رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلبت منه أن يعلمها لغة الضاد.. حكاية أول لقاء بين طه حسين ومى زيادة

طه حسين
طه حسين

عميد الأدب العربي د.طه حسين من الشخصيات التي كانت كالنهر لا ينتهى عطائها في مجال الأدب والإبداع، ترك بصمة كبيرة وأحدث نهضة ضخمة في الأدب العربي، وكان حلقة الوصل بين الأدب العربي والفرنسي من خلال كتاباته المتميزة.

وعرفانًا بالجميل له، خصّصت المؤسسات الثقافية هذا العام 2023 بعام طه حسين، وتناولت العديد من الأقلام حياة الراحل الأدبية والشخصية، ومن بين هؤلاء الكتاب الذين تناولوا حياة عملاق الأدب الكاتب اللواء حمدى البطران في كتاب "طه الذي رأي" حيث رصد لنا التفاصيل الدقيقة في حياته.

من بين الأمور التي تطرق بها الكاتب حمدى البطران، أنه قبل حصول طه حسين على درجة الدكتوراه بفترة ليست بكبيرة، كان هناك أمسية للاحتفال بالعام الهجري، وحضر طه حسين الحفل، ولم يعجبه الشعر الذي قيل، فلم يعجبه شعر حافظ إبراهيم الذي ألقاه في تلك الليلة، ولا شعر خليل مطران المُحتفَى به، لأنه لم يفهم منها شيئا.  

وتابع: “ما أعجبه في تلك الليلة هو الصوت النحيل الضئيل، كان عذبًا ورائقًا، كان صوتها ما أن يبلغ الأذن حتى يتسلل إلى القلب فيفعل به الأفاعيل، وهو صوت مى زيادة”.

بعد الاحتفالية فترة، وعندما اجتمع طه حسين مع أحمد لطفي السيد صديقه آنذاك، سأله عما حدث في الفعل، فذكر له طه حسين وقائل، وأخبره عن إعجابه بالآنسة مي، فأخبره بأنه سيحاول أن يجمعَه بها، وظل طه حسين ينتظر أن يبرّ لطفي السيد بوعده في تدبير لقاءٍ له مع الآنسة مي، ولكن دون جدوى.
حضور صالون مى زيادة

وأشار إلى أنه تظاهر بأن نسيها، ولم يحاول ذكرها أمام لطفي السيد، وكان قد أعطى طه حسين رسالته المطبوعة إلى أستاذه لطفي السيد ليقرأها، فقرأها، وأخبره أنها أعجبته ولم يعيد إليه النص المطبوع، وأخبره أنه أعطاه للآنسة مي كي تقرأه، لأنها طلبت ذلك، وأنها ستعيدها بنفسها لصاحبها، وأخبره لطفي السيد بأنه عند وعده وسيقدمه إليها، وذات يوم تلقى طه حسين دعوة لحضور صالون الآنسة مي، ولم تسعْه الفرحة، ذهب ورأى نفسه للمرة الأولى في صالون فتاه تستقبل الرجال، وتحتفي بهم، وتعاتبهم في رشاقة ولطف. 

جلس طه حسين في مكانه، وطال الجلوس في الصالون وبدأ الزائرون في الانصراف، حتى كان لطفي السيد والآنسة مي وطه حسين وحدهم، فأثنت الآنسة مي على الرسالة، وشعر بحياء المراهق في حضرة محبوبته، ولم يبدُ عليه شيء، طلب منها لطفي السيد أن تقرأ مقالها، ولكنها ترددت، وأخبرت طه حسين أنها ستقرأ المقال فقط لأن أحمد لطفي هو من يعلّمها اللغة العربية. 

فقال لها طه: "كما يعلمني أنا، ابتسمت الآنسة مي بفرح وقالت: نحن زميلان، وقرأت مي المقال، وكان عنوانه "كنت في ذلك المساء هلالًا".سُحِر طه حسين بصوتها. ورضي الأستاذ، وانصرفا، وترك صوت مي في نفس طه حسين الكثير".

◘ اقرأ ايضًا:

◘ «3 التماسات و5 نسخ».. كواليس حصول طه حسين على الدكتوراه