رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«3 التماسات و5 نسخ».. كواليس حصول طه حسين على الدكتوراة

طه حسين
طه حسين

كشف الكاتب اللواء حمدي البطران في كتاب " طه الذي رأى" عن الكثير من المواقف والحكايات الحياتية عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فقال:" كان طه يخبر أخواته البنات بأنه سيتزوج أجنبية فرنسية مثقفة ومتعلمة وليست مثلهن لم تقرأ ولا تكتب، وكن دائمًا يسخرن منه، ولكن لا يعلمن أن حلمه قد اقترب".

الثانوية العامة شرط السفر لفرنسا

وأضاف"البطران": “ قامت الجامعة المصرية بالإعلان آنذاك عن بعثتين إلى فرنسا لدراسة التاريخ والجغرافيا، كانت الجامعة تشترط في المتقدمين الحصول على شهادة الثانوية العامة، وقدم ثلاث التماسات للذهاب إلى البعثة، وفي آخر التماس طلبت الجامعة منه أن يكون حاصلًا على الدكتوراة، وبدأ طه حسين في إعداد رسالته للدكتوراه عن أبي العلاء المعري”.

وأكمل: “تعرف على صديق له على أحد المقاهي يحفظ شعر أبي العلاء كلّه، واتفق معه على أن يكتب له رسالة الدكتوراه بما يمليه عليه طه حسين، فإذا احتاج إلى الاستشهاد بشعر أبي العلاء، أو أي شاعر من الشعراء الأقدمين، أسعفه هذا الصديق بما يحفظه، كما كان يقوم بالبحث عن الشعر الذي يريد طه حسين أن يكتبه، ويكتب مصدره، وفي خلال شهور قليلة انتهى طه حسين من إعداد أول نسخة مخطوطة من رسالة الدكتوراه”.

5 نسخ من رسالة الدكتوراه


وتابع: “الجامعة لا تريد نسخة واحدة، إنها تريد خمس نسخ، وكان عليه أن يبحث عمن ينسخ الرسالة خمس مرات، استعان طه حسين بصديق له، فأهداه لذلك أداة نسخ بدائية بما يعرف بالرونيو والتي تنسخ بالبالوطة، وقام بنسخ الرسالة بالحبر المناسب لتلك البدائية، في خلال أسابيع قليلة، كانت لدى طه حسين النسخ التي يتقدم بها للجامعة، وبالفعل كان أول طالب يتقدم لشهادة الدكتوراه من الجامعة المصرية”.

أعضاء لجنة حصول طه حسين على الدكتوراه

ونوه إلى أنه في مساء الثلاثاء الخامس من يونيو 1914، اجتمعت اللجنة بدار الجامعة لجنة امتحان العالمية (الدكتوراه) المؤلفة من الأستاذ محمد الخضري رئيسًا، والأستاذين محمد المهدي ومحمود فهمي المدرسين بالجامعة، والأستاذين إسماعيل رأفت بك وعلام سلامة المندوبين من نظارة المعارف العمومية لمناقشة الطالب طه حسين.

منح طه حسين درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدًا

وتابع البطران: "منحته اللجنة درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدًّا، واقترب من تحقيق حلمه بالسفر إلى فرنسا، بعد أيام من حصوله على الدكتوراه، تلقي طه جسين دعوة بالمثول أمام "الحضرة العلية الخديوية"، وقتها كان الخديوي قد سافر إلى الإسكندرية مع بداية أشهر الصيف، وكان على طه حسين أن يستعد للسفر إلى الإسكندرية لمقابلة الخديوي، رافقه في السفر شفيق باشا غربال، سكرتير الخديوي في قطار الدرجة الأولى، والتي ركبها طه حسين للمرة الأولى. وكان معه صديقه الذي عاونه في طبع الرسالة". 

وأكمل: “كان هذا الأخير قد اشترى له زيًّا أزهريًّا جديدًا وأنيقًا ليقابل به جلالة الخديوي، كانت هناك سيارة تنتظرهم في محطة القطار، وأقلتهم إلى المقر الخديوي. ولما قابل الخديوي، استقبله مُرحبًّا به، وأجلسه بجواره، سأله عن أمنياته، فأخبره أنه ينوي السفر إلى فرنسا لدراسة الفلسفة”. 

واختتم: "استغرقت المقابلة ربع ساعة، وبعدها خرج طه حسين، ومعه رفيقه الذي أبرق إلى الجامعة برقية تفيد انتهاء مقابلته مع "الحضرة العلية الخديوية، “وقضى مع زميله ساعات لطيفة من التنزّه على كورنيش البحر المتوسط، وفي المساء توجها إلى فندق فرنسا، تيمنًا باسمه”.

اقرأ ايضا:

"شاتوبريان وفولتير".. كواليس تَعلُّم طه حسين اللغة الفرنسية