رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام عبدالعزيز: الرئيس السيسي عبر بمصر من تحديات جسام.. ولا يوجد أصلح منه

هشام عبدالعزيز
هشام عبدالعزيز

- الحزب ينسق مع ملتقى الأحزاب السياسية فى حملة دعم الرئيس لانتخابات 2024

- المواطن سيشعر بالتحسن الاقتصادى منتصف عام 2024.. وكل المؤشرات إيجابية

- انضمام مصر لـ«بريكس» خطوة قوية تسهم فى دعم الاقتصاد وتتويج لجهود «الخارجية» 

قال الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ما حدث فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من إنجازات لا يقل عما فعله الزعيم البريطانى «ونستون تشرشل» والزعيم الفرنسى «شارل ديجول» فى الحرب العالمية الثانية لدولتيهما، مؤكدًا أن السيسى استطاع تحويل مصر من دولة نهرية إلى ساحلية.

وأضاف «عبدالعزيز»، فى حواره مع «الدستور»، أنه لا يجد مبررًا للقوى السياسية التى شككت فى جدية جلسات الحوار الوطنى، لافتًا إلى أن الحزب سينسق مع ملتقى الأحزاب السياسية فى حملة دعم الرئيس فى الترشح لفترة رئاسية جديدة، باعتبار أنه الأصلح لإدارة المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت، خلال السنوات العشر الأخيرة، أن تضع قدمًا بين الدول الكبرى فيما يخص سياستها الخارجية، والدليل هو انضمامها لتكتل «بريكس».

■ بداية.. ما رأيك فى الأجواء السياسية الحالية قبل بدء الاستعدادات الخاصة بالانتخابات الرئاسية؟

- بالتأكيد هناك العديد من الأمور التى يجب أن نُقيّم منها المشهد السياسى الحالى، بالطبع هناك أزمة اقتصادية حقيقية، ويجب أن نعترف بها، وهذه الأزمة سببها الحقيقى يعود إلى انتشار فيروس كورونا، ثم الحرب الروسية- الأوكرانية، فضلًا عن تبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروعًا تنمويًا كبيرًا يعمل على تعظيم موارد الدولة، ونقلها إلى مصاف الدول العملاقة، بحيث تجاوز كل الخطوط الحمراء التى وضعتها القوى الدولية، مما أثار غضب بعض الأطراف الإقليمية التى عملت على تصدير الأزمات للدولة فى الآونة الأخيرة.

■ ما تقديرك لحجم ما تحقق فى عهد الرئيس السيسى؟

- تقديرى الشخصى، حسب تخصصى العلمى فى التخطيط الاستراتيجى، أن ما حدث فى مصر فى عهد الرئيس السيسى ليس إنجازات فقط، بل هو مرحلة بناء دولة جديدة لا يقل عما فعله الزعيم البريطانى «ونستون تشرشل» والزعيم الفرنسى «شارل ديجول» فى الحرب العالمية الثانية لدولتيهما؛ فعندما تسير فى الشوارع تشعر بأن هناك دولة قديمة وأخرى حديثة بسبب تطوير البنية التحتية وتهيئتها للاستثمار، وتحويل مصر من دولة نهرية إلى دولة ساحلية تنافس كل الدول المجاورة من خلال الموانئ المصرية.

كما نجح الرئيس فى تحويل مصر إلى مركز لإنتاج الطاقة بشكل غير مسبوق، وعلى المستوى العسكرى هناك تحديث فى أسلحة القوات المسلحة وتنويع مصادر التسليح وكسر كل الخطوط الحمراء، أما على المستوى الدبلوماسى فقد أصبحت مصر دولة لها محدداتها وقراراتها الخاصة والتعامل بندية أكبر مع الجميع، بالإضافة إلى التقدم والازدهار فى كل المجالات التكنولوجية.

■ لماذا أعلن الحزب عن تأييده الرئيس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- أعلنا عن دعمنا الرئيس السيسى لأنه زعيم تاريخى واستثنائى، استطاع العبور بمصر فى ظل تحديات جسام وظروف استثنائية ومعقدة عقب ثورة ٣٠ يونيو، وما أعقبها من محاولات الجماعة الإرهابية وأذنابها إسقاط الدولة، فانتقلت مصر من شبه دولة فى ٢٠١٣ إلى دولة لها حلم ورؤية للتنمية والريادة الإقليمية فى غضون ١٠ سنوات، كما أنه يعد الأقدر والأكفأ على قيادة المرحلة المقبلة لأنه يمثل كل المصريين.

ويعتبر الرئيس السيسى هو الأوفق والأقدر على تجاوز ما تمر به مصر من التحديات الخارجية، التى تتمثل فى ملف سد النهضة، والتوترات السياسية والعسكرية فى السودان وليبيا، بجانب التحديات الاقتصادية الداخلية التى تتمثل فى ضرورة التحكم فى نسب التضخم وأسعار السلع الأساسية ورفع قيمة الجنيه المصرى فى مقابل الدولار، والتبعات الاقتصادية والاجتماعية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى وآثار الحرب الروسية- الأوكرانية.

