رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلب منه عدم الرد على اتهامات "أولاد حارتنا".. حكايات "أزمة الكفر" في حياة نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تحدث رائد الترجمة من الأدب العربي للإنجليزي دينيس جونسون ديفيز عن أزمة "أولاد حارتنا" وكيف طلب من نجيب محفوظ عدم شرح نصه، وذلك حسبما ورد في كتابه "ذكريات في الترجمة.. حياة بين خطوط الأدب العربي" ترجمة عفاف عبد المعطي وتقديم نجيب محفوظ ومراجعة محمود محمد مكي.

طلبت منه عدم الرد على الاتهامات الموجهة إليه بسبب «أولاد حارتنا»

يسترسل «ديفيز» في الحديث عن ترجمة النص الأشهر لـ«محفوظ» وهو «أولاد حارتنا»، وكواليس نشرها بنصها الأصلي مسلسلة في جريدة الأهرام.

يقول: «آثرت توجيه المترجم فيليب ستيوارت للنص الذي أثار خلافا ليس هينًا وهو أولاد حارتنا، حين تمنى أن يجد عملا يمكنه ترجمته، أعتقد أن ذلك كان لنيل درجة الماجستير في جامعة أكسفورد».

نشرت اولاد حارتنا تحت عنوان أبناء الجبلاوي

يضيف: «قلت له إذا استطعت ترجمة أولاد حارتنا فإن بإمكاني ضمها إلى سلسلة ترجمات الكتاب العرب، وصدرت الرواية تحت عنوان أبناء الجبلاوي وحدث ما لم أكن أتوقعه للرواية التي نصحت بترجمتها ليظهر حولها الخلاف نفسه الذي أحدثته رواية سلمان رشدي آيات شيطانية وكاد أن يودي بحياة صاحبه فيما مضى».

ويتابع: «عندما كانت أولاد حارتنا تنشر مسلسلة في جريدة الأهرام تم الضغط على الجريدة لكي توقف النشر، لأن السلطة الدينية ادعت تضمنها لما يحض على الكفر، في الوقت ذاته طلبت السلطات من الكاتب تفنيد ما بين ثنايا الكتاب ما الذي يتضمنه الكتاب من الشخصيات المتباينة الساكنة في الحارة».

طلبت منه ألا يشرح النص

ويكمل: «تصادف في إحدى زياراتي للقاهرة أن التقيت نجيب محفوظ فقلت له أن يتماسك بقوة، ولا يجب عليه أن يشرح نصه، ويجب أن يرفض الرد عن أي سؤال يمكن أن يعرضه للهلاك، وتوقف في ذلك الوقت نشر الرواية مسلسلة في الأهرام، وظلت محظورة في القاهرة لأمد بعيد، باستثناء الطبعة اللبنانية التي كانت متاحة خلسة في مكتبة في وسط البلد بالقاهرة».

ويكشف أن الطبعة الإنجليزية لـ«أولاد حارتنا» قد تم حظرها في القاهرة أيضًا، وبلغ الأمر مداه عام 1994 بعد أكثر من ثلاثين عامًا من نشرها مسلسلة في الأهرام، عندما قام متطرف اعتقد أن الرواية تدعو إلى الكفر بالهجوم على «محفوظ» علما بأنه ذكر بعد ذلك أنه لم يقرأها.

ويردف: «بعد منح محفوظ عرضت على المترجم الأمريكي بيتر ثيرو شقيق الكاتب الرحالة بول ثيرو، ترجمة (أولاد حارتنا) وتم نشرها في نيويورك عام 1996 ضمن الإصدار السنوي العشرين لقسم النشر بالجامعة الأمريكية عند الاحتفال بإتمام نجيب محفوظ عامه التسعين في يوم ميلاده عام 2001».