رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كريم العراقى.. هى أبلغ من شعر كريم!

كريم العراقى
كريم العراقى

يوصف بأنه شاعر غنائى، لكن أشعاره أكثر عمقًا ومساحة من أن تكون مجرد كلمات أغانٍ، قصائده ظلت جزءًا لا يتجزأ من وجدان جيلىّ التسعينيات والألفية الجديدة، فبها انطلقت حناجر أروع المطربين مثل كاظم الساهر وماجدة الرومى وعاصى الحلانى وأصالة نصرى الذين صنعوا جماهيرية عريضة.

إنه الشاعر كريم العراقى، الذى فُجع محبوه وجمهوره برحيله، اليوم، بسبب إصابته بمضاعفات مرض السرطان، ليترك بوفاته حالة فراغ كبيرة فى الأغنية العربية، التى منحها من روحه ووجدانه أشعارًا لمست قلوب عشاق الطرب من أجيال مختلفة، وعاشت معهم أفراحهم وأحزانهم ومواقفهم المختلفة.

ولد «العراقى» فى بغداد عام ١٩٥٥، ونبغ فى الكتابة الشعرية منذ صباه، ونشر أشعاره فى الكثير من دوريات النشر، كما نشر عددًا من الدواوين الشعرية حتى ذاع صيته فى العراق وفى غيره من البلدان العربية، وحصل على الكثير من الجوائز والتكريمات، أشهرها جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية.

رحلته الأكبر كانت مع المطرب العراقى الكبير كاظم الساهر، الذى كتب له عشرات الأغنيات الناجحة التى صنعت حالة جماهيرية متفردة، ومثلت تجربتهما معًا أروع مثال على التناغم بين الشاعر والمطرب.

والأهم فى تجربة كريم العراقى قدرته على الكتابة البسيطة والعميقة فى نفس الوقت، وقدرته كذلك على التجديد والتغيير، فلا توجد قصيدة لديه تشبه الأخرى، كما أنه حرص على أن تتواكب قصائده مع الأنماط الغنائية لكل مطرب، فنجد أشعاره للمطربة لطيفة مختلفة عن التى كتبها لعاصى الحلانى أو التى كتبها لكاظم الساهر وهكذا.

ولا ينسى الجمهور أغنياته الشهيرة مثل: «مدينة الحب، ويا مستبدة، ويا مدلل، ورخصت دمعى، والمحكمة»، وهل ينسى عشاق كلماته مقطع الغزل الرقيق فى قصيدته «كثر الحديث»: «هى أجمل من كل جميلة.. أحلى منك وأحلى منى.. هى أرشق من كل رشيقة هى أقرب من قلبى عنى.. هى أبلغ من شعر كريم أو كاظم فى أروع لحن»؟

وخلال مسيرته مع الشعر، لم يحصر نفسه فى الكتابة للمطربين فقط، بل صنع تجربته الخاصة فى الكتابة، مكتشفًا مناطق أخرى مثل الكتابة للأطفال وكتابة المسرحيات، إلى جانب كتابة القصص والسيناريوهات الفنية.