■ هل هناك أهداف أخرى للحزب من وراء دعم الرئيس؟

- نهدف لاستكمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفقًا لنموذج الدولة التنموية التى تمت فى كل القطاعات والمجالات منذ ٢٠١٤ حتى الآن، والتى منها فتح المجال العام فى الحياة السياسية، ودعم الرئيس للحوار الوطنى، وتجارب تمكين الشباب وفى مقدمتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والأكاديمية الوطنية للتدريب، وتمكين المرأة على جميع الأصعدة، ومشروعات البنية التحتية لشبكة الطرق والمواصلات، والمجمعات الصناعية، والمدن الجديدة، ومشروع توشكى والدلتا الجديدة، بالإضافة إلى تأسيس مبادرة «حياة كريمة» التى استهدفت أكثر من ٦٠٪ من الشعب المصرى ومبادرة «١٠٠ مليون صحة».

إلى جانب الإنجازات الأخرى، مثل التصنيع العسكرى وتنويع مصادر الأسلحة، وكذلك الإنجازات على مستوى السياسة الخارجية، حيث أعادت سياساته الخارجية المتوازنة مصر إلى مكانتها الإقليمية والدولية، وليس أدل على ذلك من انضمام مصر إلى مجموعة ا«بريكس»، وما يحمله ذلك من فرص واعدة لمصر على المستويين السياسى والاقتصادى.

■ ما الأولويات التى تطالبون بها خلال الفترة المقبلة؟

- ضرورة استمرار النهج الخاص بفتح المجال العام والحوار الوطنى، وتحويل مخرجاته إلى واقع يشعر به المواطن والنخب السياسية على حد سواء، كما لا بد من التركيز على ملف الحقوق المدنية والسياسية واستكمال الاستحقاقات الدستورية، وإفساح المجال لمزيد من حرية الرأى والتعبير، وتعدد الآراء فى وسائل الإعلام، بما يتوازن مع أولويات الأمن القومى وحماية الوطن والمواطن.

بالإضافة إلى ضرورة تنويع الاقتصاد المصرى، ويشمل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوطين الصناعة، ودعم التعليم الفنى بما يتناسب مع الصناعات المميزة لمصر، وجعل مصر محورًا إقليميًا للطاقة، بالإضافة إلى الصناعات التى تقلل من استيراد موارد الإنتاج، إلى جانب استغلال الموقع الجغرافى لتحويل مصر من الاقتصاد النهرى إلى الاقتصاد الساحلى.

وكذلك ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية لتمكين وتماسك المجتمع، وبناء الإنسان المصرى وتنمية الأسرة المصرية، وتعزيز الهوية الوطنية فى الجمهورية الجديدة بما يتضمنه من تعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، وتطوير التعليم، واستكمال برامج الحماية المجتمعية، مع إعادة هيكلة منظومة الدعم لضمان وصوله إلى الفئات الأكثر احتياجًا. 

■ ماذا عن أدوات الحزب فى حملة دعم الرئيس؟

- لدينا العديد من الأدوات التى سنعمل عليها من خلال برنامج محدد وواقعى داخل حملة دعم الرئيس، بالإضافة إلى التنسيق مع ملتقى الأحزاب السياسية الذى يضم أحزابًا كبيرة، على رأسها «مستقبل وطن» و«حماة الوطن» و«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» و«المؤتمر» وتحالف الأحزاب المصرية، لتشكيل حملة انتخابية كبيرة تجوب كل أنحاء البلاد، وتنظيم المؤتمرات الجماهيرية من خلال كوادر الحزب، وفتح كل مقرات الحزب لعرض البرنامج الانتخابى للرئيس، والرد على كل تساؤلات المواطنين، من خلال الكوادر المثقفة والقادرة على استعراض حجم الإنجاز الذى تحقق خلال الفترة الماضية، وإدارة المناظرات مع كل الأطراف.

■ من وجهة نظرك.. هل ترى أن هناك منافسًا للرئيس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- نحتاج إلى منافسة قوية تفتح آفاقًا سياسية كبيرة لشكل الدولة، ونحن نشجع عملية انتخابية رئاسية نزيهة تحت رقابة دولية وقضائية من العالم أجمع، وتفتح مجالًا سياسيًا أكبر لجميع الأحزاب للدفع بمرشحين فى الانتخابات الرئاسية، ولكن فى الوقت الحالى لا يصلح فى إدارة المرحلة المقبلة إلا الرئيس السيسى.

