رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رشا الشامى.. الآفاق العامرة بالضياء

في بلادنا سيدات قويات، يقدرن على قول ما يردنه وصنع ما يردنه، من غير أن يحسبن حسابا لمنتقد أو معترض، لا يعني الأمر أنهن متهورات أو ما شابه، لكنه يعكس ثقتهن البالغة في أنفسهن، هذه الثقة التي منحتهن الجسارة، وغلفت ما يصدر منهن بحكمة جديرة أن يلتفت إليها الإنسان الباحث عن طريق الرشاد.
السيدة رشا الشامي من أوضح هؤلاء السيدات، الكاتبة والإعلامية والمخرجة والمنتجة، وإن كان الرجال لا يزالون متشككين في الطاقة الهائلة التي تمتلكها بعض النساء؛ فإنها أنموذج مثالي يسخر من هذا الشك تماما، فهي النشطة الناجحة التي لا تتوقف عند محطة معينة، بل تنتقل من محطة إلى أخرى بثبات مدهش، ولا حد لطموحها وحرصها على التطور!
تقول نبذتها التعريفية الذائعة إنها "أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة 25 يناير، وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية وشغلت منصب رئيس التحرير التنفيذي لها، وعملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر، ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان، وإنها صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست، المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة".
هذا بجانب رئاستها مجلس إدارة شركة cmc للوثائقيات مع شريكها وزوجها الصحفي والروائي والمخرج القدير أسامة الشاذلي.. وبينهما من المحبة والاحترام والتعاون والوفاق ما بينهما، مما تمتلئ به صفحات مشرقة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية كما ينبغي أن تكون.  
هذه الشركة أنتجت عددا من الأفلام الوثائقية، وافرا ومنوعا وفارقا، لفت الأنظار وأثرى الشاشة في المجال الوثائقي الذي كان في حاجة إلى جهود كبيرة مختلفة، كجهودها الفنية الخلاقة، ليعيد نفسه إلى الصدارة مستعيدا مكانته الغاربة.
رشا، بالأساس، حاصلة على دبلوم في العلاقات العامة والإعلان من جامعة القاهرة، وبكالوريوس في العلوم الزراعية من جامعة قناة السويس، وكانت تبوأت منصب رئيس تحرير البرنامج الحواري "خارج القاهرة" بين 2011 و2012، ومنصب الرئاسة التنفيذية لـ"مجموعة الإعلام المصري" بين 2017 و2018، ومنصب مدير الاتصالات والتسويق في مؤسسة صناع الحياة بين 2018 و2019.. من عرفوها عن قرب وصفوها بذات الألوان الزاهية، المنتمية الصادقة إلى مصريتها جميلة الخصال حادة الذكاء.
سيدة بهذا التفوق الملحوظ، كان لا بد أن يهاجمها الفاشلون والمغرضون، بطول آفاقها العامرة بالضياء، وهو ما جرى فعليا، لكنها، وهذا تأكيد لصلابتها الحقيقية، واصلت مشاويرها بلا أدنى ارتباك، بلغت قمتها الشاهقة، وبقي مستهدفوها مأسورين بقيعانهم الدنسة السحيقة، بل إنها رحمتهم فلم ترجمهم وهم يتخبطون في الهوان، تركتهم للدهر والقدر، ومضت، كعادتها الأثيرة، تفتش عن معنى جديد مؤثر تقوم به لتكمل ما توقن أنه مهمتها الخالدة، مهمة البناء ومهمة تعديل الكراسي المقلوبة؛ لأنها بناءة بالسليقة، ولأنها مقومة للعوج باستقامتها التلقائية الأصيلة، وهكذا حالها السرمدي!