رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمينة رزق.. راهبة الفن

أمينة رزق
أمينة رزق

نجحت فى نقل مشاعر الأمومة التى بداخلها على الشاشات رغم أنها لم تنجب فى حياتها، وعاشت متعففة عن الزواج، وبررت ذلك بقولها «يا ما اتزفِّيت.. وياما لبست طرح.. وياما اتطلقت.. بس فى الحياة العادية نفدت بجلدى منكم صنف الرجال»، لتصبح رمزًا للأم فى تاريخ السينما المصرية.

كرست الفنانة أمينة رزق، التى تحل اليوم ٢٤ أغسطس ذكرى رحيلها الـ٢٠، إذ توفيت عام ٢٠٠٣، حياتها للفن والمسرح، فقررت المضى وراء شغفها الأول والأخير، ولم تتخل عن حلمها مقابل الزواج والأمومة، وتختار أن تبقى وحيدة بلا شريك أو طفل يؤنسها طوال حياتها، خاصة فى فترة الشيخوخة والكبر، حتى لُقبت بـ«عذراء السينما المصرية».

فيلم «سعاد الغجرية» كان بوابتها لاحتراف عالم الفن، بعد أن ظهرت لأول مرة على خشبة المسرح عام ١٩٢٢، وغنت بجوار خالتها الفنانة «أمينة محمد» فى إحدى مسرحيات فرقة على الكسار فى مسارح روض الفرج، وانتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التى أسسها عميد المسرح العربى يوسف وهبى، ثم شاركت فى التمثيل فى أغلب مسرحياته.

ورغم أنها لعبت دور الأم فى العديد من الأعمال، فإن لكل عمل لها روحًا ومذاقًا مختلفًا، فهى الأم التى تعانى من تسلط زوجة الابن وعقوق الأبناء فى فيلم «أعز الحبايب»، والأم التى توفى زوجها وقرر شقيقها أن يقتل ابنتها دفاعًا عن الشرف، ما يذهب عقلها ويجعلها تسير فى الطرقات بحثًا عن بنتيها، فى فيلم «دعاء الكروان».

وهى أيضًا الأم التى تعمل خادمة، وتتمرد عليها ابنتها فى فيلم «التلميذة»، وفى غيرها من الأعمال الناجحة، حتى ظل لقب «الأم» ملازمًا لها حتى خارج الكاميرات، فكان العاملون فى المجال الفنى الذين رأوا فيها مثالًا للاحتواء والانضباط، ينادونها بـ«ماما أمينة».

توفيت إثر إصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية، بعد صراع استمر شهرين مع المرض، تاركة العديد من الأعمال الخالدة فى العقول والقلوب.