رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير يكشف لـ"الدستور" سيناريوهات تصاعد أزمة السفير الفرنسى فى النيجر

أزمة النيجر
أزمة النيجر

أعلنت وزارة الخارجية النيجرية، الخميس، عن أن سلطات البلد أسقطت صفة الحصانة الدبلوماسية عن السفير الفرنسي في نيامي، عقب انتهاء مهلة 48 ساعة التي منحت له لمغادرة النيجر.

فيما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن السفير الفرنسي لدى النيجر سيظل هناك رغم الضغوط من قادة الانقلاب الذي شهدته البلاد في الفترة الأخيرة.

ومازالت أزمة السفير الفرنسي مستمرة وسط تعنت الطرفين، ونرصد من خلال التقرير التالي تداعيات تلك الأزمة وسيناريوهات المرحلة المقبلة.

تداعيات أزمة السفير الفرنسي في النيجر؟

وفي هذا السياق، قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اتخاذ فرنسا قرارًا بعدم سحب سفيرها في النيجر يأتي كنوع من عدم إضفاء الشرعية على سلطات الانقلاب العسكري الحالي بقيادة تشياني، وفي المقابل أصدرت النيجر قرارًا برفع الحصانة عن السفير الفرنسي، ومطالبة الأجهزة الأمنية في البلاد بطرده.

وأوضحت حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه القرارات تتزامن مع اجتماع جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ووزراء الدفاع في إسبانيا، وأنهى اجتماعه بالإعلان عن اتخاذ خطوات عقابية بفروض عقوبات على خطى مجموعة الإيكواس، مدعيًا أن قرارات الحل يجب أن تكون إفريقية.

وأضافت حسن أن عملية الضغط على المجلس العسكري النيجري ما زالت مستمرة، وتوحي بربط الخطوات الغربية بخطوات الإيكواس، وبالتالي حتى مع سيناريو التصعيد ودق طبول الحرب في ظل عدم وجود خطة فعلية انتقالية من الحكومة التي تقود النيجر مقابل الإيكواس، فإنه من المستبعد أن تتخذ فرنسا قرارًا بالدخول بشكل مباشر في الحرب التصعيدية، عبر قواتها المسلحة داخل النيجر والتي تتفوق على جيش النيجر المتحد مع مالي وبوركينا فاسو من حيث القوة القتالية والعتاد.

حسن: استمرار فكرة الحرب بالوكالة بعيدًا فى ظل تصاعد الانقلابات في إفريقيا

ولفتت حسن إلى أنه ربما تستمر فكرة الحرب بالوكالة، وهو ما زال بعيدًا في ظل تصاعد الانقلابات في إفريقيا، وبالتالي سيحال إلى حرب شاملة ستتأثر بها الدول الأوروبية ككل، وهو ما انعكس على عدم تحديد الدول الأوروبية بعد طريقة دعم الدخول العسكري لاستعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، حيث صرح بوريل أيضًا بأن أمر الدعم الأوروبي المادي للإيكواس في مواجهة انقلاب النيجر لم يحدد بعد، وستتم دراسته إذا تكرر، وهو ما يرجعنا لطرح فكرة عودة السفير الفرنسي لبلاده واعتباره ورقة للحصول على دعم شعبي للحكومة الانقلابية، وخطوة استفزازية لفرنسا التي فقدت دبلوماسيتها في وسط وغرب إفريقيا ورقة تلو الأخرى، وبالتالي فإذا استمرت على هذا النهج، وعدم تنفيذ استراتيجيتها المعلنة بالخارج "كدولة استعمارية سابقة" ربما سيعاد خروجها في العديد من الدول بشكل يضعف من قوتها الخارجية.