رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعُاة اللايك والشير: عُمرة البدل تشعل مواقع التواصل في مصر

أمير منير
أمير منير

في زمن تتسارع فيه وسائل التكنولوجيا والاتصال، وتتحول فيه العبادات إلى سلع يتم تداولها عبر الإنترنت تثير ظواهر جديدة الجدل والتساؤلات بين المسلمين حول مدى مشروعيتها الشرعية وأثرها الديني والاجتماعي.

اندلع جدل واسع في مصر بين رواد مواقع التواصل حول مفهوم "عمرة البدل" وهى خدمة تقدمها بعض التطبيقات الإلكترونية لأشخاص يرغبون في أن يؤدي آخرون عمرة عنهم أو عن ذويهم المتوفين أو العاجزين مقابل مبالغ مالية.

البداية كانت حين قدم أمير منير، داعية مصري ومنتج محتوى ديني، فكرة جديدة تسمى "عمرة البدل" عن طريق تطبيق يمكن من خلاله للناس أن يدفعوا 4000 جنيه مصري (نحو 100 دولار) لشخص آخر يؤدي عمرة عنهم أو عن أحد أقاربهم الذين توفوا أو لا يقدرون على السفر.

هذه الفكرة واجهت انتقادات حادة وهجوما قويا من قبل بعض علماء الدين والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموها بأنها تجارة بالدين وانتهاك لحرمات الله.

أمير منير رد على المهاجمين بأنه لم يفعل شيئا مخالفا للشرع وإنه اعتمد على أحاديث نبوية تجيز الإنابة في الحج والعمرة لمن لا يستطيع أداؤها بسبب المرض أو الشيخوخة أو الموت، كما قال إنه لم يكن قصده التجارة أو التربح، وإنما كان قصده تيسير على الناس في ظل ظروف صعبة، وأن هذه خير لمن لا يستطيعون أداء العمرة بأنفسهم.

صانع المحتوى الديني نشر فيديو آخر على صفحته على فيسبوك، يظهر فيه شهادات من بعض المستفيدين من خدمة "عمرة البدل"، ويقول إنه تلقى رسائل كثيرة من أشخاص شكروه على هذه الخدمة، وأخبروه عن تغير حالاتهم الروحية والصحية بعد أداء العمرة عن ذويهم، كما نشر صورًا لبعض المؤدين للعمرة عن طريق التطبيق، وأظهر سعادته بهذا الإقبال.

◘ ردود فعل متباينة

أثار هذا الفيديو ردود فعل متباينة بين المؤيدين والمعارضين لفكرة "عمرة البدل"، فمنهم من اعتبرها تجارة بالدين واستغلال لحاجة الناس للقرب من الله، ومنهم من رأى فيها تيسيرًا وخيرًا لمن لا يستطيعون أداء العمرة بأنفسهم.

وتساءل الكثير من المغردين على تويتر عن رأي المرجعيات الدينية في "عمرة البدل"، وتداولوا مقاطع فيديو لبعض الدعاة والفقهاء يتحدثون في هذا الموضوع.

ونشر مغرد مقطع فيديو للشيخ عثمان الخميس يقول فيه إن "عمرة البدل" لا تجوز إلا بلا مقابل، وأن من يؤديها على سبيل التبرع له أجر عظيم، ورد آخر بمقطع فيديو، يقول فيه إن "عمرة البدل" جائزة شرعًا إذا كان المؤدي قد اعتمر عن نفسه، وألا يكون قصده التجارة، وألا يكون هذا نشاطًا تجاريًا أو تطبيقًا إلكترونيًا.

ورأى بعض المغردين أن "عمرة البدل" خير لمن لا يستطيعون أداء العمرة بأنفسهم، وأن هذه خدمة تسهل على الناس في ظل ظروف صعبة، ولكن آخرون اعتبروا أن "عمرة البدل" تجارة بالدين وانتهاك لحرمات الله، وأن هذه خدمة تستغل حاجة الناس للقرب من الله.
◘ عُمرة البدل

فكرة "عمرة البدل" هي أن يؤدي شخص عمرة عن آخر مقابل مبلغ مالي، وهي خدمة تقدمها بعض التطبيقات الإلكترونية. هذه الفكرة أثارت جدلا واسعا بين المسلمين في مصر، وتباينت آراء علماء الدين في حكمها الشرعي.

الفرق بين عمرة البدل والإنابة هو أن "عمرة البدل" تعتبر خدمة تقدمها بعض التطبيقات الإلكترونية لأشخاص يرغبون في أن يؤدي آخرون عمرة عنهم أو عن ذويهم المتوفين أو العاجزين مقابل مبالغ مالية، بينما الإنابة هي أن يؤدي شخص عمرة أو حج عن آخر بإذن منه وبلا مقابل، إذا كان الأخير مريضا أو شيخا أو متوفى.

بعض علماء الدين رأوا أن "عمرة البدل" لا تجوز شرعًا إلا بشروط محددة، منها أن يكون المؤدي قد اعتمر عن نفسه أولاً، وألا يكون قصده المال، وألا يكون هذا نشاطا تجاريا أو تطبيقا إلكترونيا، واستندوا في رأيهم إلى الأحاديث النبوية التي تبيح الإنابة في الحج والعمرة لمن ل ايستطيع أداؤها بنفسه بسبب المرض أو الشيخوخة أو الموت.

وبعض علماء الدين اعتبروا أن "عمرة البدل" جائزة شرعا إذا كان المؤدي قد اعتمر عن نفسه، وألا يكون قصده التجارة، وألا يكون هذا نشاطا تجاريا أو تطبيقا إلكترونيا. وبرروا رأيهم بأن هذه خدمة تسهل على الناس في ظل ظروف صعبة، وأن هذه خير لمن لا يستطيعون أداءالعمرة بأنفسهم.

لكن آخرون رفضوا فكرة "عمرة البدل" جملة وتفصيلا، وقالوا إنها تجارة بالدين وانتهاك لحرمات الله، وأن هذه خدمة تستغل حاجة الناس للقرب من الله. وحذروا من أخطار استخدام التكنولوجيا في تحويل العبادات إلى سلع.