رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قتلى ومحاصرون.. ليبيون يروون لـ"الدستور" مأساة ليبيا جراء عاصفة "دانيال"

العاصفة دانيال فى
العاصفة دانيال فى ليبيا

أكد مسئولون وخبراء ليبيون استمرار ارتفاع أعداد ضحايا عاصفة دانيال التي ضربت ليبيا منذ الأحد وسط استمرار أعمال الإنقاذ بصعوبة نظرا لانهيار الطرق وضعف وسائل الإنقاذ المتاحة.

توفيق الشكرى: أعداد الضحايا فى ارتفاع مستمر

بداية قال توفيق الشكري المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الليبي، إن الضحايا جراء عاصفة دانيال في ليبيا حتى اللحظة بالعشرات وليس هناك رقم محدد لعدد القتلى وتحديداً في المناطق الجبلية نظرا لصعوبة الاتصالات والوصول إليهم.

وأوضح الشكري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك الكثير من المفقودين خصوصاً في المناطق التي كان فيها ضرر كبير تحديداً والتي هي شرق مدينة بنغازي تبدأ من "توكرة حتي درنة " مروراً بالمرج ومنطقة البطة والبيضاية وقصر ليبيا والبيضاء من حوله، والضرر في درنة بشكل كبير. 

وأوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي أن الضحايا تجاوزوا العشرات وحتى الآن لن نستطيع إعطاء رقم محدد بشأن القتلى، لكن الضرر كبير جدا، وهناك ضرر مادي فيما تعمل فرقنا في منطقة الجبل الأخضر والمناطق المتضررة بجانب فرق من الجيش والشرطة وكل الأطراف الأخرى المعنية لتقديم المساعدات الممكنة.

وأضاف: “يوجد الآن تحرك كبير على مستوى ليبيا في مد يد العون في المنطقة الشرقية، حيث إن القوافل تصل من طرابلس ومصراتة وقوافل الإغاثة من مدينة سبها أقصى الجنوب في فزان ومروراً بسرت وغيرها من المناطق وتقدم يد المعونة للمنكوبين”.

وقال الشكري إن هذا الحدث مفاجئ وقد يكون جديدا على ليبيا فلم تمر البلاد بهذه الأحداث من قبل، وكل ما مرت به كان أبسط من هذا الحدث، وهناك نوع من الارتباك وهناك مساعدات ومحاولات حثيثة لتدارك هذه الأزمة، مشيرا إلى أنه من المتوقع تحسن الطقس اليوم وغدا في المدن المتضررة وهذا سيساعد في حصر الأضرار ومساعدة فرق الإنقاذ في العثور على ضحايا أو إنقاذ العالقين في المناطق المختلفة.

وتابع: “هناك تخوف من انتشار الأمراض في منطقة الجبل الأخضر فهذه المنطقة لم تشهد من قبل أمراضا معدية ولكن في هذه الظروف هنك تخوف موجود من حدوث هذا الأمر”.

وقال الشكري إن الفرق الصحية مجهزة بفرق كبيرة لمحاولة مجابهة انتشار الأمراض  خاصة ونحن نتحدث اليوم عن أمطار غزيرة ولكن بشكل عام المنطقة لم تشهد في السابق انتشارا للأمراض ولا توجد بها مياه راكدة فهي منطقة جبلية.

أمين الهاشمى: الوضع الإنسانى الآن فى المنطقة الشرقية مأساوى

من جهته، قال الكاتب والصحفي الليبي أمين الهاشمي، إن الوضع الإنساني الآن في المنطقة الشرقية مأساوي وغير مطمئن نتيجة السيول والأمطار البلاد الناجمة عن عاصفة دانيال والتي تضرب ليبيا منذ أمس.

وأوضح الهاشمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الضحايا جراء العاصفة يقدرون بالعشرات بجانب عشرات المفقودين منذ أمس في مناطق الجبل الأخضر كذلك هناك العديد من المناطق التي تضررت في طريق كبري "كاكنس" والبيضاء  والمناطق المحيطة بالجبل الأخضر بالمنطقة الشرقية.

وأشار الهاشمي إلى أن الفيضانات الغزيرة تسببت في تدمير البنية التحتية المتهالكة بمناطق مختلفة شرقي البلاد. 

وأوضح الصحفي الليبي أن هناك مخاوف من انتشار أمراض معدية جراء السيول خاصة مع ضعف البنية التحتية فقد دمر الصرف الصحي والمجاري وهناك تخوف من انتشار الأوبئة في هذه المناطق بعد انتهاء  الإعصار، حتى الإمكانيات الموجودة في المنطقة الشرقية  محدودة جدا.

