رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رياض السنباطى.. شاعر الموسيقي العربية

تقدم الطالب النازح من الأقاليم إلى الدراسة في معهد الموسيقي العربية، فاختبرته لجنة من جهابزة الموسيقي، وقد أصيبوا بالذهول من براعة الفتي، فتقرر تعيينه أستاذًا لآلة العود والأداء!

من هو رياض السنباطي؟

رياض السنباطي 30 نوفمبر 1906-10 سبتمبر 1981، ابن المقرئ محمد السنباطي فتعود الغناء مع والده في الأفراح والموالد والمناسبات الدينية في القري المجاورة لفارسكور بدمياط وضبطه الولد هاربا من المدرسة يعزف على العود ويغني الصهبجية لسيد درويش وطرب لصوت ابنه، فقرر اصطحابه معه في الحفلات الغنائية. 

وفي 1928 انتقلا إلى القاهرة وعمل رياض ثلاث سنوات بالمعهد بعد قرار لجنة الأساتذة بتعيينه مدرسًا وليس طالبًا، كان مصممًا على خوض عالم التلحين، وكان ذلك في بداية ثلاثينيات القرن المنصرم، وكانت البداية مع شركة أوديون للأسطوانات التي قدمته كملحن لعدد من نجوم الغناء، مثل رجاء عبده وعبد الغني السيد، حيث بدأت علاقته بأم كلثوم فيما بعد عندما حصل على رقم هاتفها من الإذاعة واتصل بها يذكرها بلقائهما فيقول لأحد اللقاءات الإذاعية عن هذه المقابلة: "بعد سبعة عشر عاما من لقائنا الأول في قرية (درينش) إحدى قرى الدقهلية، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق في القاهرة. وقتها كنت أحسد الذين يلحنون لها، وكانت تتحرك في أعماقي ملكة التلحين، تعبيرًا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب في مثل سني". 

تعاون السنباطي وأم كلثوم

ظل السنباطي يمد أم كلثوم باروع الألحان على مدى تاريخهما الفني حتى تخطت عدد 200 لحن ويرجح أكثر من ذلك، منذ اللحن الأول "على بلد المحبوب" حتى النهاية.

علاقة السنباطي بالفن لم تنحصر في الموسيقى والتلحين فقط، فقد قدم في عام 1952 فيلم "حبيب قلبي"، شاركته بطولته الفنانة هدى سلطان، وكان من إخراج المخرج حلمي رفلة، وعلى الرغم من نجاح الفيلم، إلا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الأغنيات التي أعجبت الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة، من دون إفصاح عن الأسباب إلا أنه قال: "لم أجد نفسي في التمثيل، فاللحن هو عالمي". 

حصل السنباطي على عدة تكريمات على مر تاريخه الحافل، مثل وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر 1964 ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس محمد انور السادات وجائزة المجلس الدولي للموسيقي في باريس 1964.

تزوج رياض السنباطي في بدايته الفنية وحضرت زفافه كوكب الشرق أم كلثوم، وتزوج من امرأة من خارج الوسط الفني، وكانت حياته الخاصة بسيطة بدرجة كبيرة، وكانت قريبة من العزلة والانطوائية إلا الذين يتعامل معهم من الفنانين، وكان معروفًا عن رياض السنباطي بأنه يقضي الكثير من وقته بمفرده يسجل ألألحان وينتظر الإلهام، وقد روت زوجته في أحد اللقاءات أنه في أغلب الأوقات يكون السنباطي جالساً مع عائلته على المائدة لتناول الطعام وفجأة يترك الأكل ويفكر، ثم يذهب إلى غرفته الخاصة وبها يصب اللحن الذي ألفه، والذي كان يظل يفكر فيه لشهور، وكانت زوجته تبرر فعله أمام الضيوف وتوضح لهم أن هذه عادته واعتادوا عليها جميعا.