية “تخونوه” وطلب منه أن يقدم الأغنية بصوته وكانت وقتها ليلى مراد تقوم باجراء البروفات على الأغنية، بعد أن اتفق معها “بليغ” على غنائها.

وسيطرت الحيرة على بليغ حمدي، بعد أن طلب “عبد الحليم” الأغنية، فقد أراد “بليغ” الحفاظ على علاقته بـ ليلى مراد، خاصة أنه اتفق معها على تقديم الأغنية وكانت بالفعل بدأت في تسجيلها بالإذاعة المصرية.

وتفاجأ بليغ حمدي باتصال هاتفي من ليلى مراد، طالبته فيها بإهداء الأغنية للعندليب عبد الحليم حافظ وبالفعل قدم العندليب أغنية "تخونوه" في فيلمه السينمائي "الوسادة الخالية" في عام 1957، لتبدأ رحلة العندليب وبليغ حمدي الفنية وتبدأ معها رحلة صداقة قوية شهدت العديد من النجاحات والخلافات.

وفي نفس العام شهد التعاون الثاني بين بليغ حمدي والعندليب في أغنية "خسارة" وهي من كلمات الشاعر الغنائي مأمون الشناوي وقدمها عبد الحليم حافظ ايضا في فيلمه السينمائي "فتى احلامي".

تعاونا في 30 أغنية

وقدم بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ ما يقرب من 30 أغنية شهدت تطور كبير في نوع الموسيقى التي يقدمها عبد الحليم للجمهور وكانت جديدة على اللون الذي كان يقدمه العندليب وهو سر استمرار التعاون بينهما لسنوات عديدة.

وبعد فترة من الانقطاع الفني بين بليغ والعندليب عادا مرة اخرى في عام 1961 بـأغنية “خايف مره أحب” وهي من كلمات مأمون الشناوي وقدمت ضمن احداث فيلم "يوم من عمري" 

وظل التعاون مستمر بين الثنائي وقدما كل من أغنية أعز الناس للشاعر كلمات مرسي جميل عزيز، وأغنية سواح للشاعر محمد حمزة وأغنية "على حسب وداد قلبي" للشاعر صلاح أبو سالم.

وفي عام 1966 شهد تعاون مختلف بين العندليب وبليغ  بأغنية "التوبة" والتي تنتمي إلى اللون الفلكورلي للشاعر عبد الرحمن الأبنودي وكان لون غنائي جديد على العندليب ومجازفه كبيرة منه وقدم عبد الحليم حافظ الأغنية في حفله الغنائي الذي اقيم على خشبة مسرح سينما الهمبرا بمحافظة الاسكندرية وشهدت الأغنية نجاحا كبير في هذا التوقيت وتم طباعتها في أسطوانات ووزعت في اكثر من دولة عربية وأوروبية.

وفي نفس العام تعاون الثنائي في اغنية جانا الهوى للشاعر محمد حمزة وحققت الأغنية نحاجا كبيرا بين جمهور العندليب مما دفعه من كثرة نجاحا ان يقدمها من جديد في فيلمه السينمائي "أبي فوق الشجرة" لتزداد شهرتها اكثر واكثر.

بليغ والعندليب والأغنيات الوطنية 

وساهم بليغ حمدي والعندليب في رفع الروح المعنوية للمصريين بعد نكسة 1967، من خلال عدد من الأغنيات الوطتية  للشاعر عبد الرحمن الأبنودي وهي أغنية "عدى النهار" وأغنية "أحلف بسماها" وتعتبر الأغنيتان من الأعمال الخالدة للعندليب حتى وقتنا الحالي وتقدم في المناسبات الوطنية لمصر.

بداية الخلافات 

وشهدت علاقة عبد الحليم وبليغ عدد من الخلافات ومنها خلاف استمر حتى الوفاة ومن أشهر هذه الخلافات عندما سخر عبد الحليم من علاقة بليغ بوردة العاطفة والتي كانت لا تزال في بداية مشوارها الفني وكان العندليب معروف عنه انه كثير ا لضحك والسخرية مما دفع بليغ ان يأخذ منه موقفا قويا وارسل له رسالة وقتها انه لا يحب طريقة سخريته وانه حزين من الأمر وطلب منه عدم الاتصال به للاعتذار لحين ان يصفى من ناحيته.

وكان هناك خلاف آخر عندما سافر بليغ إلى أوروبا في رحلة طويلة وكان مازال يعمل على لحن أغنية للعندليب الذي حاول الاتصال به اكثر من مرة ولكنه تعذر ليطل على جموره في احد اللقاءات التلفزيونة ليوجه له التعاب.

وقال “بليغ”في إحدى حواراته الصحفية، إن “عبد الحليم” تصور أنه لا يهتم به الاهتمام الكامل لتعاونه مع مطربين آخرين وهذا كان مخالفا للواقع تماما".

واشتد الخلاف بين الثنائي عام 1974، أثناء التحضير لحفل شم النسيم، حيث كان يقدم خلاله “عبد الحليم” أغنية جديدة لجمهوره لأول مرة وكان يعمل بليغ في هذا التوقيت على لحن جديد بعنوان "هو اللي اختار" وكان في نفس التوقيت يحضر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية أيضا له جديدة بعنوان "فاتت جنبنا" وقرر وقتها العندليب ان يقدم الأغنيتين للجمهور.

إلا أن هذا الأمر لا يعحب موسيقار الأجيال  خاصة وان هذا التوقيت كان يشهد منافسة قوية بينه وبين بليغ حمدي الذي استطاع ان يحقق نجاحا كبيرا مع كبار النجوم في وقت قصير ورفض وقتها ان يقدم العندليب اغنيته برفقة أغنية بليغ مما وضع العنلديب في موقف محرج.

وعندما صارح العندليب بليغ بالأمر حدث هنا الخلاف الشديد خاصة وانه كان يعمل على لحن أغنية "هو اللي اختار"  منذ أمثر من عام وقرر بليغ عدم التعاون مرة اخرى مع عبد الحليم حافظ بعد مسيرة غنائية قدما فيها 30 أغنية من بينهم: "البندقية اتكلمت ، وفدائي، والهوى هوايا، وموعود، وزي الهوا كلمات محمد حمزة، ومداح القمر، وحاول تفتكرني، وماشي الطريق، والماء والخضرة، وقومي يا مصر" وغيرها من الأغنيات.