وقال الهاشمي إن أجهزة الإسعاف والطوارئ في المنطقة الغربية عليها أن تتحرك للإغاثة خصوصا أن جهاز الطوارئ الرئيسي موجود في طرابلس وأيضا الطب المدني والطب العسكري عليهم تقديم المساعدة.

وأوضح الهاشمي أن هناك لجنة رئاسة تحت مسمي الطوارئ شكلت في المنطقة  الشرقية ولكن نظرا للإمكانيات البسيطة والإمكانيات التي لا تستطيع  أن تصل إلى المناطق البعيدة  للأسف، كذلك هناك مناطق  متداخلة وبنى تحتية متشعبة ومبان لم يلتزم أصحابها بالمعايير الفنية في البناء فهناك مبان عشوائية مما صعب عملية الإنقاذ ودخول أجهزة الإسعاف والطوارئ إلى المناطق المنكوبة. 

وأكد الهاشمي أن الجهات العسكرية تشارك في عمليات الإنقاذ في الطب العسكري يشارك بقوة في عمليات الإنقاذ ومساندة  بعض الجهات العسكرية  في المنطقة الشرقية لإنقاذ المواطنين  ولكن يبقي الدور الأكبر هو دور الإسعاف والطوارئ في هذا الأزمة خاصة مع وجود معاناة في إنقاذ المحاصرين.

عبدالعزيز الرواف: الاتصالات منقطعة عن مناطق الإعصار

فيما أكد المحلل السياسي الليبي عبدالعزيز الرواف، أنه لا توجد إحصائيات رسمية حتى الآن ولم تصدر أي من الحكومتين بيانات رسمية حول الخسائر البشرية جراء عاصفة دانيال التي ضربت ليبيا.

الصورة

وقال عبدالعزيز الرواف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،  حاليا الاتصالات منقطعة عن بعض مناطق الإعصار وبالتالي صارت المعلومات شحيحة، وشهدت مدينة درنة ليلة عصيبة البارحة نظرا لإحاطة المدينة بمجاري الوديان والسيول وقربها من شاطئ البحر.

وأضاف أنه ووفق وكيل ديوان بلدية درنة طارق سلامة فإن الوضع في درنة أصبح خارج السيطرة، مضيفا أنه لم تسجل خسائر بشرية حتى الآن وفق تصريح له فجر اليوم، غير أن مصادر إعلامية قالت إن هناك 50 حالة وفاة في درنة غير أنه لم يتم تأكيد الأمر رسميا بعد

وتابع عبدالعزيز الرواف أن حدوث أمراض معدية جراء السيول صعب حاليا التحدث عنه قبل أن تصدر الجهات المعنية بيانات رسمية بما يحدث.

وأكد الرواف أن مشاركة قوات الجيش الليبي كانت كبيرة ومؤثرة وساهمت في التقليل من المخاطر حيث شاركت آليات وسيارات مدرعة في إنقاذ المواطنين كما شاركت عناصر الضفادع البشرية في عمليات إنقاذ عديدة.

وتابع  أن أبرز المناطق التي تعرضت للإعصار المرج وضواحيها حيث سجلت بها كمية أمطار بلغت 185 ملم مما جعلها سادس مدينة في العالم يسجل بها أعلى منسوب أمطار في العالم .

أيضا تضررت مناطق البيضاء وشحات وسوسة ماديا وجرفت الطرق الرئيسية بمناطق المخيلي والتميمي.

وأكد الرواف أن الدور الحكومي خصوصا لحكومة طرابلس شبه معدوم وكل أعمال الإنقاذ تقوم بها القيادة العامة للجيش والسلطات المحلية في شرق ليبيا. 

صبرى مسعود: غياب الدولة فى ليبيا أدى للبناء العشوائى وتعرضها للسيول

من جهته قال الصحفي الليبي صبري مسعود، إن انهيار الدولة جعل الناس مساهمين بشكل غير مباشر في أزمة السيول الحالي جراء إعصار دانيال حيث قاموا بالبناء العشوائي في مخرات السيول . 

وأضاف مسعود في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،  أن إمكانيات الدولة ضعيفة ، فجمعية الهلال الأحمر بذلت مجهودا كبيرا ولكن تفتقر لأبسط الإمكانيات كذلك القوات المسحلة تحاول أن تبذل مجهودا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح على الأقل إجلاء الناس من منازلهم لأن المنازل غرقت بالكامل بخلاف انقطاع الكهرباء بشكل كامل بسبب إغراق المحطات بالمياه والمحطات تحتاج إلى معدات شفط وغيرها وعلى الأقل عودة الاتصالات. 

وتابع الصحفي الليبي أن الضحايا لا توجد حصيلة نهائية بهم لكن هناك بيانات أولية من وزارة الداخلية أو الشئون الاجتماعية بعدد الضحايا ولكن الأرقام التي أعلنت هي اجتهاد من الأهالي وأسر الضحايا.