■ البعض شكك فى جدية الحوار الوطنى ولجان العفو الرئاسى.. ما ردك على هذه الادعاءات؟ 

- لا أجد مبررًا لهذه الشكوك المبالغ فيها، وسؤالى هنا: ماذا تريد القوى المشككة فى جدية الحوار الوطنى أكثر مما قيل على الهواء مباشرة، على مرأى ومسمع جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم الفكرية؟

كل القوى المدنية المعارضة أتيحت لها الفرصة فى الحديث أثناء جلسات الحوار بكل جدية، والفرصة سانحة الآن أمام الجميع للترشح على أكبر منصب فى الدولة، وعلى الرغم من ذلك تجد منهم من يشكك فى إجراءات العملية الانتخابية قبل أن تبدأ فى الأساس، كما أن لجان العفو الرئاسى أفرجت عن العديد من المحبوسين على ذمة قضايا جنائية أو من صدرت ضدهم أحكام قضائية.

■ ننتقل لملف آخر.. ما رأيك فى انضمام مصر لمجموعة «بريكس» وما أوجه الاستفادة منه؟

- انضمام مصر لمجموعة «بريكس»، التى تضم كلًا من روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، والتى تشكل ما يقارب ٣٠٪ من الاقتصاد العالمى، يمثل خطوة قوية ورسالة واضحة بالدور الإقليمى لمصر، ودورها فى الخريطة الدولية، وهذا يعد من إنجازات ملف العلاقات الخارجية فى الجمهورية الجديدة، الذى شهد تطورًا ملحوظًا فى سعى الدولة نحو علاقات دولية أكثر تنوعًا وانفتاحًا على كل الأصعدة الدولية.

كما أن هناك تشكلًا كبيرًا يحدث على الساحتين الدولية والإقليمية فى الآونة الأخيرة، والدولة بقيادة الرئيس قرأت المشهد الدولى مبكرًا، وتعاملت معه باستباقية بما أهّل مصر لاستعادة جزء كبير من مكانتها الإقليمية والعودة مرة أخرى إلى الساحة الدولية من الباب الكبير.

■ كيف ترى الحوافز التى أصدرها الرئيس للمشروعات الصناعية والتى تتعلق بالإعفاءات الضريبية؟

- هذه رسالة لكل المستثمرين فى الداخل والخارج تؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى بنفسه اهتمامًا كبيرًا بشكل مباشر بالعمل على تسهيل الاستثمار فى البلاد، كما أن هذه الخطوة تعد دفعة قوية للقطاع الصناعى، وتسهم بصورة مباشرة فى تسريع وتيرة توطين الصناعات المختلفة، وجذب الاستثمارات فى القطاع الصناعى، بجانب دفع عجلة الصناعات التحويلية وإحلال الواردات فى الصناعات المستهدفة.

وهذه التوصيات التى استجاب لها الرئيس كانت ضمن أوراق السياسات والتوصيات التى تقدم بها الحزب إلى الأمانة الفنية للحوار الوطنى، ومن أهمها ما يتعلق بإعفاء الصناعات الاستراتيجية، وتوجيه الحوافز نحو الأولويات الاستثمارية فى القطاعات الأكثر أولوية.

■ هناك تساؤل يدور فى أذهان الكثيرين: متى يشعر المواطن بالتحسن الاقتصادى؟

- أعتقد أنه لولا هذه القيادة الحكيمة من الرئيس السيسى والإجراءات التى اتخذها ما استطاعت الدولة أن تمر من هذه التحديات غير المسبوقة، أما عن التحسن الاقتصادى فالأزمة الاقتصادية مرتبطة باستقرار سعر الصرف للعملة المصرية مقابل الدولار، ما أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم، ولكن جميع المؤشرات الاقتصادية الأخرى إيجابية، منها ارتفاع عائدات السياحة وقناة السويس والصادرات المصرية. وأنا أتوقع أن يستقر سعر صرف العملة وتنتهى أزمة الدولار نهائيًا منتصف العام المقبل ٢٠٢٤، وأعتقد أن بيع بعض الأصول المملوكة للدولة وتحويلات المصريين فى الخارج وزيادة الصناعات الاستراتيجية ستسهم جميعها فى إنهاء الأزمة، ومصر لديها مقومات كبيرة أخرى قادرة على المرور من هذه الأزمة.

■ لماذا يحاول البعض تصدير أجواء تشعر المواطنين بالإحباط؟

- هناك أطراف تعمل على استغلال الأزمات لتصدير أجواء تشعر المواطنين بالإحباط، وتغض الطرف عن مدى الإنجازات والتقدم الذى حدث خلال العشر سنوات الماضية على المستوى الاستراتيجى فى كل المجالات.

أما عن الأجواء السياسية، فنحن نرى أن حجم ما حدث فى التنمية السياسية وفتح المجال السياسى بعد الحوار الوطنى جاء بعد خطة استراتيجية بدأت منذ انعقاد مؤتمرات الشباب وتأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب، ثم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ولجان العفو الرئاسى، إلى أن وصلنا للحوار الوطنى الذى أكد رؤية الدولة فى مشاركة كل الأطياف السياسية وبدء مرحلة جديدة.