رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيوانات وخضروات وزهور وفواكه.. طقوس غريبة في احتفال المصريين بـ "وفاء النيل"

عيد وفاء النيل
عيد وفاء النيل

ارتبط المصريون القدماء ارتباطًا شديدًا بنهر النيل، فكان مصدر لحياتهم وزراعتهم وغذائهم وجالب الخير لهم، فيفيض نهر النيل بالمياه الوفيرة كل عام لتروي أراضي مصر كلها، وفي شهر أغسطس، يحتفل المصريون هذه الأيام بـ "عيد وفاء النيل"، وفي التقرير التالي نستعرض كيف كان يقدس المصريين القدماء النيل؟

كان يؤمن المصريون القدماء أن روح النهر وقوته هي التي تمنح الخير للأرض، بل وقدسوا النيل واعتبروه إلها أطلقوا عليه "حابي أو حعبي" بمعنى "الذي يفيض بالماء"، كما لاحظ المصريون فيضان النيل، واعتبروه مؤشراً لبداية العام في التقويم المصري القديم حوالي منتصف شهر أغسطس.

طقوس الاحتفال بعيد وفاء النيل

ووفقًا لقطاع المتاحف، اهتم المصريون بتسجيل ارتفاعات الفيضان من خلال العديد من مقاييس النيل المنتشرة على امتداد مجراه، ونظرًا لحاجة المصريين الدائمة لتجديد الفيضان فقد أكدت الديانة المصرية القديمة ضرورة القيام بعدد من الطقوس كل عام قبيل وأثناء قدوم الفيضان أملاً في أن تهب الآلهة أرض مصر فيضانًا وفيراً دون انقطاع، وعلى الرغم من ندرة الدلائل على هذه الطقوس إلا أن أقدمها يعود لعصر الدولة الوسطى في القرن 20 ق.م. 

ونسق المصريون القدماء مجموعة من الأناشيد، والمعروفة بأناشيد النيل التي تمتدح النهر وتخبرنا عن الوفاء بقربان كبير من الماشية والطيور له عندما فاض على وجه الأرض.

كذلك حفظت لنا سفوح جبل السلسلة شمال أسوان ثلاث لوحات مسجلة بالخط الهيروغليفي تحتوي على ثلاثة مراسيم تعود لعصور الملوك سيتي الأول ورمسيس الثاني ومرنبتاح حيث تقر هذه المراسيم بأن تقام الاحتفالات للإله حابي في السلسلة مرتين في العام مع أعلى وأدنى ارتفاع للفيضان، وأن يتم خلالها التقرب للنيل بالتقدمات التي تحتوي على قرابين مختلفة من الحيوانات والخضروات والزهور والفاكهة، وكذلك عدد من التماثيل الصغيرة لإله النيل نفسه. 

أسطورة “وفاء النيل”

كما تشير الدلائل التاريخية إلى أن المصريين كانوا يقومون بإلقاء بعض الدمى من الخشب كي يفيض النهر حتى القرن الثامن عشر، كما كانوا يلقون به الذبائح والهدايا للاحتفال بوفائه في موكب عظيم، يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة دليلاً منهم على العرفان بالجميل لهذا النيل العظيم.

 

أما الأسطورة المرتبطة بعيد "وفاء النيل"، وهي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون لإله الفيضان، في عيده فتاة جميلة، كانت تتزين ثم تُلقى في النيل قربانا، فيؤكد البعض أن الحضارة المصرية راقية لم تعرف على مر العصور الضحايا البشرية لأي معبود مهما علا شأنه.