رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بهارات.. سر تغيير الهند اسمها في قمة العشرين

بهارات تستضيف قادة
بهارات تستضيف قادة مجموعة العشرين

أشارت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى الهند باسم بهارات في دعواتها لحضور حفل عشاء في قمة مجموعة العشرين المقبلة في نيودلهي، وهى الخطوة التي أثارت الجدل، حيث أن بهارات هى الاسم الهندي للبلاد، ويقول النقاد إن استخدامها هو أحدث علامة على التوجه القومي وسط عام لافت للبلاد.

مجموعة العشرين

وأكدت مجلة "تايم" الأمريكية، أن الهند تُعد أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وهى الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموًا، فإلى جانب استضافة قمة مجموعة العشرين السنوية هذا العام، والتي تستمر في الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر، أكملت مؤخراً هبوطاً تاريخياً على سطح القمر.

أسباب تغيير اسم الهند إلى بهارات

وأشارت الدعوات إلى رئيس الهند دروبادي مورمو بلقب "رئيس بهارات"، وتأتي أخبار الدعوات بعد يومين من تصريح موهان باجوات، رئيس المنظمة القومية الهندوسية راشتريا سوايامسيفاك سانغ، والمرشد الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، في خطاب ألقاه بأن البلاد يجب أن تستخدم كلمة بهارات بدلاً من الهند.

وقال باجوات "في بعض الأحيان نستخدم الهند حتى يفهمها من يتحدثون الإنجليزية، لكن يجب أن نتوقف عن استخدام هذا، اسم البلد بهارات سيظل بهارات أينما ذهبت في العالم".

وأكدت المجلة الأمريكية أن هذا النهج لاقى صدى واسع من قادة حزب بهاراتيا جاناتا لكن ليس هناك تأكيد على أن الحكومة تفكر في تغيير الاسم رسميًا، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وفي هذا الصدد، قال مايكل كوجلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن العاصمة: "لقد رأينا أن مودي وحزب بهاراتيا جاناتا يريدان إبعاد الهند الحديثة عن الماضي الاستعماري ولذا رأينا هذا الاتجاه لإعادة تسمية الشوارع التي تحمل أسماء تشير إلى الماضي الاستعماري ومن الواضح أن هذا مثال على الرغبة في استخدام اسم بهارات الذي يعتقد حزب بهاراتيا جاناتا أنه المناسب والأكثر ملاءمة للاستخدام في الهند".

وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه قبل شهرين، أطلق تحالف أحزاب المعارضة على نفسه اسم "الهند" قبل الانتخابات العامة الهندية في ربيع عام 2024، وبالتالي فإن التركيز على تغيير اسم الهند إلى بهارات قد يكون مدفوعًا جزئيًا بذلك، كما يقول رافيندر كور، مؤرخ الهند المعاصرة.

وتابع: "جزئيًا، يحاول الحزب الحاكم التصدي من خلال إيجاد اسم مختلف لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن الهند لديها بالفعل اسم مزدوج، وهو أمر منصوص عليه في الدستور، حيث تبدأ المادة الأولى من الدستور الهندي بالعبارة التالية: "الهند، أي بهارات، يجب أن تكون اتحاداً للولايات".

أصل الاسم

اسم الهند هو ترجمة إنجليزية للكلمة السنسكريتية التي تعني نهر السند، سيندو، وقد تم تقديمه أثناء حكم التاج للهند من عام 1858 إلى عام 1947، ونشأ اسم بهارات، وهو أيضًا باللغة السنسكريتية، من النصوص الدينية الهندوسية القديمة، بوراناس، حيث تصف النصوص مساحة كبيرة من الأرض يعيش عليها البشر، ويُشار إلى منطقة واحدة من هذه الكتلة الأرضية باسم بهاراتافارسا.

وأوضحت المجلة أن الاسم الشائع الآخر للبلاد هو هندوستان، والذي يعني "أرض السند" باللغة الفارسية، وأصبحت وسيلة شائعة للإشارة إلى البلاد خلال عصر المغول وكثيرًا ما يستشهد بها القوميون الهندوس، ومع ذلك، لم يتم الاعتراف به رسميًا كاسم قانوني للهند في الدستور.