رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يمكن أن تكون السمنة سببًا في الإصابة بالمرض النفسي؟

السمنة
السمنة

غالبًا ما يتعايش مشكلات السمنة والصحة العقلية ويشار إليها معًا بالوباء المزدوج، ومن الملاحظ أن المشاكل النفسية قد تؤدي إلى السمنة وفي بعض الأحيان قد تؤدي السمنة إلى مشاكل أخرى نفسية مثل الاكتئاب. 

ويتعرض المرضى الذين يعانون من السمنة للوصم والتحيز على أساس الوزن في العديد من جوانب حياتهم حيث ينظر إليهم المجتمع بطريقة سلبية ويصنفهم كأفراد ذوي قوة إرادة منخفضة وضبط النفس، إذ يتم الحكم على قيمتهم على أساس مظهرهم الخارجي وليس على أساس قدراتهم حيث يكونون موضوعًا دائمًا للمضايقة والسخرية ويتلقون باستمرار نصائح غير مبررة بشأن وزنهم وشكل أجسادهم.

هل تؤثر السمنة على الحياة الاجتماعية والإصابة بالأمراض النفسية؟

إليكم كيف تؤثر السمنة على الحياة الاجتماعية، وتؤدي إلى مرض نفسي، والذي قد يكون له تأثير سلبي على صورة الجسم وقد يؤدي في النهاية إلى تدني احترام الذات والاكتئاب لدى العديد من الأفراد، ويُلاحظ أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب المرتبط بالسمنة من الرجال حيث تفاقم هذا الأمر بشكل أكبر خلال جائحة كوفيد 19. 

ووفقًا لـ«Mayo Clinic»، كانت السمنة أحد عوامل الخطر التي أدت إلى زيادة شدة عدوى “كوفيد 19”، وأجبر هذا إلى جانب معايير التباعد الاجتماعي في معظم البلدان، المرضى الذين يعانون من السمنة على البقاء في منازلهم، وأدى ذلك إلى ضغوط هائلة وعدم اليقين في حياة الأفراد الذين يعانون من السمنة. إذ القلق المتزايد جعلهم أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام ونمط الحياة المستقر».

وثبت أن استيعاب هذه المواقف المتحيزة للوزن في تصوير وسائل الإعلام يسبب آثارًا ضارة على الصحة النفسية، مما يؤدي إلى مزيد من الاكتئاب والقلق، وانخفاض احترام الذات، ومشاكل في صورة الجسم، واضطرابات الأكل، ويرتبط الاستيعاب القائم على الوزن أيضًا بمزيد من الاضطراب العاطفي وقد تم ربطه بالاكتئاب.

وبحسب الموقع الصحي ذاته، فإنَّ المرضى الذين يعانون من أمراض الصحة العقلية في البداية هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، ولوحظ أن مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي مرتبطة بالفصام. 

وتؤدي العديد من الأدوية المضادة للذهان أيضًا إلى زيادة الوزن ولها تأثير على حساسية الأنسولين، حيثُ ترتبط العديد من الاضطرابات النفسية أيضًا بتناول الطعام المريح، وعدم الاهتمام بإعداد وجبات صحية، والأكل المتهور، وأحيانًا إدمان الطعام. 

وبحسب التقرير، فإنه من المهم أن ندرك آثار السمنة المدمرة ليس فقط على الصحة البدنية ولكن أيضًا على الصحة العقلية.

وتابع: “حان الوقت للتفكير في إنشاء أنظمة يمكننا من خلالها مساعدة مرضانا.. نحن بحاجة إلى استخدام التكنولوجيا إلى أقصى إمكاناتها حتى نتمكن من نشر الرسائل الإيجابية، وتشجيع مرضانا عبر الإنترنت، وتغيير لهجة رسائل وسائل التواصل الاجتماعي. في حين أننا بحاجة إلى تثقيف مرضانا لممارسة التعاطف مع الذات واليقظة الذهنية، نحتاج أيضًا إلى أن نصبح أكثر حساسية للقضايا التي يواجهها المرضى الذين يعانون من السمنة”. 

وترتبط قضايا السمنة والصحة العقلية ارتباطًا وثيقًا وتحتاج إلى اهتمامنا بطريقة أكثر شمولية، أثناء علاج المرضى الذين يعانون من السمنة أخيرا، يجب أن نتذكر أن تعريف "الصحة" هو حالة من اكتمال الجسم.